صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 من منكم رضا ومن منكم رضوان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

من منكم رضا ومن منكم رضوان  Empty
مُساهمةموضوع: من منكم رضا ومن منكم رضوان    من منكم رضا ومن منكم رضوان  Emptyالأربعاء فبراير 16, 2011 6:47 am

مع غروب شمس الحادي عشر من شهر فبراير لعام 2011م, قرر الرئيس المصري محمد حسني مبارك التخلي عن منصب الرئاسة, مفوضا الأمر للقوات المسلحة, لتنتهي حقبة من التاريخ شهدت ألوانا من القمع والفساد والخيانة للمواطنين وللأمة الإسلامية بأسرها, وليبدأ عصر جديد لا يعلم إلا الله وحده ما في طياته من أحداث.


وفي ذات الليلة, وما أن استمع رضا الحمزاوي –وهو شاب في الرابعة والعشرين من عمره- إلى بيان الرئاسة, إلا واتصل بأخيه رضوان –الذي يكبره بعامين, والذي تعرَّف عليه في حلقة لتعليم القرآن في مسجد الحي, وكان شيخهما الذي علمهما القرآن وشذرات من علم الاعتقاد قد اعتقله نظام مبارك عام 2009م عقب إلقائه محاضرة تكلم فيها عن واجب المسلمين نحو إخوانهم المحاصرين في غزة..



تكلم رضا مع أخيه رضوان, فحمد الله تعالى, الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء, وكذا فعل رضوان, وتشاطرا الفرحة بفضل الله وبرحمته, وطلب رضا لقاء رضوان في أسرع وقت, والتقيا في الثامنة مساء من نفس الليلة, وكان مما ذكره رضا في تلك الجلسة:
-أنهم الآن –معاشر الملتزمين- على مشارف عهد جديد من عهود الدعوة, وأنه متفائل جدا, وأن ظنه بالله الكريم أن العصر عصر فتح مبين, وأن الله مبتليهم فينظر ماذا يعملون..


-أن الشعب –ولا سيما الشباب- لا يزال بعيدا عن تبني الإسلام منهجا للحياة, بل وبعيدا جدا!


-أن الشعب –ولا سيما الشباب- لديه من الطاقات ومن الاستعداد للتضحية من أجل فكرة يعتنقها ما فاق كل التوقعات..


-أن الحمل عليهم –معاشر الملتزمين- كبير, كبير بحق! وأنهم وأصحاب الشهوات في صراع مفتوح, والظفر فيه لمن بذل وضحى..


-أن أصحاب كل دعوة سيبذولن في الفترة القادمة من الجهود لاستقطاب الشباب والعامة ما لم يبذلوه من قبل.


-وأخيرا..أنه عاهد الله من تلك اللحظة أن يسخر حياته كلها للدعوة إلى الله على بصيرة, وأنه إن شاء الله ماض نحو هذا الهدف, ويرجو من الله ألا يتراجع أو ينكص على عقبيه, وأن يثبت على طريق الدعوة حتى تنفرد سالفته!


وأنه قد كتب وصيته, وعهده إلى زوجته ورفيقة دربه, أن تكمل المسيرة من بعده هي وابنه وابنتاه, وألا يزيدهم ما يتعرض له من أذى –ولو كان فقدان حياته- إلا ثباتا على الطريق..


واستجاب رضوان, وعاهد الله أمام أخيه على المضي في الطريق جنبا إلى جنب أخيه رضا, وأقر أخاه على وجوب النهوض, ووافقه في كل حرف قاله.


==


ومضت الأيام والشهور, ورضا ورضوان سائران لا يلتفتان, يمضيان في الطريق الذي عاهدا الله على المضي فيه, حتى يقضي الواحد منهما نحبه.


يُحكى أن رضا كان متحركا إلى أبعد حد تعنيه الكلمة, لا يكاد لسانه يتوقف عن أمر بمعروف أو نهي عن منكر إلا حين ينشغل بذكر لله أو حين يدخل في صلاته!


يدعو الناس في الطرقات وفي الأسواق وفي كل مكان..


دعوته صريحة, لا لبس فيها ولا غموض, يدندن حول توحيد الله وحول الجنة والنار, مقررا تلك الحقيقة التي جعلها أساسا لدعوته بكل ما فتح الله عليه من أدلة نقلية وعقلية:


أنه لا خير يرجى في الدنيا ولا في الآخرة إلا باتباع شرع رب العزة, ولا نعيم في الدنيا إلا في تحقيق العبودية لله وحده لا لغيره, وغير ذلك: فليست إلا المعيشة الضنك.


يمر عليه اليوم وربما نسي أن يتناول طعام الإفطار, ويرجع إلى بيته بعد أذان المغرب لا تكاد تحمله ساقاه, فيسكن إلى زوجه الحنون, التي ما اختارها يوم اختارها منذ خمس سنوات إلا حين رأى فيها خلفا لأم المؤمنين, ناصرة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وسكنه في أحلك لحظات حياته وأخطر أيام دعوته, خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.


كما ملك رضا قلوبَ جيرانه وشباب حيه بإحسانه المنقطع النظير, فقد ضرب أروع الأمثلة في كف الأذى وبذل المعروف وقضاء حوائج الخلق, متمثلا قول أمنا عائشة رضي الله عنها , تصف النبي صلى الله عليه وسلم, حين قالت: " حطمه الناس"..


أما رضوان, فقد كان مغرما بوسائل الاتصالات الحديثة, قد آتاه الله من المواهب في هذا المجال ما لم يؤت غيره, وكان بارعا في تدبيج المقالات, يحسن عرض فكرته بأضوأ حجة وأروع بيان, وإن من البيان لسحرا!


وكونه دائما مستحضرا قول ربه: (ليبلوكم فيما آتاكم), فقد سخر كل وقته تقريبا في الدعوة إلى الله مستخدما ما تحت يديه من وسائل, منتفعا بما رزقه الله من ملَكات, وكانت زوجته كثيرا ما تراه وقد سقطت رأسه بجانب حاسوبه وغط في نوم عميق, فلا تزيد على أن تدعو الله أن يتقبل منه وأن يشكر له سعيه.....وتنصرف.


-ومرت بضع سنوات, ونطاق دعوتهما يتسع شيئا فشيئا, ومنَّ الله على رضا وصار إماما لمسجد الحي, وصارت خطبة الجمعة التي يلقيها لا يضاهيها خطبة في القاهرة بأسرها..


-وكانت إحدى أروع خطبه, تلك التي عنونها ب(هانت عليه نفسه في الله), تناول فيها أثر ابن مسعود, الذي قال فيه واصفا ما عاناه رعيل الإسلام الأول في بداية الدعوة, حين ذكر ما كان من بلال بن رباح: "فما منهم إنسان إلا وقد أتاهم على ما أرادوا, إلا بلال, فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد‏", تناول فيها قضية التضحية في سبيل الله بأسلوبه الشيق المعهود, فنفع الله بها, وطبعت وسجلت وبلغت الآفاق, وصار كل من أراد إيصال مفهوم التضحية في سبيل الله من الدعاة يحيل على هذه الخطبة.


أما رضوان, فقد أضحت صفحته على الفيس بوك, والتي أسماها: (وإن تطيعوه تهتدوا) من أكثر الصفحات زوارا من قبل شباب مصر والعالم العربي, وصار القراء يترقبون كل حرف يكتبه رضوان تعليقا على حدث أو تذكيرا بمعنى إيماني.


هذا مع جدهما في طلب العلم في مجالس العلماء ما تيسر, وإلا فبالاستماع للسلاسل العلمية المسجلة للعلامة العثيمين رحمه الله, الذي كان لتراثه أعظم الفضل بعد الله تعالى على تكوين حصيلتهما العلمية.


-وتمر الأيام والشهور, وتمر الأعوام, وقافلة المجاهدَين تكبر وتتضخم, بل إن بعض من انضم لقافلة الخير هذه قد تحمس واقتنع وبذل في سبيل تحقيق الهدف الأسمى ما فاق ما بذله رضا ورضوان, إذ شعر هذا البعض أن الدعوة دعوته هو, والدين دينه, والأمة أمته, وتحكيم شرع الله رسالته..


وبحلول عام 2024م, أضحى عدد من يحمل هذا الهم ويتحرك بين الناس مبلغا دعوة الحق مساهما في ما نَذَر الشيخان له أنفسهما من هدف لا يحصون كثرة..ربما فاقوا الخمسة عشر آلفا!


-وكان من أعظم ما بذلوه من جهد وأكثره بركة, ما شرعوا فيه مع مطلع عام 2030م, بأن سلكوا تلك الطريق الوعرة, والتي رغب عنها الكثيرون قبلهم وأيس الآخرون من سلوكها حتى النهاية, أعني توحيد الكلمة ورأب الصدع, فقد كانوا يبذلون ماء وجوههم والله -وما يزيدهما ذلك إلا عزا ورفعة- ليصلحا بين شيخين أو قائدين من قادة العمل الإسلامي عاشا سنينا من الفرقة, حتى لَيُحكى أن الشيخ رضوان في يوم من الأيام فعل ما أبكى الحاضرين, إذ دخل يوما على الشيخ مصطفى الرفاعي -أشهر دعاة أسوان في أقصى جنوب البلاد- في مجلسه الخاص الذي يعقده في زاوية تحت منزله بعد عصر كل ثلاثاء يخص به خواص طلبته, وسارع وارتمى يقبل يد الشيخ الرفاعي –وهو من طبقته بل إلى طبقة تلاميذه أقرب!- وهو يقول بصوت تلمس فيه الصدق والإخلاص:


"اعف يا شيخ عن أخيك الشيخ جابر..أقسمت عليك بالله لفعلت..نحن الآن نخوض معركة شرسة مع دعاة الدولة الليبرالية, وما يجمعكما أكبر بكثير مما يفرقكما..


بالله عليك..


هم يتربصون بأخيك ويتأهبون للانقضاض على دعوته, فإياك يا شيخ أن تخذل أخاك وقد أمرك نبيك صلى الله عليه وسلم بنصرته وموالاته..


بالله عليك..لا تخذلني وتخذل من ورائي.."




وإذا برد الفعل –كالعادة- يفوق كل توقعات المخلصين, إذ لم يقتنع الشيخ مصطفى وهمَّ ليصالح أخاه الشيخ جابر فقط!


بل بكى حتى بلَّل لحيته, ثم عاهد الشيخَ رضوان على أن يتبنى هذه القضية: حمل هم توحيد صف العاملين لدين الله, ونذر نفسه للموت دونها..!


وشيئا فشيئا, صار الصف الأول على قلب رجل واحد, فإذا هاجمهم الإعصار الليبرالي كانوا كالطود الشامخ, وإن هاجموا هم: ضربوا بيد من حديد, فيتفرق دم دعاة الإباحية بين القبائل!


-وظل المتحابان في الله يدعوان بلا فتور, وكأنهما ما وضعا أقدامهم على الطريق إلا بالأمس القريب..


ثبات على المنهج, ووضوح في الهدف..
وقبل ذلك كله: تضرع دائم وافتقار لا ينقطع لرب البريات, أن ييسر الله لهما ويتقبل منهما..


-ومن سنن الله التي لا تتخلف, أن انتشار دعوة الداعين إليه يكون بطيئا بادي الأمر, ثم يأذن الله بفتح مبين, وبسبب –في العادة- لم يخطر على بال الداعية المخلص يوما من الدهر..


وكان هذا ما حدث مع دعوة الشيخين!


ذلك أن الله قضى على شيخ الأزهر الموتَ في عام 2035م, وقد كان غفر الله له لطريقة الشيخين ودعوتهما من القالين, وإن كانت له جهود تشكر, وخَلَفَه الشيخ عبد التواب صقر, الذي يعرفه الجميع بحسن خلقه وتجرده للحق, وكان له بعض الاشتغال بتراث شيخ الإسلام ابن تيمية وإن لم يصرح يوما بذلك.


وقدر الله أن يكون الشيخ عبد التواب على رأس بعثة الحج لعام 1457ه, وكان من ضمن الحجيج إلى البيت العتيق من أفراد هذا الفوج: أحد أبرز تلاميذ الشيخ رضوان, وهو الأخ راغب الطيب.


وحدث أن عقد الشيخ مجلسا فور وصول الفوج إلى مدينة النبي –على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم- ليشرح للناس بعض الأحكام المتعلقة بالحج, وكان مما قال: إنه لا حرج على الحائض أن تطوف بالبيت, وإن هذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية!


وهنا: قام الأخ راغب من وسط الجموع, وقال بصوت جهوري:


"غفر الله للشيخ, هذا لا يصح عن شيخ الإسلام, بل أفتى بذلك للحائض إن خشيت فوات الرفقة, وليس الأمر على إطلاقه كما قال الشيخ الفاضل."!


وتوقع الجميع أن يثور شيخ الأزهر, فبأي حق يعترض شاب ما جاوز العشرين من عمره على شيخ الأزهر؟!


ولكن فاجأهم الشيخ وقال: "أعتذر..أصاب الأخ الكريم وأخطأت أنا..!"


وذُهل الحاضرون! وأكمل الشيخ مجلسه, ثم قام على الفور متتبعا الأخ راغب حتى دنا منه وسأله: "على من تدرس يا بني؟" فأجابه: "على الشيخ رضوان عبد البر.."


فقال شيخ الأزهر: "سمعت عنه ولكن ما سمعت منه, فهل لك أن تجمعني به؟"


قال راغب: "نعم يا شيخ وبكل سرور, أشرع في ذلك فور عودتنا إلى مصر بإذن الله تعالى."


وتم اللقاء بعد العودة إلى الأراضي المصرية, وأُعجب شيخ الأزهر بسعة اطلاع الشيخ رضوان وبفرط ذكائه وإتقانه للعلم, ثم تطرق الحديث إلى دعوة الشيخ رضوان وأخيه الشيخ رضا, وكيف أنهما تعاهدا منذ ما يربو على العشرين عاما على العمل لتحقيق هدف واحد: تعبيد الناس لرب العالمين..


هدف ما أسماه, لا يسمع الإنسانُ المخلصُ أحدا يدندن حوله إلا ولابد أن تجد كلماته طريقها إلى سويداء قلبه, لا سيما إن كان المتكلم مخلصا يعيش تلك القضية, فإن لذلك أعظم الأثر على انتفاع المستمع بكلام المتكلم.


وبتجرد لا تكاد تجده في ذاك الزمان, فاجأ شيخ الأزهر الشيخ رضوان قائلا: "فهل تقبلني جنديا من جنودكما؟"


وما استوعب الشيخ رضوان الموقف..ما هذا الذي يراه؟
أكبر رمز ديني في مصر يطلب أن ينضم إلى القافلة..؟!


فما زاد على أن قال: "لا يا شيخ, بل أنا جندي عندك وأنت أستاذنا وقائدنا"..


فإذا بشيخ الأزهر يصر ويقول: "أنا معكما من الآن, وسوف أوصل صوتكما إلى كبار المسئولين ما استطعت إن شاء الله, والله الموفق!"


ومرت ثلاث سنوات, والدعوة تسير بحمد الله وفضله والخير يزداد في ربوع مصر, وصوت شيخ الأزهر يصل إلى كبار المسئولين في الإعلام والجيش ورجال الأعمال وأهل الدثور, ولشيخ الأزهر عند تلك الفئة المنزلة الرفيعة, لحسن خلقه وصدقه وسعيه في خدمة المسملين, مع كونه على قدر من الثقافة العامة التي تجعل حديثه جذابا لأمثال هؤلاء, وفُتحت القنوات الفضائية الإسلامية من جديد –بعد انقطاع دام لما يزيد على الخمسة وعشرين عاما- وأقيمت الدورات العلمية المنهجية في شتى بقاع المحروسة.


وفي مارس عام 2039م, بعد أن بلغ انتشار دعوة الأخوين مبلغا لم يتصور المنافقون وأصحاب الشهوات أن تبلغه يوما ولو عُمِّرا عمر نوح عليه السلام! إذا بهم يطالبون بمناظرة علنية مع الشيخ رضا الحمزاوي, رشحوا لها من الطرف الليبرالي الكاتب الصحافي والشاعر المعروف فراج سلطان, الذي قضى جل عمره في الولايات المتحدة, وكان معروفا ببغضه الشديد لأهل التدين, وبسعة اطلاعه وسرعة بديهته, واختاروا موضوع المناظرة:


"الدولة المدنية أم الدولة الدينية", وهو نفس الموضوع الذي ناظر فيه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله والدكتور محمد عمارة ذاك العلماني الهالك: فرج فودة, منذ ما يقارب الخمسين عاما.




وكان يوما من أيام الله, شهد من انتصار الحق وإزهاق الباطل ما قل نظيره, فقد سيطر الشيخ على زمام المناظرة بالكلية, وظهر على خصمه أيما ظهور, وأحدثت هذه المناظرة التي كانت الغلبة فيها للشيخ رضا على فراج ضجيجا واسعا, إذ خرج كل من له منبر إعلامي يمتدح قوة بيان الشيخ رضا الحمزاوي وظهور حجته, بل وبدأت الصحف "الرسمية" تنسج على نفس المنوال, حتى كانت العناوين في بعضها: (فماذا تنقمون من الدولة الدينية إذا؟!) وفي الأخرى: (دولة مدنية تقصد يا فراج أم دولة الشيطان؟!!)



وفي صحف المعارضة كانت هذه العناوين: (غيرت رأيي!) و( فراج سلطان يضع المسمار الأخير في نعش الليبرالية!) و(رضا الحمزاوي وفراج سلطان..أسد ينقض على فريسته!)




وشهد عام 2040م دخول الناس في دعوة الحق أفواجا, وكان الشيخان دائمي الاعتراف بالتقصير, لا ينسبان إلى نفسيهما شيئا من ذلك, بل لا يزيدان على أن يسبحا بحمد ربهما ويستغفراه, إنه كان توابا.




وهنا, ما وجد خصوم الدعوة بُدَّا من استخدام الوسيلة الأخيرة, التي لجأ إليها أسلافهم من رؤوس الباطل على مر الزمان, وصدق ربنا إذ يقول: (أتواصوا به بل هم قوم طاغون).




كان من عادة الشيخ رضا أن يصلي بالناس صلاة الفجر في مسجده, ثم ينطلق مسرعا حتى يتوارى عن الأنظار, ولم يعلم أحد حتى ذلك اليوم أين وجهته وأين مستقره كل يوم..




وبعد صلاة الفجر في يوم الرابع عشر من ذي الحجة لعام 1462 من هجرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم, الموافق للتاسع عشر من شهر ديسمبر لعام 2040م, وفي لحظة خروج الشيخ من باب مسجده: إذا بشاب ملثم ضخم الجثة ينقض عليه وينهال على رأسه "بساطور", فيشجه شجة, ويسقط على إثر ذلك الشيخ على ظهره داخل المسجد غارقا في دمائه!


وفر الشاب, وحاول المصلون إسعاف شيخهم, ولكنَّ قدر الله نافذ..


-فاز الشيخ ورب الكعبة! ونحسب روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة ثم تأوي إلى قناديل حول العرش..


-فقد رضا الحمزاوي حياته في سبيل تحقيق هدف ما غاب عن مخيلته يوما منذ ما يقارب الثلاثين عاما, ما غيَّر فيها وما بدَّل, صدق ما عاهد الله عليه حتى قضى نحبه..


-وصلى الله عليه رفيق دربه الشيخ رضوان, وخطب في الناس بعد الصلاة, وكان مما قاله لمحبي رفيق دربه:


"إذن موتوا على ما مات عليه..!"


-وعلى صفحة رضوان الشهيرة على الفيس بوك, كتب حفظه الله: (ماض على العهد يا أخي رضا)!


-وبمقتل الشيخ رضا الحمزاوي, كان العلمانيون ودعاة الانحلال قد أطلقوا شرارة ثورة عارمة بكل المقاييس..


وتم الإعلان عن مظاهرة كبيرةللمطالبة بدم الشيخ رضا, والمسارعة في إجراءات التحقيق للتعرف على القاتل ومن الذي أرسله ثم القصاص منه.


وجاء يوم الثاني والعشرين من شهر الله المحرم لعام 1463ه, الخامس والعشرين من شهر يناير لعام 2041م..

ونزلت جحافل المسلمين إلى ميادين مصر, وكان المفترض والمتوقع أن تكون الهتافات مطالبة بالقصاص من قتلة الشيخ, وما توقع أحد أن يزيد الأمر على ذلك..


ولكن المفاجأة التي أبهرت العالم بأسره, أن المتظاهرين الذين قُدِّر عددهم بتسعة عشر مليونا في القاهرة وحدها, كانوا لا يرددون إلا جملة واحدة, سيحفظها التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..


كلمات تهز أركان القاهرة بل وتبلغ عنان سمائها....كانوا يقولون وفي صيحة واحدة وعلى قلب رجل واحد:


-(الشعب..يريد...تحكيم شرع الله..)



وكانوا يرددون: إسلامية إسلامية..


واتسعت نطاقات الاحتجاجات لتشمل محافظات مصر كلها, وليس للمتظاهرين إلا هم واحد..


لا يريدون إسقاط الرئيس, ولا زيادة الأجور ولا شيئا من متاع الدنيا..فقط يريدون تحكيم شرع الله في أرضه!


وانضم المشايخ على اختلاف توجهاتهم واجتهاداتهم إلى الثورة, فمن ذا الذي يزعم أنه مسلم فضلا عن عالم من علماء المسلمين يسعه التخلف, ومطلب الثورة الرئيس: تحكيم شرع الله..


واعتصموا لمدة سبعة وعشرين يوما, قُتل خلالها من قُتل, وأٌسر من أُسر, وجاع من جاع وظمأ من ظمأ..


يتقاسم الشباب اللقمة الواحدة, وطعام الواحد يكفي الاثنين, يستيقظ أحدهم ويكشف غطاءه فيجد أخاه ما استطاع النوم من شدة البرد, فيضمه إلى صدره ويذرف دمعة تسقط على رأس أخيه, ثم يلقي عليه غطاءه حتى ينام قرير العين..


حتى أنزل الله نصره, وخرج الرئيس وألقى خطابه: وقال:


-قررت رئاسة الجمهورية, استجابةً لمطلب الشعب الحر, تشكيل لجنة من الفقهاء لوضع دستور جديد للبلاد مصدره الوحيد هو الشرع الإسلامي الحنيف, على وفق ما ترجحه لجنة المشايخ الآتي ذكرهم من اختيارات من فقهية, والعمل بتوصيات هذه اللجنة لإصلاح المجتمع, ومتابعة تنفيذ ما تصدره من أوامر لإزالة أوكار الفساد ومحاكمة المتجرئين على شرع الله وعلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم.




وبكى كل من كان في شوارع مصر وبيوتها!




بل بكى مسلمو العالم بأسره, في مشهد أشبه ما يكون بفتوح فارس والقسطنطينية..



وسجد الجميع بعدها في مشهد والله تقشعر له الأبدان, وانتقلت الكاميرات لتصور الشيخ رضوان عبد البر, بطل المعركة منذ بدايتها في 2011 وحتى تلك اللحظة, والذي يرى الآن بعيني رأسه حلما أفنى في سبيله عمرَه يتحقق, فوجدوه قد أجهش في البكاء وقد طأطأ رأسه ذلا لربه الذي أنزل على الأرض نصره, وقد رفعه الناس يومئذ على الأعناق,وكان مما قال ساعتها:


"رحمك الله يا رضا, ما رأيت تمكينا, وما شاهدت حلمك يتحقق, ولكني أحسبك ما عملت إلا لتنال رضوان الله والجنة, فأسأل الله أن يكتب أجرك, وأن يجمعني وإياك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جنات الخلد.."


وصاح أحد الحاضرين وقال بصوت أسمعه الله كل من كان في محيطه:



(الله أكبر..الله أكبر..الله أكبر)




وانضمت الملايين في الشوارع تردد معه, يصدحون بأجمل كلام تطرب له آذان الموحدين, وتغتاظ وتتمزق منه قلوب المناقين:



(الله أكبر..الله أكبر..الله أكبر..لا إله إلا الله..الله أكبر..


الله أكبر ولله الحمد..


الله أكبر كبيرا, والحمد لله كثيرا, وسبحان الله بكرة وأصيلا, لا إله الله وحده..


صدق وعده ونصر عبده, وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده...


الله أكبر....الله أكبر..الله أكبر..لا إله إلا الله..الله أكبر..


الله أكبر ولله الحمد..)



= = = =





والآن معاشر المسلمين..




من منكم (رضا)..ومن منكم (رضوان)..ومن منكم سيقعد مع الخوالف؟!
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

من منكم رضا ومن منكم رضوان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من منكم رضا ومن منكم رضوان    من منكم رضا ومن منكم رضوان  Emptyالأربعاء فبراير 16, 2011 4:39 pm

من منكم رضا ومن منكم رضوان  03vcyaiDL
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من منكم رضا ومن منكم رضوان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: