راجي رحمه ربي مشرف
عدد المساهمات : 159 نقاط : 248 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/03/2010 العمر : 42 الموقع : القاهرة
| موضوع: حقيقه الصوفيه الإثنين أبريل 12, 2010 2:07 pm | |
| التصوف: حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري وذلك كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وإلى شدة العبادة تعبيرًا عن ردة الفعل المعاكسة للانغماس في الدنيا والترف الحضاري ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقًا مميزة معروفة بطرق الصوفية. ويقوم المتصوفة بتربية النفس والسموّ بها وذلك بُغْيةَ الوصول إلى الله تعالى عن طريق الكشف والمشاهدة والإلهامات وليس عن طريق اتباع الوسائل الشرعية التي جاءت من الكتاب والسنة، ولهذا فإن الصوفية أخذوا هذا المنهج المخالف للكتاب والسنة حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية القديمة كالفلسفة الهندية والفلسفة الفارسية واليونانية وغيرها. ويلاحظ أن هناك فروقًا جوهرية بين مفهومي الزهد والتصوف، أهمهما : أن الزهد: قد جاءت به السنّة المطهرة أما التصوف: فهو ميل عن طريق الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام من بعده رضوان الله عليهم .
أما نشأة التصوف: - فخلال القرنين الأولين ابتداءً من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين حتى وفاة الإمام الحسن البصري رحمة الله عليه لم تُعرف الصوفية لا باسمها ولا برسمها ولا بسلوكها، بل كان المسمى الجامع هو المسلمين أو المؤمنين أو بعض المسميات الخاصة مثل الصحابي أو البدري أو أصحاب البيعة أو التابعين ، ولم يَعرف ذلك العهد هذا الغلو التعبدي أو الاعتقادي إلا بعض النزعات الفردية في التشديد على النفس الذي نهاهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مناسبة ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم للرهط الذين سألوا عن عبادته صلى الله عليه وسلم وكأنهم تقالّوها ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني)) وقوله صلى الله عليه وسلم للحولاء التي طوقت نفسها بحبل حتى لا تنام عن قيام الليل كما في حديث عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم: ((عليكم من العمل ما تطيقون فإن الله لا يملّ حتى تملّوا وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ )) وهكذا كان الصحابة والتابعين وتابعيهم على هذا المنهج يسيرون، يجمعون بين العلم والعمل، والعبادة والسعي على النفس والعيال، وبين العبادة والجهاد في سبيل الله والتصدي لأهل البدع والأهواء، مثلما تصدى ابن مسعود رضي الله عنه لبدعة الذكر الجماعي في مسجد الكوفة وقضى عليها وتصديه لأصحاب معضد بن يزيد العجني لما اتخذوا دُورًا خاصة للعبادة في بعض الجبال وردّهم عن ذلك رضي الله عنه. - حتى جاء القرن الثاني الهجري في عهد التابعين وظهرت طائفة من العباد آثروا العزلة وعدم الاختلاط بالناس فشددوا على أنفسهم في العبادة على نحوٍ لم يُعهد من قبل بسبب: 1- بعض الفتن الداخلية وما حصل من المسلمين من إراقة الدماء الزكية ، فآثر هؤلاء العباد اعتزال المجتمع طلبًا للسلامة في دينهم 2- يُضاف إلى ذلك أيضًا فتح الدنيا أبوابها على المسلمين، وبخاصة بعد اتساع الفتوحات الإسلامية وانغماس بعض المسلمين فيها وشيوع الترف والمجون بين طبقة السفهاء مما أوجد ردة فعل عند بعض العباد، وبخاصة في البصرة والكوفة إذ كانت بداية الانحراف عن المنهج النبوي هناك. ففي الكوفة مثلا ظهرت جماعة من أهلها اعتزلوا الناس وأظهروا الندم الشديد بعد مقتل الحسين بن عليّ رضي الله عنهما ، وسموا أنفسهم بالتوابين أو البكائين، كما ظهرت طبقة من العبّاد غلب عليهم جانب التشدّد في العبادة والبعد عن المشاركة في مجريات الدولة مع علمهم وفضلهم والتزامهم بآداب الشريعة واشتغالهم بالكتاب والسنة تعلمًا وتعليمًا بالإضافة إلى صدعهم بالحق وتصديهم لأهل الأهواء، كما ظهر فيهم الخوف الشديد من الله تعالى والإغماء والصعق عند سماع القرن أي أن الواحد منهم إذا سمع القرآن يغمى عليه ويغشى عليه؛ مما جعل بعض الصحابة رضوان الله عليهم وكبار التابعين ينكرون عليهم كأسماء بنت أبي بكر وعبد الله بن الزبير ومحمد بن سيرين ونحوهم رضي الله عنهم، وبسببهم شاع لقب العبّاد والزهّاد والقرّاء، هذا الألقاب بدأت تنتشر في تلك الفترة
• أول هذه المصادر هو ما يُسمى بالكشف عند الصوفية. حيث يعتمد الصوفية على الكشف كمصدر وثيق لتلقي الدين والشريعة. ويدخل تحت الكشف الصوفي أمران: هما: الأول الكشف من النبي صلى الله عليه وسلم، ويقصدون به أخذ الأحكام الشرعية عنه صلى الله عليه وسلم يَقَظَةً أو منامًا، ومعلوم أنَّ هذا من الضلال البعيد –عياذًا بالله تعالى. ثانيًا: الكشف من الخضر -عليه السلام- حيث تكثر حكايات الصوفيّة عن لُقياه والأخذ عنه أحكامًا شرعيَّة وعلومًا دينيَّة إضافة إلى أنهم يدَّعونَ أنه يُعلِّمهم الأوراد والأذكار والمناقِب، وكل هذا –إخواني في الله- من تلبيس الشيطان الرجيم على أولئك المبتدعة الضُّلاَّل. • كذلك من مصادر التلقِّي عند الصوفيَّة: ما يُسمَّى عندهم بـ"الإلهام" وهو ما يكون من الله تعالى مباشرة وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدونَ أنَّ الوَليَّ يأخذ العلم مباشرةً عن الله تعالى، بينما الرسول أو النبيُّ يأخذه من المَلَك الذي يوحي به إليه. • كذلك من مصادر التلقِّي عند الصوفيّة: ما يُسمَّى بالهواتف؛ كسماع الخطاب من الله تعالى مباشرةً –عياذًا بالله- ، أو من الملائكة، أو من الجن الصالح، أو من أحد الأولياء، أو حتى الخضر عليه السلام؛ إمَّا منامًا أو يَقَظَةً: وفي حالة اليَقَظَة: يكون الهتاف –كما يقولون- بواسطة الأذن –كما يعتقدون- وهذا تمامًا يوافق ما تقوله الشيعة الإثنى عشريَّة من الإلهام، ونزول الوحي على قلوب أئمَّتهم الإثنى عشر. • كذلك من مصادر الصوفيَّة: ما يُسمَّى عندهم: بالإسراء والمعراج، أي الإسراء والمعراج، لا يُقصَد به الإسراء هو إسراء النبي صلى الله عليه وسلم، لا، إنما يقصدون به: إسراء ومعراج أو الإسراء والمعراج الخاص بالوليّ الصوفي، ويقصدون به عروج روح الولي إلى العالم العلوي والتنقُّل في ملكوت السماء كيفما أراد ذلك الولي الكذَّاب الدَّجَّال، بل ويعتقدون بأن ذلك الولي يأتي من الملكوت السماوي العلوي بشتَّى العلوم والأسرار، وهذا إخواني في الله من الكذب والدَّجَل الذي لا يُصدّقه مَن آمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً. • كذلك من مصادرهم: ما يُسمُّونه بالرؤى والمنامات، وتُعَد هذه الرؤى وهذه المنامات من أكثر المصادر اعتمادًا عليها في الفِكر الصوفي وفي المعتقد الصوفي، حيث يزعمون أنهم يتلقَّوْنَ فيها بعض الأحكام الشرعيَّة عن الله تعالى مباشرة –عياذًا بالله- ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن شيوخ الطرق الصوفية بعد مماته، وكل هذا طبعًا عن طريق الرؤى والمنامات، وهذا من الضلال الذي لا ضلال بعده –عياذًا بالله تعالى-. ننتقل الآن -أحبابي في الله- إلى: عقائد الصوفيَّة: حيث تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتنوَّع بتنوع المدارس والطرق الصوفية ويمكن إجمالها في الأمور التالية: يعتقد المتصوفة في الله تعالى بعقائد عدة: • منها الحلول عياذا بالله تعالى، أي أن الخالق يحل في المخلوق عياذا بالله تعالى وهو مذهب الحلاج الذي يقول بأن الله حل في خلقه عياذا بالله تعالى. • ومنهم من يعتقد بوحدة الوجود وهو عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق عياذا بالله تعالى . • ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريديه في ذات الله وأسمائه وصفاته،
أما غلاة الصوفية: فيعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك عقائد شتى: • فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبة شيوخهم لأنه كان جاهلاً بعلوم المتصوفة عياذا بالله تعالى،كما نقل عن البسطامي قوله:"خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله" عياذا بالله تعالى، • ومنهم من يعتقد أن الرسول هو قبة الكون الذين غلوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طائفة منهم تعتقد أن محمد أشرف البشر وأطهر البشر صلى الله عليه وسلم أنه قبة الكون وهو الله المستو على العرش • وأن السموات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره • وأنه أول موجود. وهذه عقيدة شيخهم ابن عربي ومن تبعهم على الطريقة، • ومنهم من لا يعتقد ذلك بل يرده، ويعتقد ببشريته و رسالته صلى الله عليه وسلم لكنهم مع ذلك يتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة.
أما عقائد الصوفية في الأولياء: فتعتقد الصوفية عقائد شتى كذلك: • فمنهم من يفضل الولي على النبي تماما كما تعتقد الشيعة الأمامية في أئمتهم • ومنهم من يجعل الولي مساويًا لله تعالى في كل صفاته عياذًا بالله تعالى، فهو الولي: يخلق ،ويرزق، ويحي، و ويميت، ويتصرف في الكون، والقارات عياذا بالله تعالى . كما أن للصوفية تقسيمات في الأولياء، أي أن الصوفية يقسمون الأولياء إلى طبقات: 1- فهناك أعلى الأولياء مرتبة وهو الغوث. 2-ثم يأتي القطب. 3-ثم يأتي الأبدال. 4-ثم يأتي التصنيف الأخير وهم النجباء. ثم طبعًا كل هؤلاء يجتمعون ديوان لهم خاص في غار حراء،كل ليلة ينظرون في مقادير الخلق عياذاً بالله تعالى من ذلك الضلال. ومنهم من لا يعتقد ذلك، ولكنهم يجعلون الأولياء وسائط بينهم وبين ربهم في حياتهم أو بعد مماتهم أقول وهذا من الشرك العظيم الذي لا يغفره الله تعالى أبدًا إلا بالتوبة. كذلك يعتقدون أن الدين ينقسم إلى: شريعة و حقيقة. الشريعة: هي الظاهر من الدين وهي الباب الذي يدخل منه الجميع. والحقيقة: هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار من الأولياء. كذلك لابد من التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة أو الخرقة الصوفية عن شيخه. طبعاً ولابد من الذكر والتأمل الروحي عند الصوفية، وتركيز الذهن في الملأ الأعلى، وأعلى الدرجات لديهم هي ما تسمى بدرجة الولي. كما يتحدث الصوفيين عن علم يسمى عندهم بالعلم الَّلدُني، الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة وأهل الولاية كما كان ذلك للخضر عليه السلام إذ أخبر الله تعالى عن ذلك فقال: (وعلمناه من لدنا علما).
2- الطريقة الرفاعية: التي تنسب إلى أحمد الرفاعي, وهو من بني رفاعة إحدى قبائل العرب, وجماعته يستخدمون السيوف والضرب بالشيش, ودخول النيران في إثبات الكرامات. قال عنهم الألوسي في كتابه: غاية الأماني في الرد على النبهاني. (( وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة, مبتدعة الرفاعية, فلا تجد بدعة إلا ومنهم مصدرها, وعنهم مَورِدُها ومَأْخَذُهَا, فذِكْرُهُم عبارة عن: رقص وغناء والتجاء إلى غير الله وعبادة مشايخهم, وأعمالهم عبارة عن: مسك للحيات, أو كما قال )) أ.هـ. تتفق الطريقة الرفاعية مع الشيعة في أمور عدّة منها: إيمانهم بكتاب الجهر، واعتقادهم في الأئمة الإثنا عشر, وأن أحمد الرفاعي هو الإمام الثالث عشر, بالإضافة إلى مشاركتهم الحزن في يوم عاشوراء , وغير ذلك من الأمور المبتدعة الضالة التي لم تثبت لا في كتاب ولا في سنة. 3- الطريقة البدوية: تُنسب إلى أحمد البدوي، الذي وُلد بفاس في المغرب، ثم حجّ ورحل إلى العراق، واستقر في طنطا في جمهورية مصر العربية حتى وفاته، له فيها ضريح مقصود، إذ يُقام له كغيره من أولياء الصوفية احتفال بمولده سنويًّا يُمارس فيه الكثير من البدع والشركيات والانحرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبرّك وتوسّل يوقع في الشرك المخرج من الملة! أتباع طريقته منتشرون في مختلف محافظة جمهورية مصر العربية، ولهم فيها فروع: كالبيّوميّة، والشِّناويَّة، وأولاد نوح، والشَّعْبيَّة. وإشارات هذه الطريقة أو علامتها: هي العمامة الحمراء. 4- الطريقة الدِّسوقيَّة: تُنسب إلى إبراهيم الدُّسوقي المدفون بمدينة دسوق في مصر، ويدَّعي المتصوِّفة أنه أحد الأقطاب الأربعة الذين يُرجع إليهم في تدبير هذا الكون –عياذًا بالله تعالى–. 5- الطريقة الأكبرية: نسبةً إلى الشيخ محي الدِّين بن عربي. وتقوم هذه العقيدة: على وحدة الوجود الكفرية الإلحادية. وعلى الصمت: أي عدم الكلام ما أمكن. والعزلة والجوع والسهر. 6- الطريقة الشَّاذليَّة: تُنسب إلى أبي الحسن الشَّاذلي، المولود بقرية عمارة قُرب مرسِيَّة في بلاد المغرب، ثم انتقل بعد ذلك إلى تونس، وحجّ عدة مرات، ثم دخل العراق، ومات أخيرًا في صحراء عِذاب بصعيد مصر، في طريقه إلى الحج. وانتشرت طريقته: في دولة مصر واليمن وكذلك في مراكش وغرب الجزائر، وفي شمال أفريقيا وغربها.
الذكر الصوفي ويكن تقسيمه إلى نوعين: 1. الذكر المنفرد. 2. والذكر الجماعي. فالذكر المنفرد: يقوم الذكر الصوفي بالانفراد في مكان طاهر في بيته، يذكر الله تعالى حسب العدد الذي رتبه له شيخه في الطريقة، مبتدئًا بقراءة الفاتحة لشيخه مع استحضار صورة شيخه وهيبته في قلبه، ويضعه نصب عينيه، ثم يقرأ الفاتحة لشيخ شيخه ثم ينتقل بالفاتحة ويهديها للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم يبدأ الحضرة بالاستغفار بعدد مخصوص يحدده له شيخ الطريقة حسب القواعد المقررة في هذه الطريقة الخاصة، وكل مريد يبدأ أولاً بالاسم الأول، ثم يذكر الاسم الثاني وهكذا حتى يصل إلى آخر مرحلة وصل إليها في الطريقة ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة خاصة لكل طريقة تميزها عن غيرها، فمثلاً في الطريقة الخلوتية يصلي المريد على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً : "اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله" اهـ ثم يدعو لنفسه ولإخوانه ولمشايخه بعد قراءة الفواتح بنفس الترتيب الذي بدأ به الحضرة. أما النوع الثاني من الذكر فهو الذكر الجماعي حيث لكل طريقة صوفية مجموعة من الحضرات الأسبوعية، تسمى(حضرة) في الأسبوع، يجتمع فيها المريدون مع شيخهم ليقرأوا الأفكار الخاصة بالطريقة، ثم يلتف المريدون حول الشيخ، فيحدثهم قليلاً عن الطريقة الخاصة بهم ، وعن كرامات شيخ الطريقة، وقد يختلف أسلوب الذكر من حضرة إلى أخرى داخل نفس الطريقة الصوفية الواحدة، وحسب الخليفة الذي يفتتح الحضرة، كما أن هناك أسلوبًا معينًا يصاحب الذكر يختلف باختلاف الطريقة، فذكر (لا إله إلا الله) يصاحبه حركة رأس المريد من أقصى اليمين ثم يتوجه الرأس إلى جهة القلب، وكأن المريد كما يقولون يصبّ أنوار الاسم في قلبه صبًا كما يزعمون، بينما ذكر لفظ الجلالة يكون مكرّرًا في الحضرة، كأن يقولون: الله ، الله ، الله ، الله يصاحبه حركة الرأس من أعلى وإلى الخلف، ثم يحرك الرأس كأنه يضرب الجسم إلى أسفل، إضافة إلى أن المريد في الطريقة يتلقى عن شيخه نطق كل اسم من أسماء الله تعالى بطريقة مخصوصة وبدرجات للصوت محددة في كل مرحلة من مراحل الحضرة، يعني: إذا تلفظ بلفظ الجلالة (الله) في كل طريقة يختلف درجة الصوت وحدة الصوت في كل طريقة وكذلك يختلف معدل الذكر من بدء الذكر بالاسم إلى نهاية الذكر. طبعًا كل هذا لم يأتي في كتاب الله ولم يثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن نحاول أن نستعرض بعض الأذكار الغريبة والشاذة لبعض الطرق الصوفية المشهورة بين المسلمين وأنا أرجو من الأخوة المستمعين ألا يضحكوا فإن هذا دين عند كثير من الناس يتقربون به إلى الله عزّ وجلّ، وأنا أكلم أو أحدث أخي المستمع أن يحمد الله على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يسمع هذا الهراء الذي سوف أقوله بعد قليل. وأول هذه الطرق الطريقة الجيلانية حيث أنهم يستخدمون اللغة السريانية في بعض أذكارهم فمن الأسماء السريانية التي ابتكرها أتباع الجيلاني وأطلقوها على معبودهم ما جاء في (ورد الجلالة) المنسوب زورًا وبهتانًا للشيخ عبد القادر الجيلاني رحمة الله عليه ما نصّه: يقولون:"وأسألك الوصول بالسرّ الذي تدهش منه العقول، فهو من قربه ذاهل آيتْنُوخ يمْلُوخ باي وموناي ومنْ، مهباش الذي له ملك السموات والأرض" ثم يستطرد قائلاً "طه فلوش انقطع الرجاء إلا منك، وسدت الطرق إلا إليك، وخابت الآمال إلا فيك" اهـ ثم يقرأ المريد الصوفي في هذه الطريقة باقي الأوراد والأذكار التي يخلط فيها بين ألفاظ اللغة السريانية وبين آيات القرآن الكريم، ومنها دعاؤهم الذي يقرأه المريد ويخلط فيه بين بعض الأسماء السريانية وبعض آيات من سورة الواقعة، فيقولون: "يا باسط يا غني فمهبوب في لطف خفي بصعصع بسهسهوب ذي العز الشامخ الذي له العظمة و الكبرياء بطهطهوب ذي القدرة والبرهان والعظمة والسلطااااان" اهـ ثم يستطرد بعد ذلك قائلاً "بحق سورة الواقعة وبحق فقج مخمت مفتاحٌ جبارٌ فردٌ معطي خير الرازقيييييين" اهـ طبعًا أنا آتي بنفس أصواتهم ونفس حركاتهم وهذا أقول موجود بين عربٍ أقحاح يدّعون الإسلام ويدّعون أنهم يعبدون الله عزّ وجلّ ، فنقول الحمد لله على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ننتقل الآن إلى الطريقة الدسوقية وإلى أذكارهم حيث يقول الدسوقي في ورده الكبير المسمّى (الحزب الكبير) ما نصّه: "اللهم آمنّي من كل خوفٍ وهمٍ وغم وكرب، كدد كدد كردد كردد كردد كردد كردة دة دة دة دة دة دة الله ربّ العزة" اهـ أما الطريقة البرهانية فيقولون في وردهم (الحزب الصغير) ما نصه : "احمي حميئًا اطمي طميئًا وكان الله قويًا عزيزًا" وفي نفس الحزب يقول المريد:" بها بها بها بهية بهية بهية بهية بهيات بهيات بهيات القديم الأزلي يخضع لي كل من يراني لمقٌ فنجل يا أرض خذيهم قل كونوا حجارة أو حديدًا وقفوهم إنهم مسؤولون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، طهورٌ بدعقٌ محببةٌ صورةٌ محببةٌ سقفاطيس أحاون آدم حم هآآآآآآ آمين" اهـ أما الطريقة الشاذلية فيقولون في أورادهم كما في كتاب (دليل الخيرات) ما يلي: يا الله يوه واه هو ياهو يا من هو أنت، أنت هو يوه، هو ياهو ، هو يا جليل يا هو يا من لا إله إلا هو أنت هو" اهـ أما الطريقة الفاسية فيمزج أصحاب هذه الطريقة الفاسية الآيات القرآنية بعقيدة وحدة الوجود، إضافة إلى أنهم يضيفون الألفاظ السريانية، فيقولون في وردهم: "اللهم صلّ على كلمتك العليا من حيث الاختراع والابتداع وعروتك الوثقى من حيث تتابع الاتباع وحبلك المعتصم عند الضيق والاتساع، وصراطك المستقيم للهداية والاتباع ألم~ حم~ آآآآدم حم قاف طا سين ميم محمد رسول الله والذين آمنوا آحاون ودوو طه ياسين قاف نون والقلم وما يسطرون اللهم صلّ على المتخلق بصفاتك المستغرق في مشاهدة ذاتك الحق المتخلق بالحق حقيقة الحق أحق هو قل إي وربي إنه لحق"اهـ وللطريقة القادرية أوراد وأحزاب كما هو شأن كل الطرق الصوفية، ومن الأذكار الخاصة بالطريقة القادرية حزب اسمه غريب، هذا الحزب يسمى حزب (المُح) ويقولون فيه: "محن محن محن وحا بح حم لا ينصروووون" اهـ طبعًا هذه الكلمات التي لا نعرف معناها"محن محن محن وحا بح حم لا ينصروووون" يعتقدون في أن من قرأه صباحًا ومساءً ثلاث مرات لا يضره شيء بإذن الله تعالى – عياذًا بالله من هذا الضلال – أما الطريقة الشاذلية فتميزت بكثرة الأحزاب والأوراد، وأنها من وضع شيخ الطريقة نفسه حيث وضع الشيخ أبو الحسن الشاذلي أحزابًا كثيرة منها حزب البحر وحزب البرّ وحزب النصر وحزب اللطف وحزب الخفاء وحزب الفتح وغير ذلك، وأتباع الطريقة الشاذلية يعرفون هذه الأحزاب جيدًا ، وحزبه المعروف بحزب البحر ويسمى أيضًا (الحزب الصغير) يعدّ من أشهر الأحزاب الصوفية كتبه كما يقولون وهو في البحر في السنة التي استولى فيها المغول على مدينة بغداد، وحُكي عن شيخهم أنه قال: "لو تُلي حزب البحر على بغداد لما سقطت" عياذًا بالله ومما يقوله في حزب البحر- لا حظ أن أوله أسماء من أسماء الله ثم يختم بأشياء غريبة- : "يا الله يا علي يا عظيم يا حليم يا عليم، أنت ربي وعليك حسبي فنعم الرب ربي ونعم الحسب حسبي " إلى قوله "نسألك العصمة في الحركات والسكنات والكلمات والإرادات والخطرات من الشكوك والظنون والأوهام الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب، فقد اُبتلي المؤمنون وزُلزلوا زلزالاً شديدًا ليقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا ، وسخّر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى عليه السلام وسخر لنا كل بحر هو لك في الأرض والسماء والملك والملكوت وبحر الدنيا وبحر الآخرة وسخر لنا كل شيء يا من بيده كل شيء كهيعص كهيعص انصرنا فإنك خير الناصرين ، ولو نشاء لطمسنا على أعينهم وعنت الوجوه للحي القيوم طس حم عسق مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان حم حم حم حم حم حم حم حم حم حميييييييييييم الأمر وجاء النصر فعلينا لا يُنصرون حم تنزيل الكتاب بسم الله بابنا تبارك حيطاننا طهيعص كفايتنا" اهـ هذا الحزب الذي يقول فيه شيخهم: "لو تُلي حزب البحر على بغداد لما سقطت" عياذًا بالله تعالى من هذا الضلال | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: حقيقه الصوفيه السبت أكتوبر 01, 2011 8:08 pm | |
| | |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: حقيقه الصوفيه الأحد أكتوبر 02, 2011 2:00 pm | |
| شكـرا جزيلا على هـــذا المـــوضوع الــرائع والمميز الذي يستحق كل التقدير
| |
|