مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: النوم بين النعمة والنقمة السبت مارس 05, 2011 6:13 pm | |
| سبحان من قهر عيون الجبابرة والطواغيت بالنوم وأراح به عيون عباده الصالحين من الكد اليومي والعناء الرسمي لتقوى على المسايرة والمثابرة.فالنوم آية من آيات الله الكونية وهو ضروري لحياة الإنسان إذ لا يستطيع أحد التخلي عنه إلا أنه مع ذلك يطلق على الكسل والخمول، ويبرز النقص الكامن في كل إنسان حتى لا يتكبر أو يتطاول على الله عز وجل أحد، فمتى يكون النوم نعمة ومتى يصبح نقمة؟ وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا
يمن علينا المولى الكريم بنعمة من أمهات النعم، فالنوم من الحاجيات الأساسية للإنسان ولا غنى له عليها وقد ذكر بمشتقاته في القرآن الكريم تسع مرات وأشير له في هذه الآية بالسبات والسبات هو الراحة فقد قال الأنباري: يقال للراحة سبات وأصله التمدد، ويقال سبتت المرأة شعرها إذا حلته وأرسلته فالسبات كالمد. وقيل أصله القطع فالسبات يعني الانقطاع عن الناس والعمل وكلا المعنيان يفيان بالمطلوب، فالنوم وكما قال أحدهم نصف الجمال والصحة بحيث أنه لو حرم منه إنسان بسبب أرق أو عمل أو غيره لذهب بهاء وجهه ولتاكلبت عليه الأسقام ومن ثم فالنوم يجدد النشاط في الجسم ويمده بالطاقة والحيوية فهو يجدد الخلايا ويصلح الأنسجة ويعيد تنظيم المعلومات في الذاكرة وأهم عضو يحتاج إلى النوم في الجسم هو المخ فقد أثبتت التجارب العلمية أن مخ الإنسان هو أكثر أجزاء الجسد حاجة إليه. ومن تمام من المولى وكرمه أن خلق لنا الجو المناسب للنوم فقال عز من قائل:﴿ الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه وجعل النهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾ [1]فلا سبات حقيقي إلا في ليل مظلم فقد أكد باحثون من جامعة أريزونا الأمريكية في بحث علمي أن النوم في الظلام مفيد للصحة ويحسن نشاط جهاز المناعة بصورة كبيرة لأن الجسم في الظلام يفرز هرمون الميلاتونين الذي يؤدي دورا وقائيا في مهاجمة الأمراض الخبيثة كسرطان الثدي والبروستاتا، وأن إنتاج هذا الهرمون يتعطل مع وجود الضوء. كما أن أصح نوم للإنسان يكون في الساعات الأولى من الليل كما ثبت بالتجارب العلمية والتحاليل المختبرية، وهو ما حث عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل حيث قال:"لاسمر بعد الصلاة يعني العشاء الآخرة إلا لأحد رجلين: مصل أو مسافر" [2]. دع النوم الطويل للقبر
يقال الشيء إذا تجاوز حده انقلب إلى ضده إن الإفراط في النوم يجعل الإنسان كتلة رخوة من اللحم لا فائدة ترجى منه بحيث يضيع ثلثي عمره في النوم فلا يستفيد الفوائد الجمة التي من المفروض أن يستفيدها من أيام عمره القصير فالحياة مهما بدت لنا طويلة فإنها تمر بسرعة فائقة ويوم القيامة يقول الإنسان ما لبثت فيها إلا صباحا أو عشية وحينها الكل يتحسر إلا من رحم ربي فمن دخل النار يتحسر على أيام عمره التي عصى الله فيها وقضاها في اللهو والعبث ويندم حيث لا ينفعه الندم، ومن دخل الجنة ولم يحظ فيها بالمراتب العلى يتحسر لأنه أضاع أيام عمره في النوم والكسل ولم يبذل جهدا يستحق به المراتب العالية عند الله، فالجنة طبقات كما قال الحق عز وجل:﴿ لتركبن طبقا عن طبق﴾ [3]فالحياة الدنيا دار جد واجتهاد والراحة الحقيقية تتحقق حين يلقى الإنسان الله وهو عنه راض فلا راحة قبل الموت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله التي طلبت منه أن يريح نفسه قليلا لما رأت تورم قدميه الشريفتين من شدة قيام الليل. وإن النوم الكثير لا يحقق الراحة بل لا يجنى من ورائه إلا الويلات والمعاناة فقد أثبت الدراسات أن النوم الزائد عن المعدل المحدد له يصيب صاحبه بأمراض خطيرة جدا خاصة أمراض القلب والدماغ التي قد تؤدي إلى حصول الجلطات والنوبات وهذا نتيجة حتمية للعلاقة المطردة بين عدد ساعات النوم والسمنة. فسبحان من جعل لنا الوسطية في كل شيء وكل من اتبع تعاليم الإسلام فلا يضل ولا يشقى وإن هذه التعاليم لم تذر كبيرة ولا صغيرة إلا وضحتها لنا وبينتها فحتى الطريقة التي ينبغي أن نتبعها أثناء النوم ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أوصانا بأن ننام على شقنا الأيمن جهة القبلة وهذا ما توصلت إليه بعض الدراسات الطبية فذكرت أن النوم على الجانب الأيمن متجها إلى القبلة هو أحسن وضع لنوم الإنسان لتحاشي ضغط الأحشاء على القلب وعلى كل من الأوردة والشرايين الرئيسية في جسمه. كما نهانا صلى الله عليه وسلم عن الاضطجاع على البطن فقال عليه الصلاة والسلام:«إنها ضجعة أهل النار» وقال «إنها ضجعة يبغضها الله عز وجل» رواه أبو داود في المسند. وفي عصرنا الآن عصر تطور البحث العلمي حذر اليابانيون مما حذر منه الرسول الأكرم وقالوا بأن النوم على البطن قد يزيد خطر الإصابة بحصوات الكلي. فلك الحمد يا ربنا على ما أنزلت إلينا ولك الشكر على ما وهبتنا وان شكرنا لك يستحق الشكر فلا تؤاخذنا يا ربنا على تقصيرنا وتخاذلنا. [1] غافر، الآية 61 [2] رواه الإمام أحمد في مسنده [3] الانشقاق، الآية 19
مما راق لي | |
|
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| |
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: النوم بين النعمة والنقمة الأحد مارس 06, 2011 1:09 am | |
| بارك الله فيك على موضوعك القيم وجزاك الله خيرا | |
|