موقف المسلم من الحسد
1- المؤمن الحق يقتدي بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الحسد والذي قال مبيناً حقيقة الإيمان: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» رواه مسلم . فإذا أحب لإخوانه ما يحب لنفسه فلن يحسدهم وسيحبهم ويحبونه، وللمؤمن في أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد كانوا سليمي الصدور من الحسد والغل لإخوانهم المهاجرين ، وقد خلد الله هذا الخلق في القرآن فقال عنهم: { وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا } الحشر 9 ، قال الحسن البصري: لا يجدون في صدورهم حاجة أي حسداً.
2- أن يعلم أن من أسباب دخول الجنة سلامة القلب من الحسد : فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه قال : كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة... قالها ثلاثاً وفي آخر الحديث قال الرجل : لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غلا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه ، فقال عبدالله بن عمرو بن العاص : هذه التي بلغت بك وهي التي لا تطاق».
3- فإذا رأي المسلم على أخيه نعمة فليسأل الله مثلها من غير تمن لزوالها عن أخيه ، أو كراهيته لذلك ، فإن فضل الله واسع وخزائنه ملأى ، لا تغيظها نفقة ، وهذا هو الحسد الممدوح ، وهو حسد الغبطة ، وقد جاءت الشريعة بإقراره والحث عليه.
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها».
• حسد النفس الإنسان إذا رأى ما يعجبه من نفسه أو ماله أو ولده ، قد تسبقه عينه فيلحق الضرر بنفسه ، ويعتقد أن شخصاً آخر قد حسده، وفي الواقع هو الذي حسد نفسه. ولذلك ينبغي على كل صاحب نعمه كلما رأى شيئًا يعجبه في نفسه أو في ولده أو في ماله أن يقول: تبارك الله ، اللهم بارك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن العين حق فقال : « إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ، فإن العين حق » رواه الحاكم وصححه الألباني . وبذلك تنطفئ العين حتى وإن خرجت منه.
• من اقوال الحكماءقال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:
• أحدها: أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره.
• ثانيها: أنه ساخط لقسمة ربه كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة؟
• ثالثها: أنه ضاد فعل الله، أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء, وهو يبخل بفضل الله.
• رابعها: أنه خذل أولياء الله ، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم.
• خامسها: أنه أعان عدوه إبليس.
• أسباب تحريم الحسدحرم الله سبحانه الحسد ومنعه بين الناس لأن فيه:
• سوء الظن بالله سبحانه وتعالى.
• وفيه عدم ثقة بما قسم الله سبحانه وتعالى بين الناس.
• وفي مقابل ذلك فإن الله حث الناس على التنافس وحثهم على محبة الخير لأنفسهم ولذويهم.