إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه
كلها ، وحمَل عنه كلّ ما
أهمّه ، وفرّغ
قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته ... هذه هي العبودية لله .. وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله
همومها وغمومها وأنكادها
ووكَلَه إلى
نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم فهو يكدح
كدح الوحش في خدمة غيره
كالكير ينفخ
بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره هذا هو الخسران المبين
إذا جلست في الظلام بين يدي الله داعياً ومتضرعاً فاستعمل أخلاق الأطفال ..
فالطفل إذا طلب شيئاً ولم
يحصل عليه بكى
وبكى حتى يأخذه .. فكن أنت هذا الطفل وأطلب حاجتك
هذا هو التضرع لله