مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: طفلتي جهاد الأحد أبريل 11, 2010 11:22 am | |
| طفلتي اسمها استشهاد استيقظت وهمسات أناملها تداعب خصلات شعرى ........ نادتنى : أبى ..أبى ... هيا نسابق الصباح . نظرت اليها وابتسامة لؤلؤة على خديها طبعت كأجمل ما يكون من دلال وجمال. حاولت استكمال نومى .......لكنها سريعا ما ألصقت على جبينى قبلة مدندنة أنشوده علمتها اياها بالامس.
(( يا صبح أقبل بالرضى والحب انا قادمون .....
فأكملت معها وصوتى لا يكاد يخرج من فمى .....
(( يا صبح أقبل بالتقى والعز انا مسلمون ......))
أطلقت صغيرتى ضحكه رقيقة وهى تحاول أن تشدنى من تحت غطاء السرير. حاولت التماس الطريق الى خارج الحجرة وأنا لا أكاد أرى شيئا أمامى من شدة الارهاق والتعب. قالت لى : يبدو أبى أنك أصبحت ثقيل الوزن ....فلم أعد أستطيع حملك! حاولت رفع جفونى المتثاقلة وابتسمت لها وقلت: بل يبدوا انك أنتى التى لم تتناولى فطورك حتى الآن .! نظرت الى فى دهشة وقالت : ماذا ؟........ وهل أتناوله دونك؟ مرت ساعة حاولت فيها الانتهاء من بعض مهام الصباح ....ثم عدت اليها فوجدتها تجلس القرفصاء على سجادة للصلاة تمسك احدى الجرائد وتحاول مشاهدة الصور (أو هكذا ظننت !). قلت لها : بنيتى ماذا تشاهدين ؟ قالت : أبى أريد أن أسألك عن سؤال إن أجبته أنشدت لك أحلى أنشوده. فقلت لها :اسألى يا سيدتى الصغيرة. قالت : إن خيرت بينى وبين أمى فأينا تختار؟ تعجبت من السؤال ....وقررت التأنى فى الاجابة حتى لا أقع فى مشكلة! تمتمت وقلت: يبدوا أن خلافا وقع بين أميرة وملكة القصر.... أليس كذلك؟ قالت: فان خيرت بين احدى يديك على أن تقطع... فأيهما تختار؟ قلت مسرعا: صعب الاختيار. فقالت: هو ذاك والله يا أبى: صعب هو الاختيار عندما لا يكون هناك أى خيار. قلت : ..........أأأ ... نعم. حاولت التعليق على اجابتها بأكثر من هذا لكن يبدوا انها جملة وجدت لللإستماع فقط .... لا للتعليق عليها. قالت : فإن قطعنا للعصفور جناحه ومحونا عشه وذبحنا عائلته. فماذا سيكون شعوره؟
.........بالرغم من غرابة السؤال أيضا الا أننى كنت سعيدا أننى وجدت سؤالا أستطيع أن اعلق فيه لأكثر من كلمة ممارسا دور الأب المثقف .فأجبت: بنيتى .... سيكون بالطبع حزينا جدا.
قالت: لا يا أبى .....فكلمة الحزن هنا ليس لها أى علاقة. هو شعور لن يعرفه أبدا إلا من عاشه لا من شاهده أو سمع عنه. فكيف نصف مالم نعرف؟!
حينها بدأت أفكر أن بنيتى لم تعد صغيرة وأنها الان تتكلم وكأنها فى العقد الخامس أو السادس من العمر .......!!
قالت : فماذا سيكون شعورك يوما ان أمسكت احدى الجرائد وقرأت خبر استشهادى؟؟
عندها تملكنى احساس غريب جمع بين خوف واضطراب وخجل من تلك الفتاة الصغيرة ذات العشرة أعوام التى حملتها يوما واخترت لها اسم: استشهاد.
قاطع هذا الاحساس رنين الهاتف وأنا أجدها فرصة ذهبية للخروج من هذا الموقف الصعب ....معطيا لنفسى بعض الوقت للتفكير فيما تفكر فيه بنيتى!
منقول
| |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: طفلتي جهاد الأحد أبريل 11, 2010 11:24 am | |
| طفلتى استشهاد وجمال الأدب
حاولت ان أوقظها لتنام فى سريرها.......ناديت عليها بهمس أكثر من مرة .. لكن يبدوا أنها من شدة الارهاق لم تعد تشعر بأى شئ .
قررت أن أحملها بين يدى بعد قبلة لطيفة طبعتها على خدها ...حينها استيقطت ونظرت الى بأجمل عينين ضاكتين رأيتهما فى حياتى ...فكيف لا وهى بنيتى!
سألتها : ما الذى جعلك تنامى هنا أيتها القطة الشقية ؟
قالت : آلان جئت يا أبى ؟؟
قلت لها : نعم حبيتى . هيا هيا ...اذهبى الى سريرك لتنامى .
قالت : اشتقت اليك يا أبى .فقط كنت أريد رؤيتك قبل أن تسافر .
تعجبت من كلماتها تلك . فأنا لم ولن أسافر خلال تلك الفترة أبدا. اذا فلماذا قالت لى تلك الكلمات؟؟
جلست على سريرى أفكر فيما قالته لى بنيتى ...فأنا أعلم أنها بعمرها البالغ عشر سنوات تسبق أجيالا فى التفكير ولن تقول ذلك أبدا بدون سبب .
أخذت أسأل نفسى :ماذا تقصد بسفرى ؟
هل رأت فى أحد أحلامها أنى سافرت لدولة أخرى ؟ أم كانت تقصد أنى سأتركها وأموت؟
أصابتنى الحيرة والخوف !!ربما لم أعد أستطيع أن أفكر كما ينبغى كأب مسؤل عن طفلة لا يستطيع التواصل معها وفهم ما تقول !!
فى السادسة صباحا وقبل أن أذهب الى عملى وجدت طفلتى مستيقظة تقف على باب حجرتها مرتدية ذلك الخمار الذى اشتريته لها منذ اسبوعين تنادى على وتقول:
أبى أبى ..... هل أعددت للرحيل ؟
أصابتى تلك الجملة بصدمة قوية .... تصلبت الدماء فى عروقى وأحسست هذه المره بدمعة تأبى الا أن تخرج مسرعة من عينايا الجاحظتين .
وقفت صامتا لبرهة وأنا أحاول أن أفهم ماذا يحدث أو ماذا تحاول أن تقوله لى تلك الفتاة ؟
أقسم الأن أن هناك أمر ما لا أعلمه ....... أخشى أن تكون قد رأت حلما سيصيبنى فيه حادث أومكروه و تقصد بسفرى الموت .
أخذت أحدث نفسى كل تلك الفترة ولا أعلم كم من الوقت بقيت هكذا أنظر لها وأنا متصلب أحمل فى يدى اليمنى حقيبة عملى الجلدية بنية اللون .
تركتها من يدى وتقدمت ناحية طفلتى بخطوات متثاقلة وجثوت على ركبتى لاقترب منها قدر الامكان ... امسكت بكتفيها بلطف وحنان وسألتها بصوت خافت :
حبيبتى ....ماذا تقصدين بالرحيل ؟؟
وقفت صامتة أمامى للحظات بدون أى حراك ثم وجدتها فجأة ترتمى بين أحضانى تبكى بكاءا شديدا ..تمسك بى بقوة وقد تسارعت انفاسها.
لم أجد ما أقول غير : ياااااااااااا الله !! ...........
لم أستطع أن أتكلم أو اقاطع بكائها المقدس بالنسبة لى . فقط وضعت يدى اليمنى خلف رأسها وحاولت ان اربت على ظهرها بلطف حتى تهدئ ... فما الذى يمكن أن يجعلها تبكى هكذا الا أمر الخطير .
نظرت الى وكأنها تسمع أفكارى وحيرتى . وأجابتنى :
سفرك ...غربتك عنا يا أبى . لم تعد تتحدث الى منذ انشغالك بعملك الجديد ؟؟
حينها ضممتها الى صدرى بقوة هذه المرة وانا اعض على شفتاى وقد التفت برأسى ناحية اليساراحاول أن أتذكر ايا من كلماتى تلك التى اعتدت أن أقولها لكى أهدئ من روعها .
سألتها : وهل هذا ما يبكيكى صغيرتى؟ ألا تعلمين انى أكره رؤيتك تبكين ؟
قالت : لم أجد غير الدموع لتشعر بمدى شوقى اليك أبى .
ثم ابتسمت بخجل قائلة : أبى أكره أن أقول أنك ستتأخرعلى عملك اليوم !
فكرت قليلا وقلت : أى طفلة هى تلك الفتاة ! حتى فى تلك اللحظات تخشى أن أتأخر على عملى .!
ابتسمت اليها مداعبا خصلات من شعرها ظهرت أسفل خمارها الفضفاض قائلا : هل تقبل أميرتى بقضاء اليوم كله معها وحدها ؟
قالت بفرح يشوبه الحذر: وهل يعنى ذلك انك لن تذهب للعمل اليوم ؟
قلت لها وأنا احاول ممازحتها : ومن قال أننى سأذهب للعمل؟؟
ردت على بشئ من الدلال وقالت : ومن قال بأننى سأقبل ؟!!!
بقلم : م/ هشام الجوهرى | |
|