لا تحزن إن الله معنا ـ لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
لا تحزن إن الله معنا :
أيها الأخوة ، مع فائدة جديدة من فوائد كتاب الفوائد القيم لابن القيم رحمه الله تعالى .هذه الفائدة معنونة بقوله تعالى :﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) ﴾ .
( سورة التوبة)
وهذه الآية أو الكلمات من آية تشير إلى موقف في الغار ، وكيف أن الصديق قال: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موطئ قدمه لرآنا ، قال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟.
الحقيقة أريد أن أمهد لشرح هذه الكلمات من آية كريمة ، الإنسان عنده دافع قوي إلى الطعام والشراب يأكل فيشبع ، عنده دافع قوي جداً إلى الزواج يتزوج وينجب ، عنده دافع ثالث من أهم الدوافع سماه علماء النفس تأكيد الذات ، فأنت تريد أن تكون شيئاً مذكوراً ، تريد أن تكون إنساناً مهماً ، تريد أن تكون إنساناً خطيراً ، هذه حاجة أساسية بالإنسان .
إنسان يشار له بالبنان ، إنسان متفوق ، إنسان قوي ، فهذا الشعور أو هذه الحاجة للتفوق يمكن أن تلبى من خلال التدين الصحيح أعلى تلبية ، سيدنا الصديق إنسان وقف مع النبي عليه الصلاة والسلام ، أحب النبي ، أخلص له ، رافقه ، قدم له ماله ، زوجه ابنته ، فكان هذا الصحابي الجليل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام :" لم تطلع شمس على أحد بعد نبي أفضل من أبي بكر " .
لذلك هناك حديث ورد في البخاري ، ورد أنه لما بايع النبي عليه الصلاة والسلام أهل العقبة ، أمر الصحابة بالهجرة إلى المدينة ، فعلمت قريش أن أصحابه قد كثروا ، وأنهم سيمنعونه ، فأعملت آراءها في استخراج الحيل ، منهم من رأى حبسه ، منهم من رأى نفيه ، ثم اجتمع رأي على قتله ، فأخبر الله نبيه ، وأمره أن يغادر ، والصديق رفيقه ، والقصة معروفة أمامكم .
من كان الله معه فمن عليه ؟
أيها الأخوة ، عظمة الله عز وجل تتبدى أن هذه الدعوة العظيمة ، أن هذه الرسالة الخاتمة ، كان من الممكن أن تنتهي بقتل النبي عليه الصلاة والسلام ، لكن دقق في أن هذه الدعوة نجت لا بحرب ضروس ، ولا بقوى كبيرة ، ولكن نجت ولحكمة أرادها الله بأسباب صغيرة ، ما الذي حدث ؟ أن العنكبوت نسجت نسيجها على فم الغار ، وأن الحمامة نصبت عشها على طرف الغار ، وأن الله عز وجل حمى نبيه ، وحمى دعوته بسبب صغير ، وعظمة هذا الدين أن الله يمكن أن يدمر إنساناً بسبب تافه ، ويمكن أن تنجو دعوة كبيرة عملاقة بسبب صغير ، فإذا كان الله معك فمن عليك ؟ لكن البطولة أنت مع من ؟ أكلت ، وشربت ، وتزوجت ، وأنجبت ، الآن ولاؤك لمن ؟
الله عز وجل من خلال حديث رسوله بين أن حقائق الإيمان شيء ، وأن حلاوة الإيمان شيء آخر ، حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ)) .
[ متفق عليه عن أنس بن مالك ]
من وصل إلى الله و أقبل عليه ذاق حلاوة الإيمان :
أيها الأخوة الكرام ، والله لا أبالغ لو أن أحدنا ذاق حلاوة الإيمان لكان إنساناً آخر ، لو أنه ذاق حلاوة الإيمان لغدا بيته جنة ، وقد يكون بيته لا يزيد عن ستين متراً ، ولغدت حياته جنة ، وقد يكون دخله لا يزيد عن بضعة آلاف قليلة من الليرات ، أكلنا ، وشربنا ، واستمتعنا ، وتزوجنا ، وأنجبنا ، وسافرنا ، هل حاولت أن تذوق حلاوة الإيمان ؟ الصحابة الكرام ذاقوا حلاوة الإيمان فأصبحوا فرساناً في النهار رهباناً في الليل ، حققوا بطولات العقل لا يصدقها ، فئة قليلة لا تزيد عن عشرة آلاف تصل راياتها إلى أطراف الأرض ، لسنا قادرين كمسلمين أن نحافظ على استقلالنا ، الآن خمس دول إسلامية محتلة ، ليس أمرنا بيدنا ، وللطرف الآخر علينا ألف سبيل وسبيل ، أين عظمة الدين ؟ حينما ذاق الصحابة حلاوة الإيمان أصبحوا أبطالاً شجعاناً ، أصبحوا شخصيات فذة ، للتقريب الذي درس دكتوراه يعرف معنى الدكتوراه ، عندما تجد حرف دال إلى جانب اسم إنسان ، ما معنى هذه الدال ؟ أي معه وثيقة إتمام المرحلة الابتدائية ، ومعه شهادة إعدادية ، ومعه شهادة ثانوية، ومعه مجموع عال جداً دخل جامعة ، ومعه ليسانس ، ومعه دبلوم ، ومعه ماجستير ، وعندما نال الدكتوراه ألّف كتاباً ، والكتاب الذي ألفه موضوعه جديد لم يسبق إليه ، كلمة دال أو حرف دال يعني كل هذا ، هل تصدق أن كلمة مؤمن ماذا تعني ؟ تعني مرتبة عند الله مرتبة أخلاقية ، كلمة مؤمن تعني مرتبة علمية ، كلمة مؤمن تعني مرتبة جمالية ، عرف الحقيقة العظمى ، عرف سرّ وجوده ، عرف غاية وجوده ، عرف لماذا هو في الدنيا ، عرف حقيقة الدنيا ، عرف حقيقة الإنسان ، عرف حقيقة الكون ، عرف ما ينبغي وما لا ينبغي ، عرف ما يجوز وما لا يجوز ، عرف الحلال من الحرام ، عرف الخير من الشر ، عرف الحق من الباطل ، مؤمن ، مرتبة علمية ، ما اتخذ الله ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه :
﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ (79) ﴾ .
( سورة الأنبياء)
سعادة كل إنسان أن يصل إلى الله و يستقيم على أمره ويخطب وده :
أيها الأخوة الكرام ، مرة قلت : لو سألت طفلاً صغيراً كم تملك ؟ يقول لي : معي مبلغ عظيم ، أنا أقدر هذا المبلغ بمئتي ليرة ، طفل صغير والده مدرس عقب العيد قال لك يا عم أنا معي مبلغ عظيم ستقدره بمئتي ليرة ، فإذا قال مسؤول في البنتاغون : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً أي ما يقدر بمئتي مليار ، نفس الكلمة قالها طفل فقدرتها بمئتي ليرة وقالها مسؤول كبير في البنتاغون فقدرتها بمئتي مليار دولار ، فإذا قال الله عز وجل :
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ .
( سورة النساء )
صدق ولا أبالغ أعظم إنجاز تصل إليه أن تعرف الله :
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء)) .
[ تفسير ابن كثير]
أن تعرفه ، أن تعرف كمالاته ، أن تعرف أسماءه الحسنى ، أن تعرف صفاته الفضلى ، أن تعرف رحمته بنا ، أن تعرف أنه خلقنا للجنة :
(( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا ، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي)).
[ من كنز العمال عن ابن عمر ]
ما الذي جعل الصديق يقف هذا الموقف البطولي ؟ ما الذي جعل الصديق يقدم ماله كله ؟ يقول له : يا أبا بكر ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال : أبقيت الله ورسوله .
صدقوا ولا أبالغ أنتم حينما تصلون على النبي ماذا تقولون ؟ وعلى أسعدنا ، والسعادة هدف كل منا ، هل خطر في بالك أن السعادة كل السعادة ، والراحة كل الراحة ، والفوز كل الفوز ، أن تصل إلى الله ، أن تستقيم على أمره ، أن تخطب وده ، أن تخدم له عباده ، أن تكون فى خدمة الخلق ، إنسان ناجى ربه قال : يا رب لا يحلو الليل إلا بمناجاتك ، ولا يحلو النهار إلا بخدمة عبادك ، لك عمل صالح لا تبتغي به إلا إرضاء الله ؟ كل واحد منا يتحرك أما تحركاته تصب في النهاية في مصالحه ، يرفع مستوى بضاعته فيزداد ربحه ، يكبر بيته ، يجمل بيته ، يقتني سيارة حديثة ، يعمل نزهات ، كل هذه النشاطات تصب في النهاية لمصلحته ، لك عمل صالح لا تبتغي به إلا وجه الله ؟ لك عمل صالح يخفف عن هذه الأمة متاعبها ؟ لك عمل صالح يقدم لهذه الأمة بعض الخير ؟ لو أن الله أوقفك يوم القيامة ماذا فعلت من أجلي ؟
الحياة من دون حب ليس لها معنى :
أيها الأخوة الكرام ، القلب الآن ينبض ، ما دام ينبض كل شيء ممكن ، فإذا جاء ملك الموت انتهى كل شيء :
﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ .
( سورة الفاتحة )
مالك الدنيا ، ومالك الآخرة
﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ .
( سورة الفاتحة )
أنا أقرأ عن الصديق ما هذه المكانة التي حباه الله بها ؟ ما هذا الموقف النبيل في الهجرة ؟ كان يمشي أمام النبي ، يتصور الرصد ، هناك من يرصده يمشي أمامه ، ثم يتصور من يلاحقه يمشي خلفه ، ثم عن يمينه ، ثم عن يساره ، في الغار دخل قبله ليتأكد ، ما هذا الحب ؟
أيها الأخوة الكرام ، الحياة من دون حب ليس لها معنى ، عندنا أستاذ في الجامعة أحد خمسة أشخاص بالعالم في علم النفس ، تقاعد فأقيم له حفل وداع ، ألقى كلمة قال: أي إنسان لا يشعر بحاجة إلى أن يُحِب أو إلى أن يُحَب ليس من بني البشر ، هل تحب الله حقيقة؟ هل تحب عباده ؟ هل تحب مخلوقاً ضعيفاً تعينه على صلاح حياته ؟
من اتصل بالله عز وجل أذاقه الله حلاوة الإيمان :
أيها الأخوة الكرام ، سيدنا الصديق هو أعلى مؤمن بعد رسول الله ، سدوا علي كل خوخة غير خوخة أبي بكر ، ما ساءني قط فاعرفوا له ذلك ، بطولتك أن تكون مع الحق ، تكون جندياً للحق ، تكون داعماً للحق ، الله كريم ، أحياناً الإنسان الأضواء مسلطة عليه لكن حوله أناس يعاونونه ، هؤلاء عند الله مقربون إلى الله ، نحن فريق عمل ، والمفهوم الدقيق الآن يجب أن يكون المؤمنون فريق عمل ، كل واحد باختصاصه يقدم شيئاً ، أحياناً يقول لك أخ : أنا أعمل بالكهرباء ، أي شيء بالجامع أنا بخدمتكم ، قدم شيئاً ، اعرض شيئاً ، تقرب إلى الله بهذا الشيء ، قدم عملاً ، لذلك :
(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ)) .
[ متفق عليه عن أنس بن مالك ]
والله هناك كلمة أقولها : لا أعرف مدى قبولها عندكم ، إذا كان عندك شهوة مصر عليها ، وتعلم أنها لا ترضي الله ، وآثرتها على طاعة الله ، اعلم علم اليقين أن الطريق إلى الله مسدود :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا ﴾
( سورة التوبة الآية : 24 )
والله يأخذني العجب حينما أرى مسلماً يغش المسلمين في البيع والشراء ، أين الله أكبر ؟ رأيت هذا المال الذي حصلته من هذا الغش أكبر عندك من الله ؟ نحن حياتنا فيها سلبيات كثيرة جداً ، أنت حينما تستقيم تتصل مع الله ، وإذا اتصلت أذاقك الله حلاوة الإيمان ، سيدنا الصديق ذاق حلاوة الإيمان .
الآية التالية شهادة الله عز وجل لسيدنا الصديق :
أيها الأخوة ، هل هناك من شهادة لهذا الصديق الكبير كقوله تعالى :
﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ (40) ﴾
( سورة التوبة )
إلى آخر الآيات ، الله ينتظرنا .
(( لو يعلم المعرضون انتظاري لهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم ، لتقطعت أوصالهم من حبي ، ولماتوا شوقاً إليّ ، هذه إرادتي بالمعرضين ، فكيف بالمقبلين؟ )) .
[ ورد في الأثر ] .
من دعا إلى الله و عمل صالحاً أيده الله و وفقه :
أيها الأخوة الكرام ، هذا شهر البطولات ، شهر يحفزك إلى أن تكون بطلاً من الصباح :
(( من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا ، جعل الله فقره بين عينيه ، وشتت عليه شمله ، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له )) .
[ أخرجه ابن ماجة عن الترمذي ]
والله حديث شريف قرأته قبل أربعين عاماً تقريباً :
(( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين ))
[ من الدر المنثور عن عمر بن الخطاب ]
أنت تشتغل بعمل صالح ، تشتغل بدعوة إلى الله ، تشتغل بخدمة الخلق ، تشتغل بأن ترحم من حولك ، ولا ترى من الله تأييداً وتوفيقاً ودفاعاً وتقريباً وإكراماً ؟ شيء مستحيل.
أيها الأخوة الكرام ، (( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا )) .
[ متفق عليه عن أنس بن مالك ]
أن يكون الله في قرآنه ، و الرسول في سنته ، أحب إليه مما سواهما :
(( ...وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ )) .
على كل إنسان أن يعمل عملاً فيه جهد وليس له منه أي مردود إلا إرضاء الله عز وجل :
أيها الأخوة الكرام ، الدين من غير المعقول أن تكون عباداته شكلية ، ليس من المعقول أنت إنسان عادي جداً لكن تصلي إن لم يكن لك ميزة تفوق حدّ الخيال عن غير إنسان لن يكون إيمانك قوياً ، أنت إنسان وصلت إلى الله ، عرفت الله ، اتصلت بالله ، استعنت بالله ، توكلت على الله ، أقبلت على الله ، سعدت بالقرب من الله ، يجب أن تقول : أنا أسعد الناس .
فيا أيها الأخوة : من لم يبلغ هذه الدرجة في رمضان متى يبلغها ؟ عندما صعد المنبر قال : أمين ، قالوا : يا رسول الله ، علام أمّنت ؟ قال : جاءني جبريل فقال لي : خاب وخسر من أدرك رمضان ، ولم يغفر له ، إن لم يغفر له فمتى ؟
يا أيها الأخوة الكرام ، فكر صباحاً بعمل صالح ، يا رب هب لي عملاً صالحاً أتقرب به إليك ، فكر بعمل فيه جهد وليس لك منه أي مردود إلا إرضاء الله عز وجل ، فهذا الصديق قدوتنا ، أول صحابي سارع إلى الإيمان بالنبي ، وإلى خدمته ، وإلى دعمه ، وإلى نصرته ، وإلى إنفاق ماله عليه ، وتزويجه ابنته هو الصديق ، لذلك قال : ما ساءني قط ، هناك أحاديث كثيرة جداً تشيد بهذا الصحابي الجليل ، يكفيه أن الله ذكره فقال :
﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ (40) ﴾
( سورة التوبة )
وأنا أقول لكم أيها الأخوة ، إذا كنت مع الله لا تحزن إن الله معك ، جرب أن تقيم علاقة وشيجة مع الله عز وجل ، أن تقيم مناجاة كل يوم لله عز وجل ، أسأل الله لي ولكم النجاح ، والتوفيق ، وقبول الصيام ، والعتق من النار .
والحمد لله رب العالمين