النكت
انتشر بين الناس اليوم نوع من أنواع الكذب وهو ما يسمى (بالنكت) حيث يقوم بعض الناس باصطناع حكايات لا أصل لها عن جنسيات أو انساب أو بلاد لأقوام، وما ذاك الا من اجل إضحاك الناس، وهذا أمر محرم جمع بين الغيبة لهؤلاء والكذب.
وقد ورد الوعيد الشديد عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له » رواه أبوداود وحسنه الألباني. والويل : وادٍ في جهنم
• عود لسانك القول الجميل ما أجمل أن يعودّ الإنسان لسانه الجميل لين القول فإذا ما تكلم لم يقل إلا خيراً، والكلام الطيب العف يجمل مع الأصدقاء والأعداء جميعا وله ثماره الحلوة، فهو مع الأصدقاء يحفظ مودتهم، ويستديم صداقتهم، يمنع كيد الشيطان أن يوهي حبالهم ويفسد ذات بينهم، قال الله تعالى {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} .
وحسن الحديث مع الأعداء يطفئ خصومتهم، ويكسر حدتهم، أو يوقف تطور الشر، واستطارة شرره، قال الله تعالى{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }.
• احذر الوقوع في العلماء إن من أخطر أنواع الكلام المذموم الذي يعد من حصائد الألسنة وتفوح به كثير من مجالس من ينتسبون إلى الخير، ما يشيع في بعض المجالس من القيل والقال التي محصلتها الوقيعة في أعراض الأكابر من العلماء، والتحريض على نزع يد الطاعة من أولي الأمر، وإحداث النفرة والفرقة بين خيرة الإخوان والدعاة إلى الله تعالى، بسبب الخوض في الأحاديث ونقل الأخبار دون وعي أو تثبت.
• ختاما علينا أن نعلم بأن الكلمة مسؤولية لابد أن نعي كيف نتعامل معها، فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة، ورب كلمة جافية فرقت شمل أسرة، ورب كلمة طاغية أخرجت الإنسان من دينه، والعياذ بالله، ولكن رب كلمة حانية أنقذت حياة، ورب كلمة طيبة جمعت شملاً، ورب كلمة صادقة أدخلت إلى الجنة .
جعلنا الله وإياكم من أهلها، ولأهمية الكلمة وأثرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» متفق عليه، فهذا حديث شريف لو فقهه الناس، وصدقوا النية في التعامل معه، لتجنبوا الكثير من المآسي، وكثيرا ما يفسد الود بين الناس كلمة نابية مؤذية ليست في محلها، تنفذ كما ينفذ السهم المسموم، فتفرق ما كان مجتمعا وتفسد ما كان صالحاً.
• مع سماحة الشيخقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : ذكر الإنسان بما يحبه ويرضاه هذا ليس بغيبة، كونه يقال عنه إنه طيب، وأنه محافظ على الصلوات، وأنه من الأخيار هذا ليس بغيبة هذا ثناء ولا حرج في ذلك، وإنما الغيبة ذكرك أخاك بما يكره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الغيبة ذكرك أخاك بما يكره » هذه الغيبة، بخيل، جبان، بذيء اللسان، وما أشبه ذلك مما يكرهه هذه هي الغيبة.
وإذا اغتاب الإنسان أخاه، فالواجب عليه أن يعتذر إليه ويقول سامحني جزاك الله خيراً أنا وقعت في عرضك، فإن خاف من شر وأن يترتب عليه شر يستغفر له ويدعو له، ويذكره في محاسنه التي يعلمها عنه في المواضع التي اغتابه فيها ويكفي هذا والحمد لله، وإذا استهزأ بلسانه فهو مستهزئ، إذا استهزأ بالدين فهو كافر ولو ما عنده أحد يستهزأ عليه التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق ومن تاب لله تاب الله عليه.