النفس الخبيثة لماذا ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

النفس الخبيثة

( ذلك المعترض على قضاء الله وقسمته )

لاشك أن لله حكمة عظيمة تخفى علينا وقد جعل كثيراً من الأمور من الغيبيات التي إستأثر بها سبحانه وجعل علمها إليه وحدة ولله في خلقه شئون ومن هذه الأمور وجود بشر لهم خاصية خبيثة عن غيرهم فقد ملئت نفوسهم بالشر وغلب على طبعهم الحسد حتى وهم مسلمون ومن بني جلدتنا ويصلون معنا ويعيشون في بيئتنا وضمن منظومتنا الإجتماعية ولكن الذي يميزنا عنهم أننا أناس أسوياء الأطباع ونفوسنا طيبة ونحب الخير للآخرين بينما هم يحبون الخير فقط لأنفسهم وبمجرد رؤية الآخرين في خير تشتعل نار الحسد في نفوسهم بفعل جبلة الأنانية الإبليسية التي طغت على جميع سمات الخير لديهم وتلتهب مشاعر الشر لديهم وتثور غرائزهم الشريرة فترسل سهام الموت عبر نوافذ عيونهم الحمراء فتصيب وتحرق وتعذب وتزهق وتأتي على الأخضر فيذبل ويتساقط وتورد الجمل للقدر والرجل للقبر دون رحمة ولا خشية ولا تحريك ولا تبريك.

وقد تنطلق هذه السهام الغادرة فيسقط الهدف من شاهق أو من أعلى عمارته أو من الدرج أو سلم الصعود أو يصاب بأخطر وأفتك الأمراض وقد يموت في الحال وقد يموت ولكن ببطء شديد حتى أن من رآه يتمنى أن يرحمه الله بتعجيل موته وقد يعاني من حرارتها سنين عديدة وأوقات مديدة وقد يجن أو يصاب بالمس وقد ينحرف نتيجة تسلط الشيطان وولوجه إلى مركز المخ بحيث يسيطر على مركز العمليات العقلي لديه وهناك من يصاب بالشلل والإعاقة وربما طفل صغير يحرم من براءته ولهوه ولعبة فيعيش محطماً مكسور الخاطر أو طفلة يتساقط شعرها ويذبل عودها ويضمحل جمالها وتذهب نضرتها ومن تنقلب حياته جحيماً ومن يفقد وظيفته ومن ينفصل عن زوجته أو زوجها ومن يترك الدراسة ويكره العلم وهو بالأمس القريب من المتفوقين ومن يصاب بالحمى والصداع ومن تنقلب سعادته بؤساً وتعاسة ومن يفتن في دينه ودنياه ومن يبفقد ماله أو عياله ومن يجف بئره وتذبل مزرعته ويصبح ماؤه غوراً ومزرعته هباءً مصفراً ومن يتشتت شملهم ومن يتفرق جمعهم بسبب هذه النفس الشريرة وهذا الطبع الخبيث وهذه الروح اللعينة التي يرافقها ويحرسها ويتابع إنفجار بركانها شياطين الجن ليصطادوا ضحيتها ويعبثون ويتمتعون بها.

وبعد إنطلاق تلك السهام فإن قدر الله للضحية حياة فستكون حياة أقرب وصف لها أنها (جحيم ) لايطاق وعذاب وويلات وأنين وآهات وأمراض ومعاناة وسينقلب وقت السكون والسبات إلى فزعٍ وصرخات وكوابيس مخيفات وجاثوم يتردد وهوام ووحوش ومطاردات وخوفٍ ورعب وآلامٍ ليس لها طب إلا القرآن الكريم وذكر الرب العظيم ومناجاته في آخر الليل البهيم.

إنها أمور ليس لها وصف مهما حاول الإنسان وصفها لايستطيع ويشعر بالعجز التام وإنتهاء معاني ومدلول الكلام.وهذه الأمور يشترك في معظمها المسحور مع المحسود ومن به مس من الشيطان ولا يستطيع التفريق بينها إلا شيخاً فاضلاً ربانياً تقياً متفرس متمرس وهبه الله الإخلاص وحسن الإتباع للنهج الوافي والمعتقد الصافي للكرام البررة أهل السنة المطهرة.

وتجد المصاب بهذه العين الخبيثة الصادرة من هذه النفس الشريرة يعيش حياة بئيسة تعيسة وجحيم وعذاب بينما ذلك العائن اللعين يتشرف بمرافقة الأبالسة أحبابه ويحيون جنابه ويتمتع بسرقة سعادة الآخرين وحرق شبابهم وممتلكاتهم والإفساد عليهم لذة حياتهم ومعيشتهم وينعم بنظراتٍ حمراء كالأشعة تحت الحمراء وأخطر يتفحص بها جديد المظهر أو جميل المنظر وبنفسٍ مظلمة محرومة من الخير مفتوحة للشر يفوح منها نتن الخبث ولا تطيب أبداً.

ترسل السهام لتقتل الأنام أو تحرمهم لذة المنام وتحرق وتهلك وتعذب وتفتك دون رحمة ولا شفقة ولو قال عند النظر (ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله ) لكان خيراً له وللضحية البريئة .

لا أحد يعرف حقيقة معاناة هؤلاء ( المصابين بالعين أو السحر أو المس ) إلا من أصيب بدائهم العضال وتلمض شدته وآلامه وشعر بمعاناته غير أن كثيراً ممن أكرمهم الله بعافيته وستره وحفظه لا يرون ذلك التاج العظيم الذي وضع على رؤسهم فيحمدون الواهب ويشكرونه على هبته التي هي أعظم هبة ومنةً منه سبحانه بعد منة الدين الحنيف والأمن والأمان التي أنعم بها عليهم.

وكثير اً ما يخوضون في أعراض المصابين بهذه الأمراض ويتشدقون بهم ويسخرون بهم ومما يحدث منهم نتيجة هذه المصيبة والله المستعان على ما يصفون.

وكان أولى بهم أن يدعون للمصابين بالعافية ويحمدون الله أن لم يبتليهم بمثل ذلك الإبتلاء وتلك المعاناة.

وقد قال الشاعر ( كن مستعداً لضيف الجار وأرقبه - - فربما حل ضيف الجار لك ضيف )
قال تعالى ( أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله ) وقال ( ومن شر حاسدٍ إذا حسد )
وقال صلى الله عليه وسلم "و لا تحاسدوا " الحديث.......

والله أعلم.............

بارك الله فيك على موضوعك القيم
وجزاك الله خيرا

وفيكم بارك الله اخي في الله جلال

شكرا لمروكم الطيب

وكلماتكم العطرة

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال