مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 31 الجمعة يناير 07, 2011 12:14 am | |
| الفصل الأول في وجوب محبة الرسول وتعظيمه والنهي عن الغلو والإطراء في مدحه وبيان منزلته - صلى الله عليه وسلم -
1 - وجوب محبته وتعظيمه - صلى الله عليه وسلم : يجبُ على العبدِ أولًا : محبّةُ الله عز وجل ، وهي من أعظم أنواع العبادة ، قال تعالى : وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ . لأنه هو الرّبُّ المتفضّل على عباده بجميع النّعم ظاهِرها وباطنها ، ثم بعد محبة الله تعالى ، تجب محبة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنه هو الذي دعا إلى الله ، وعرَّف به ، وبلَّغ شريعته ، وبيَّن أحكامه ، فما حصل للمؤمنين من خير في الدنيا والآخرة ، فعلى يد هذا الرسول ، ولا يدخلُ أحدٌ الجنة إلا بطاعته واتباعه - صلى الله عليه وسلم - وفي الحديث : ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوةَ الإيمان ؛ أن يكون الله ورسولَه أحبَّ إليه مما سواهما ، وأن يُحبَّ المرء لا يُحبّه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه ، كما يكره أن يقذف في النار . فمحبة الرسول تابعة لمحبة الله تعالى ، لازمة لها ، وتليها في المرتبة ، وقد جاء بخصوص محبته - صلى الله عليه وسلم - ووجوب تقديمها على محبة كل محبوب سوى الله تعالى ، قوله - صلى الله عليه وسلم - : لا يؤمنُ أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولده ووالده والناسِ أجمعين . بل ورد أنه يجب على المؤمن أن يكون الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ إليه من نفسه ، كما في الحديث : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، لأنتَ أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي ، فقال : والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ، فقال له عمر : فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي ، فقال : الآن يا عمر . ففي هذا أن محبة الرسول واجبةٌ ومقدّمةٌ على محبّة كل شيء سوى محبة الله ، فإنها تابعة لها لازمة لها ؛ لأنها محبة في الله ولأجله ، تزيد بزيادة محبة الله في قلب المؤمن ، وتنقص بنقصها ، وكل من كان محبًّا لله فإنما يحب في الله ولأجله . ومحبّته - صلى الله عليه وسلم - تقتضي تعظيمه وتوقيره واتباعه ، وتقديم قوله على قول كل أحد من الخلق ، وتعظيم سنته . قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - : ( وكلُّ محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعًا لمحبة الله وتعظيمه ، كمحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه ، فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه ، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له ، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له ، فهي محبة لله من موجبات محبة الله . والمقصودُ : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألقى الله عليه من المهابة والمحبة ... . ولهذا لم يكن بشر أحب إلى بشر ، ولا أهيب وأجلّ في صدره ، من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدور أصحابه - رضي الله عنهم - قال عمرو بن العاص بعد إسلامه : إنه لم يكن شخص أبغضَ إليَّ منه . فلما أسلمت ، لم يكن شخص أحب إليَّ منه ، ولا أجلَّ في عيني منه ، قال : ولو سُئِلت أن أصفه لكم لما أطقتُ ، لأني لم أكن أملأ عينيَّ منه ؛ إجلالًا له . وقال عروة بن مسعود لقريش : يا قوم ، والله لقد وفدت إلى كسرى وقيصر والملوك ، فما رأيتُ ملكًا يعظمه أصحابه ؛ ما يعظم أصحابُ محمد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - والله ما يحدُّون النظر إليه تعظيمًا له ، وما تنخَّم نُخامةً إلا وقعت في كَفِّ رجل منهم ، فيدلك بها وجهَهُ وصدره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ) انتهى . 2 - النهي عن الغُلوّ والإطراء في مدحه : الغلو : تجاوز الحد ، يُقالُ : غَلا غُلُوًّا ، إذا تجاوز الحد في القدر ، قال تعالى : لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ أي : لا تجاوزوا الحد . والإطراءُ : مجاوزة الحدِّ في المدح ، والكذب فيه ، والمرادُ بالغُلوِّ في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - : مجاوزة الحد في قدره ؛ بأن يُرفع فوق مرتبة العبودية والرسالة ، ويُجعلَ له شيء من خصائص الإلهية ؛ بأن يُدعى ويُستغاثَ به من دون الله ، ويُحلفَ به . والمراد بالإطراء في حقه - صلى الله عليه وسلم - : أن يُزادَ في مدحه ، فقد نهى - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله : لا تُطروني كما أطرتِ النَّصارى ابنَ مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبدُ الله ورسولُه أي : لا تمدحوني بالباطل ، ولا تجاوزوا الحدَّ في مدحي ، كما غلت النَّصارى في عيسى - عليه السلام - فادَّعوا فيه الألوهية ، وَصِفُوني بما وَصَفَني به ربّي ، فقولوا : عبدُ الله ورسوله . ولما قال له بعض أصحابه : أنت سيّدُنا ، فقال : ( السَّيّدُ الله تبارك وتعالى ) ، ولما قالوا : أفضلنا وأعظمنا طَولًا ، فقال : ( قولوا بقولكم ، أو بعض قولكم ، ولا يستجرينكم الشيطان . وقال له ناس : يا رسولَ الله ، يا خيرَنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، فقال : يا أيها الناس ، قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد عبدُ الله ورسولُه ، ما أحبُّ أن ترفعوني فوقَ منزلتي التي أنزلني الله عزّ وجلّ . كره - صلى الله عليه وسلم - أن يمدحوه بهذه الألفاظ : أنت سيدنا - أنت خيرُنا - أنت أفضلُنا - أنت أعظمُنا ، مع أنه أفضلُ الخلق وأشرفُهم على الإطلاق ؛ لكنه نهاهم عن ذلك ابتعادًا بهم عن الغُلُوِّ والإطراء في حقه ، وحمايةً للتوحيد ، وأرشدهم أن يصفوه بصفتين ؛ هما أعلى مراتب العبد ، وليس فيهما غلو ولا خطر على العقيدة ، وهما : عبد الله ورسوله ، ولم يُحب أن يرفعوه فوق ما أنزله الله عز وجل من المنزلة التي رضيها له ، وقد خالف نهيَه - صلى الله عليه وسلم - كثيرٌ من الناس فصاروا يدعونه ، ويستغيثون به ، ويحلفونَ به ، ويطلبون منه ما لا يُطلب إلا من الله ، كما يُفعلُ في الموالد والقصائد والأناشيد ، ولا يُميزون بين حق الله وحق الرسول . يقول العلامةُ ابن القيم في النونية : للـــه حـــق لا يكــون لغــيره ولعبـــده حــق همــا حقــان لا تجعلوا الحقين حقًّا واحدًا مـــن غــير تميــيز ولا فرقـان
| |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 31 الجمعة يناير 07, 2011 4:17 pm | |
| | |
|