مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: محبة الرحمن ومحبة الشيطان الخميس يناير 13, 2011 10:10 pm | |
| الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته.. وأورثهم من الخيرات ما نالوا به كرامته.. أحمده سبحانه فهو الذي جعل محبتة إلى جنته سبيلاً.. وأبغض العصاة وأورثهم حزناً طويلاً.. وسبحان من نوع المحبة بين محبة الرحمن.. ومحبة الأوثان.. ومحبة النسوان والصبيان.. ومحبة الألحان.. ومحبة القرآن.. والصلاة والسلام..على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد أيها الأخوة والأخوات : فهذه جلسة مع العاشقين والعاشقات.. من الشباب والفتيات.. لا لأزجرهم وأخوفهم.. وإنما لأعدهم وأبشرهم.. حديث إلى أولئك الشباب.. الذين أشغلوا نهارهم بملاحقة الفتيات.. في الأسواق وعند أبواب المدارس والكليات.. وأشغلوا ليلهم بالمحادثات الهاتفية.. والأسرار العاطفية.. وحديث إلى أولئك الفتيات.. اللاتي فتنت عيونهن بالنظرات.. وغرّتهن الهمسات.. فامتلأت حقائبهن بالرسائل الرقيقة.. وصور العشيق والعشيقة.. فلماذا أتحدث مع هؤلاء ؟!.. أتحدث معهم.. لأن كثيراً من العاشقين والعاشقات وقعوا في شراك العشق فجأة.. بسبب نظرة عابرة.. أو مكالمة طائشة.. فأردت أحدهم قتيلاً.. وأورثته حزناً طويلاً.. ولم يجد من يشكو إليه.. نعم.. أتحدث معهم.. لأن التساهل بالعشق.. والتمادي فيه.. يجر إلى الفواحش والآثام.. ومواقعة الحرام.. ويشغل القلوب عن علام الغيوب.. وكم أكبت فتنة العشق رؤوسا في الجحيم.. وأذاقتهم العذاب الأليم.. كم أزالت من نعمة.. وأحلت من نقمة.. فلو سألت النعمَ.. ما الذي أزالك ؟ والهمومَ والأحزان.. ما الذي جلبك ؟ والعافيةَ.. ما الذي أبعدك ؟ والسترَ.. ما الذي كشفك ؟ والوجهَ.. ما الذي أذهب نورك وكسفك ؟ لأجابتك بلسان الحال : هذا بجناية العشق على أصحابه.. لو كانوا يعقلون.. نعم.. أتحدث عن العشق.. لأن انتشار العلاقات المحرمة.. لا يضر الفاعلين فقط.. فقد جرت سنة الله أنه عند ظهور الزنا يشتد غضب الجبار.. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ظهر الربا والزنا في قرية إلا أذن الله بإهلاكها.. وفي الحديث الحسن الذي عند ابن ماجة وغيره ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لم تظهر الفاحشة في قوم قط ، حتى يعلنوا بها ، إلا فشا فيهم الطاعون ، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ).. وكم من فتاة ضيعت شبابها.. وفضحت أهلها.. أو قتلت نفسها بسبب ما تسميه العشق.. وكم من فتى أشغل أيامه وساعاته.. وأضاع أنفاس حياته.. فيما يسميه العشق.. وما كيس في الناس يحمد رأيه * فيوجد إلا وهو في الحب أحمق وما أحد ما ذاق بؤس عشية * فيعشق إلا ذاقها حين يعشق ونحن في زمن كثرت فيه المغريات.. وتنوعت الشهوات.. وترك المفسدون في قنواتهم ومجلاتهم.. مخاطبةَ العقول والأفهام.. ولجئوا إلى مخاطبة الغرائز وإثارة الحرام.. فأصبح الشباب والفتيات حيارى.. بين مجلات تغري.. وشهوات تسري.. وقنوات تُعرّي.. وأفلام تزين وتجرّي.. فاشتغل الشباب والفتيات بعضُهم ببعض.. واغتروا بالصحة والفراغ.. { كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى}.. وإلا فلو كان أحدهم فقيراً معدماً.. أو مريضاً مقعداً.. لما وجد في عقله مكاناً لفلان أو فلانة.. ومن طريف ما يستشهد به على أن الترفه والتنعم الزائد.. مع عدم الدين.. يوقع في مثل هذه التوافه..
| |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: محبة الرحمن ومحبة الشيطان الخميس يناير 13, 2011 10:12 pm | |
| أيها العاشقون والعاشقات.. لقد كان العشاق قديماً يكتفي أحدهم بتذكر محبوبه.. وإنشاد الأشعار فيه.. دون أن يخلو به أو يراه.. قال عمرو بن شبة : كان أحدهم إذا أحب امرأة دار حول بيتها سنة.. لعله يرى من رآها.. أما اليوم فإن الرجل إذا عشق امرأة جهدها وكأنما أشهد على نكاحها أبا هريرة.. وبعض الناس يسمع عن العشق والعشاق.. ويجالس العاشقين.. ويقرأ أخبارهم.. ويصل إلى درجة يشعر معها انه عاشق وهو ليس كذلك..وهو كله حرام فيجتهد في البحث عن معشوق أو معشوقة.. ثم يبدأ يتغنى بالعشق والغرام وهو ليس من أهله.. كما ذكروا أن أعرابياً مرَّ بمسجد فجلس مع قوم صالحين يتذاكرون التعبد في الليل.. وكل واحد منهم يذكر فضل نوع من العبادات.. فهذا يذكر الصلاة.. وذاك يمدح الاستغفار.. والأعرابي ساكت.. فالتفتوا إليه.. وقالوا له : هل تنام طوال الليل أم أنك تقوم.. فقال : كلا.. بل أقوم.. قالوا : فماذا تفعل ؟ فقال : أبول.. ثم أرجع وأنام.. وقد يزين الشيطان للفتى أو الفتاة أنه جميل جذاب.. وأن الطرف الآخر معجب به أشد الإعجاب.. وإذا مشى في الأسواق.. أو ضاحك الرفاق.. ظن أنه يلفت الأنظار.. ويفتن الواقف والمارّ.. فيدفعه ذلك للتعرض والتبذل.. ويحتال عليه أصحاب الشهوات حتى يعبثوا به أو بها.. فإذا قضوا شهواتهم منه أو منها.. ذهبوا يبحثون عن فريسة أخرى.. ولو أنه ترفع عن ذلك.. واشتغل بما خلق من أجله.. لكان أسلم لدينه وعقله.. وتأمل في حال يوسف عليه السلام.. الذي أوتي من البهاء والحسن والجمال.. ما يفوق الخيال.. تراوده الملكة.. وهو عبد مملوك.. اشتراه زوجها بثمن بخس.. ليخدمها.. وهو إلى ذلك غريب لا يخشى فضيحة.. شاب أعزب تشتاق نفسه إلى مثلها.. وهي ذات منصب وجمال.. وهي تتوعده بالسجن والصغار.. وتراوده.. وتبذل كلَّ ما عندها لإغرائه.. أسرعت إلى أبوابها فغلقتها.. وإلى ثيابها فجملتها.. وإلى فرشها فزينتها.. ثم قالت في تغنج ودلال : هيت لك.. فيصرخ بها العفيف عليه السلام.. { معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون }.. بل تأمل في حاله عليه السلام.. لما جمعت امرأة العزيز زوجات الكبراء.. وحليلات الأمراء.. ووضعت لهن أطايب الفاكهة.. وآتت كل واحدة منهن سكيناً.. ثم جعلت يوسف يمرّ أمامهن.. فلما رأينه.. ما تحملن النظر إليه.. وغابت عقولهن من حسنه وبهائه.. فقطعن أيديهن بالسكاكين.. وقلن { ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم }.. فهل التفت يوسف إليهن ؟ أو اغترّ بشبابه وجماله ؟ .. كلا.. بل صاح بأعلى صوته وقال..{ ربِّ السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } قال الله : { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم } .. نعم السجن خير له من الفاحشة.. قارن ذلك.. بما ذُكِر.. عن شاعر الغزل عُمرَ بنِ ربيعة.. أنه مرَّ بامرأة في الطريق.. فحكت عينها بيدها.. فظن أنها تغازله.. فوقع في حبها.. وأنشد متغزلاً يقول : أَشَارَتْ بِطَرْفِ العَيْنِ، خِيفَةَ أَهْلِها ** إشارَةَ مَحْزونٍ وَلَمْ تَتَكَلَّم فَأَيْقَنْتُ أَنَّ الطَّرْفَ قَدْ قَلَ مَرْحَباً ** وَأَهْلاً وَسَهْلاً بِالحَبِيبِ المُتَيَّمِ فقارن حال يوسف بهذا.. أو قارنه إن شئت.. بذلك الشاب الذي خرجت مرة من المسجد.. فإذا هو ينتظرني عند سيارتي.. بجسم نحيل.. ووجه شاحب.. ومظهر مخيف.. فلما رأيته فزعت.. فقلت له ماذا تريد ؟ فقال لي : أنا يا شيخ.. قررت أن أتوب.. فظننت أنه سيتوب من تهريب المخدرات.. أو قطع الطريق.. أو القتل.. إذا أن مظهره قد يوحي بذلك.. لكني سألته وقلت : تتوب من ماذا ؟ فقال : من مغازلة الفتيات !! فعجبت.. لكني سكتُّ.. وقلت له مشجعاً : نعم.. الحمد لله على أن وفقك للتوبة.. فصاح بي قائلاً : ولكن هناك أمر يمنعني من التوبة !! قلت له : وما هو ؟!! فقال : إذا مشيت في السوق.. البنات ما يتركنني.. يغازلنني في كل زاوية..!! مع أنني أجزم أنه لو غازل عجوزاً شمطاء لما التفتت إليه.. وهذا الشاب يذكرني بما ذُكر أن أحد المفتونين بمغازلة الفتيات.. تعرف على فتاة من خلال الهاتف..فأعجبه صوتها..وتمنى أن يراها.. فما زال هو والشيطان بها حتى قابلته في طريق.. فلما كشفت غطاء وجهها ليراها.. فإذا وجه قبيح بشع.. فصاح بها : أعوذ بالله.. ما هذا الوجه.. فقالت له : أصلاً.. أهم شيء الأخلاق !! ما شاء الله.. الأخت تقول : أهم شيء الأخلاق..!!! وأي أخلاق بقيت.. وقد سلكت هذا السبيل.. فالمحبة الحقيقية هي قيام لليل.. أو صيام للنهار.. أو حفظ للقرآن.. أو داعوةً إلى الله.. فهذه المحبة لله.. وأنت مأجور لو أحببت هؤلاء الصالحون لصلاحهم وليس لشكلهم أو مظهرهم .. والمتحابون في الله.. ولأجل الله.. يوم القيامة يكونون على منابر من نور يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء..
| |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: محبة الرحمن ومحبة الشيطان الثلاثاء يناير 18, 2011 4:30 pm | |
| | |
|