مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: لمحات من حياة الحبيب صلي الله عليه وسلم الثلاثاء فبراير 15, 2011 9:41 pm | |
| الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و لعلها أولى مراتب
مدرسة النبوة , فالحق سبحانه و تعالى يدرب رُسله على رعاية الرعية برعى
الغنمأولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع و
الصحيح , فإذا ما رعى الراعى ووفق بين هذة الأنواع فىالأغنام , فإنة لا يستطيع
أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان على إختلاف صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و
التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول الله صلى الله عليه و سلم
الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء , و عندما صار شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب
فى رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و صدقه قام بعده رحلات تجارية إلى
الشام ثم قام بعدها صلى الله عليه و سلم برحلات خاصه لحساب السيدة خديجة بنت
خويلد , و هى أرملة ثرية , و سيأتى تفصيل ذلك بإذن الله تعالى . و قد تعلم صلى الله
عليه و سلم الفروسية و فنون القتال فى شبابة كعادة شباب العرب بعيداً عن مجالس
الخمر و لعب الميسر و كان صلى الله عليه و سلم يكره الأصنام الموجودة حول
الكعبة , و من شمائله صلى الله عليه و سلم يوم الحجر الأسود حينما تصارعت القبائل
و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء تجديد الكعبة , كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر
الأسود ( و هو حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنةكبيرة و يشتعل القتال فأجتمعوا
أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان هو محمد صلى الله عليه و سلم
وبفطانه النبوه و رجاحه عقل الأذكياء , يقرر أن يضع الحجر الأسعد فى عباءته و
تأخذ كل قبيلة بطرف منها , و بذلك تكون كل قبيلة قد ساهمت فىوضع الحجر , و
أخمد نار الفتنة . شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل
الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ
عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم ,
و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال
و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان
يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت
السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك
قبل أن يبلغ الأربعين عاماً من عمره , فتعود من صغره صلى الله عليه وسلم على
العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه
فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية صلى الله عليه وسلم
نزول القرأن على الحبيب صلى الله عليه و سلم
عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين عاماً و فى يوم الأثنين الموافق
السابع عشر من رمضان و بينما هو يتعبد فى الغار سمع صوتاً قوياً يقول له اقرأ ,
فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء و يكرر ثانية اقرأ , فيقول صلى الله عليه
وسلم ما أنا بقارىء , ثم يقول سيدنا جبريل فى الثالثة اقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ
الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ْ} سورة العلق . و عندما قرأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
هذة الأيات الكريمة و همَ بالخروج من الغار سمع صوتاً يقول يا محمدأنت رسول الله و
أنا جبريل , و عندما رفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عينية رأى الملك ( سيدنا
جبريل ) واقفاً على هيئة إنسان فى أفق السماء ثم أختفى , فعاد رسول الله صلى
الله عليه وسلم و هو فى حالة الفزع إلى السيدة خديجة فكانت تهدىء من روعة و
تقول : إنك رسول هذة الأمة , و هكذا حال الوحى , تارة صلصلة الجرس و تارة صوت
الإنسان للإنسان . فعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنة هو رسول هذة الأمة و
أخذ يجهز نفسة لأكبر مهمة فى التاريخ و هى مهمة الدعوة السرية و الجهرية للإسلام
و لم يكن الأمر هيناً لأنة صلى الله عليه وسلم تربى فى قريش و هى من اكبر قبائل
مكة و كانت معظمها تعيش على الكفر و عبادة الأصنام و كان عمة أبو طالب كافر و
لكنة كان يحبة حباً شديداً و كان ابو طالب يدافع على النبى صلى الله عليه وسلم
دائماً سواء قبل الإسلام أو بعد نزول الوحى و بدأالدعوة .
نشر الدعوة سراً
بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم بالدعوة للإسلام بعد أن تيقن له أنه رسول هذة
الأمة و هو الذى سيُخرجها من الظلمات إلى النور فجاء إلى أعلى مكان فى مكة و
صعد إلى الجبل و قال للناس , أيها الناس: يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه
خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك
شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى :صلى الله عليه و سلم فإنى
نذير لكم بين يدى عذاب شديدً و إنى أدعوكم إلى الإسلام أو إلى عذاب من الله تعالى
و من هنا بدأت السخرية فبعد أن كان الصادق الأمين أصبح الكاذب و الكاهن و
الشاعر و بدل أسمة الجميل محمد صلى الله عليه و سلم سموة لعنهم الله (( المزمم )) ,
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوا إلى الله سراً فبدأ بدعوة أسرته
وأصدقائه المخلصين لعباده الله عز و جل فى مدة ثلاث سنوات سراً و أخذ رسول الله
صلى الله عليه و سلم يدعوا اصدقائه و أهله أن يتركوا عبادة الأصنام فكان أول من
آمنت به : زوجته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم ابن عمه على بن أبى طالب
رضي الله عنه و زيد بن حارثة رضي الله عنه و صديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
و بعض أقاربة و أخذ كل منهم يدعوا إلى الله فى أهل بيتة و كل من يعرفونة حتى
بلغ لقريش أن محمد صلى الله عليه و سلم يدعوا قريش لترك عبادة الأصنام و الاتجاه
لعباده الله وحده لا شريك له و من هنا بدأت رحلة الجهر بالدعوة و بدأت عداوة الكفار
للرسول صلى الله عليه و سلم .
الهجرة إلى الحبشة و إسلام النجاشى
فى السنة الخامسة من الدعوة الإسلامية زاد عدد المؤمنين لكنهم ليسوا بالعدد الذى
يستطيع الوقوف فى وجة قريش و الدفاع عن نفسة ضد الظلم و القهر و العدوان ,
فنصحهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بترك مكة و الهجرة إلى الحبشة لأن فيها ملك لا يُظلم عندة أحد و
عادل فى حكمة كريماً فى خلقة , وهناك يستطيعون العيش فى سلام آمنين على
أنفسهم و على دينهم و كان عددهم فى ذلك الوقت ثمانين رجلاً غير الأطفال و
النساء , و عندما علمت قريش بذلك أنزعجت و زاد انزعاجها أكثر بإسلام عمر بن
الخطاب رضي الله عنه و هجرته جهراً , وفى الحبشة كان النجاشى ملك لها و كان على النصرانية و
لكنه كان ملك كريم عادل لا يظلم أحداً , و بعد أن علمت قريش بهجرة المسلمين ارسلوا
أثنين منهم من بينهم سيدنا (( عمرو بن العاص )) قبل إسلامة فذهبوا للنجاشى و
أهدوة الهدايا ثم حدثاه بأمر المسلمين فقال لهم النجاشى : لن احكم عليهم إلا بعد أن
اسمع منهم , فجاؤا برجال من المسلمين و كان على رأسهم جعفر بن أبى طالب
فسألهم النجاشى : ما شأنكم و ما هو هذا الدين الذى تعبدونه ؟ فرد عليه جعفر بن
ابى طالب و قال : إنا كنا نعبد الأصنام و نأكل الميتا ونأكل الفواحش و نقطع الرحم و
نؤذى الناس فجاءنا رجل هو من أفضل قومنا و أوسطها برساله من عند الله رب
العالمين فأمرنا أن نعبد الله الواحد ونترك عباده الأصنام و أمرنا بصله الرحم وعدم
إيذاء الناس و أمرنا بالأخلاق الحميدة و أمرنا بترك الفجور و المعاصى و فعل الخير
فقال له النجاشى : هل عندك من ما جاء به هذا الرجل ؟ قال له جعفر نعم فقال له
النجاشى : إقرأ علي : فقرأ سيدنا جعفر : سورة مريم و ذكر له قصة زكريا عليه
السلام و يحيى عليه السلام فقال له النجاشى : إن هذا ما جاء به عيسى عليه السلام لا
يخرج من مشكاه ( النافذة ) واحدة فتأثر النجاشى و قال لهم : إذهبوا فتركهم , و
لكن سيدنا عمرو بن العاص كان زكياً فطناً فاستأذن مرة أخرى على النجاشى فدخل
عليه و قال له : إن هؤلاء الذين تركتهم فى مدينتك يسبون عيسى عليه السلام ,
فأستدعاهم النجاشى مرة أخرى و قال لهم: ما تقولون فى عيسى عليه السلام ؟
فردوا عليه بالأيات من سورة مريم أيضاً : فتعجب النجاشى و قال : الله أكبر و أخذ
عود صغير من الارض و قال : والله ما تعدى عيسى ما قلت هذا العرجون , و لكن بدأت
الفتنة بعدها فى أرض الحبشة لأن النصرانيين فى الحبشة لم يسرهم ما حدث , حتى
أسلم النجاشى سراً و حدثت حرب بين أنصار النجاشى و جيش أخر و انتصر النجاشى
و سار المسلمون فى أمان فى بلاد الحبشة ينشرون الدعوة هناك . و ظل النجاشى
مسلم فى الخفاء حتى مات و جاء جبريل للنبى و أبلغة بموت النجاشى فصلى عليه
النبى صلاه الغائب. | |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: لمحات من حياة الحبيب صلي الله عليه وسلم الأربعاء فبراير 16, 2011 4:43 pm | |
| | |
|