من اقوال السلف• قال ابن مسعود رضي الله عنه : الهلاك في اثنين : القنوط والعجب .
• قال أبو حامد : وإنما جمع بينهما ؛ لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب والجد والتشمير ، والقانط لا يسعى ولا يطلب ، والمعجب يعتقد أنه قد سعد وقد ظفر بمراده فلا يسعى .
• وقال مطرف : لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً .
• وكان بشر بن منصور من الذين إذا رءُوا ذُكِرَ الله تعالى والدار الآخرة ، لمواظبته على العبادة ، فأطال الصلاة يوماً ، ورجل خلفه ينتظر ، ففطن له بشر ، فلما
انصرف عن الصلاة قال له : لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإن إبليس لعنه الله قد عبد الله مع الملائكة مدة طويلة ، ثم صار إلى ما صار إليه .
• وقيل لعائشة رضي الله عنها : متى يكون الرجل مسيئاً ؟ قالت : إذا ظن أنه محسن .
• وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الإعجاب ضدّ الصواب ، وآفة الألباب .
• وقيل : النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها : التواضع ، والبلاء الذي لا يرحم صاحبه منه : العجب .
العجب والكفر وربما طغت آفة العجب على المرء حتى وصل به الأمر إلى الكفر والخروج من ملة الإسلام ، كما هو الحال مع إبليس اللعين ، حيث أعجب بأصله وعبادته ، ودفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام .
• وقال الأحنف بن قيس : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟!
علاجة العجب بالكبر والادلال• قال ابن قدامة : اعلم أن العجب يدعو إلى الكبر ، لأنه أحد أسبابه ، فيتولد من العجب الكبر ، ومن الكبر الآفات الكثيرة وهذا مع الخلق .
فأما مع الخالق فإن العجب بالطاعات نتيجة استعظامها فكأنه يمنّ على الله تعالى بفعلها ، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها ، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها ، وإنما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها ، دون من رضيها وأعجب بها .
• وقال أبو حامد الغزالي : والإدلال وراء العجب ، فلا مدلّ إلا وهو معجب ، وربّ معجب لا يدلّ ، إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة ، دون توقع جزاء عليه ، والإدلال لا يتم إلا مع توقع الجزاء ، فإذا توقع إجابة دعوته ، واستنكر ردها بباطنه ، وتعجب منه كان مدلاًّ بعلمه ، لأنه لا يتعجب من رد دعاء الفاسق ، ويتعجب من ردّ دعاء نفسه لذلك ، فهذا هو العجب والإدلال وهو من مقدمات الكبر وأسبابه .
مظاهر العجبمظاهر العجب كثيرة منها :
• رد الحق واحتقار الناس .
• تصعير الخد .
• عدم استشارة العقلاء والفضلاء .
• الاختيال في المشي .
• استعظام الطاعة واستكثارها .
• التفاخر بالعلم والمباهاة به .
• الغمز واللمز .
• التفاخر بالحسب والنسب وجمال الخِلقة .
• تعمد مخالفة الناس ترفعاً .
• التقليل من شأن العلماء الأتقياء .
• مدح النفس .
• نسيان الذنوب واستقلالها .
• توقع الجزاء الحسن والمغفرة وإجابة الدعاء دائماً
• الإصرار على الخطأ .
• الفتور عن الطاعة لظنه أنه قد وصل إلى حد الكمال .
• احتقار العصاة والفساق .
• التصدر قبل التأهل .
• قلة الإصغاء إلى أهل العلم .