مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: الاحساس والحساسية الثلاثاء أبريل 20, 2010 10:30 am | |
|
الاحساس والحساسية لو طالعنا العنوان لوجدنا أن كلاهما برأيي تُشتق منه الصفة ( حسّاس ) . وأجدُ ذلك ظلماً للأول وتورية للثاني .
أجدُ في المجتمع ألا شخصاً يمثّل المدلول المتزن أو لنقل الوسطي بين هذين المسميين .
فمثلاً ، لا أجدُ شخصاً يمتلك الصفة الأولى بشكلها النموذجي إلا ما ندر .
بينما أجدُ الكثير ممن يمتلكون الصفة الثانية وقد لا يعترفون بذلك بإنصاف وعلانية .
ـ ـ
أن تمتلك الصفة الأولى يعني أنك تشعُر وتقدّر وتتفهم .
أن تمتلك الصفة الثانية يعني أنك تعمل من الحبة قُبة .!!!
ـ ـ
في مجال علم النفس وتحليل الشخصيات أجدُ ( الحساسية ) صفة يتم تناولها على أنها من سلبيات الشخص .
بينما ( الإحساس ) يا بخت من توافرت فيه هذه الصفة .!!
يتهلل وجهه فرحاً ويطير ليُخبر أصحابه بأن من ضمن ما تحتويه شخصيته من صفات صحية ومتميزة صفة تُدعى ( الإحساس ) .
ـ ـ
حسناً أنا شخص أتمنى ألا أُنعت يوماً بقولهم ( ماعندك إحساس وضمير ) .!!
وفي نفس الوقت لا أرغب في أن يُقال لي على وجه الإمتعاض ( ياخي تراك حساس بزيادة ) .!!
هل لاحظتم كيف أن المعنى دقيق جداً ويحتمل أكثر من وجه على حسب ما لوحظ مني .
ـ ـ
من جهة أخرى ، ( الإحساس ) مفردة حينما ترد لذهني يبدأُ فوراً بتصورها مقترنة مع مفردة أخرى كـ ( الرومانسية ) ، أو بمفهوم أوسع ( الإنسانية بأكملها ) .
بينما ( الحساسية ) = ( عُقدة ، نقص ، أو مرض نفسي ) .!!
ـ ـ
بشكل عام يا أصحابي الفضلاء الأفاضل الفاضلين : أكون حسّاساً في الشعور بالآخرين والتألم لألمهم والتأهب لنجدتهم وتقديرهم واحترامهم ومحاولة تفهمهم وحملهم على أكثر من محمل والمرونة في معاملتهم بما تربيت عليه من أخلاق الفضلاء ، والنبلاء الكرماء . وهذه كياسة المؤمن وفطنته وحياءه ومروءته التي دعيا إليها القرآن والسنة في أكثر من مكان وموضع .
ولا أكون حسّاساً بالشكل الذي يجعل مني الشكّاك المضطرب المهزوز الذي يحسب كل صيحةٍ عليه هو العدو ، الذي يحملُ الآخرين هم وغم رضاه وزعله المتقلب كالحربلاء ، الذي لا يدانيه مداني ولا يجالسه مجالس . ينفر منه الجميع ويفرون بتلقائيتهم من بين براثن طبعه الذي يراهم به ، الممل ، الذي في النهاية سوف يكون أضحوكتهم التي لا يقابلونها بالواقع كما هو لأنه حسّاس لا يتقبله ، بل بتحويرهم إياه كاللقمة التي تضعها الأم في فم طفلها . وقد لا يسلمُ وينفذُ بجلده ، بل قد يُستغل من قبل ضعفاء النفوس ووساع الوجوه أسوأ الإستغلال لأنه من الطبيعي أن يكون مُدلل ضعيف الشخصية بسبب ذلك .
منقول
| |
|