الإصرار على النجاح
مأمن شيء يهز المشاعر ويثير الإعجاب أكثر من
عزيمة إنسان أصر على النجاح
, وناضل في سبيله بكل ما أوتي
من عزم وجهد حتى نال ما تمنى أو حصل على بعضه
وتذوق ثمرته..
وأكثر العلماء والمفكرين والمصلحين- على وفرة ذكائهم
وقدراتهم- لم يوهبوا النجاح, ولكنهم انتزعوه وكسبوه
بفضل الله ثم بفضل عزيمتهم التي لا تكل ,
و إصرارهم على النجاح
في الوقت الذي كان فيه كل شي حولهم يبدو حالكاً
ينذر بالفشل...
من هنا لا يكفي أن تتوفر للإنسان القوة والقدرات على
فعل شيء ما , بل يجب أن تتوافر له إرادة قوية و
رغبة أكيده في تحقيق الأهداف التي تعود عليه بالسعادة
والنجاح...
والإرادة لا تولد معنا , ولا نرثها كما نرث صفاتنا الجسمية , ولكنها مجموعة عادات وأساليب نتعلمها
ونكتسبها , وهي التي تقرر بعد الله اتجاهنا
وتشكل سلوكياتنا في الحياة, وتحدد مبلغ استغلالنا لما
وهبنا الله من قدرات وإمكانيات.
كما يعتاد بعضنا على أسلوب إيجابي قوامه العمل
والابتكار, يعتاد البعض الآخر على أسلوب سلبي يشده
إلى الخلف
في شكل النكوص والإصرار على
الفشل.
وليس في المجتمع خسارة أكثر فداحة من الخسارة التي يحصدها من جزاء سلبية أفراده وانتهاجهم منهج
العجز والفشل؛ فهؤلاء
الأفراد لا يحرمون أنفسهم من الاستمتاع بالحياة فحسب, بل هم في الوقع يحرمهم مجتمعهم من
أسباب التقدم والتطور أيضاً...
وأسلوب النكوص الذي يتبعه مثل هؤلاء الأفراد هو ذلك
الذي تبرم منه الشاعر في بيته المشهور الذي يقول فيه:
ولم أر في عيوب الناس شيئاً ***كعجز القادرين على التمام
ولو تسلحوا بخير سلاح يقاتلون به
العجز والتخاذل,
وهو سلاح المبادرة والإقدام
والجرأة الذي أمتشقه قبلهم
القادرون على التمام, لأكسب شخصياتهم المرونة والتكامل اللذين لا غنى عنهما
للنجاح في الحياة