أحمد رشدي من مواليد 29 اكتوبر 1924 وهو وزير الداخلية المصري من 1984 حتى 1986. لقب بـ قاهر المخدرات. وهو أول وزير للداخلية ينال احترام الشعب بجميع طوائفه وحارب تجار المخدرات وقاد حملة ناجحة عليهم.
وقد استقال من وزارة الداخلية بعد أحداث الأمن المركزي الشهيرة. وعندما خرج من الوزارة آسف الجميع لخروجه كان خسارة كبيرة للقيم و المبادئ وهو أول من قام بعملية انضباط للشارع واجبر قيادات الداخلية على النزول للشارع من اجل راحة وأمن وأمان المواطن المصري. وانتخب عضوا بمجلس الشعب عن دائرة بركة السبع، محافظة المنوفية.
في فترة الثمانينات ، كانت منطقة الباطنية ، القاهرة ، لها شهرة كبيرة كمركز لتجارة المخدرات في مصر ، حيث يقطنها عدد كبير من تجار المخدرات ، ويتردد عليها المدمنون ، وفي عهد اللواء أحمد رشدي تم القضاء على عدد كبير من التجار بالمنطقة ، وعلى لسان أحمد رشدي ، قام بحملات مكثفة بعدد كبير من ضباط شرطة بدلا من المخبرين والمرشدين ، وقام بحملات تفتيش على أوقات متقاربة ، وبعد فترة استطاع أن ينجح في القضاء على تجارة المخدرات بالباطنية ، ويقول رشدي مبتسما: بعد خروجي من الوزارة انتشتر شائعة بوجود نوع جديد من المخدرات أطلق عليه التجار "باي باي رشدي".
وزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد رشدى هو الوحيد من بين 57 وزيرا للداخلية الذى لديه شعبية ساحقة مثل لاعبى الكرة ونجوم الفن رغم أنه لم يمكث فى منصبه سوى 19 شهرا فقط «1984-1986» نجح خلالها أن يكون الحائط المخيف للفاسدين وتجار الكيف والمتآمرين على أمن واستقرار هذا البلد.. الوزير الوحيد الذى وقف ضد القانون لأجل القانون.. لم يؤمن منذ أن كان ضابطا صغيرا بقسم روض الفرج بقانون الإبادة فى التعامل مع الخصوم أو القوة والعنف هما الأسلوب الأنجح فى عمل رجل الشرطة ولكنه آمن بأن الدهاء والحيلة هما أكثر الأساليب الناجحة للقبض على المجرمين، وطبق هذه النظرية منذ أن بدأ ضابطا صغيرا فى المباحث وهو ما أثار حفيظة كل من عمل معه.
وكان من الطبيعى أن يجد أسلوب أحمد رشدى الجديد فى وزارته كل الاعتراض والتذمر من غالبية كبار رجال الشرطة.. بل بعض المسئولين أيضا لكن الرجل لم يلتفت كثيرا أمام هذا التذمر، بل بدأ منذ أول يوم لتولى مهامه فى تطبيق سياسته وصارت تعليمات اللواء رشدى صارمة وقاطعة فى ضرورة متابعة قيادات الوزارة لأعمالهم من مواقعها.. والخروج من مكاتبهم المكيفة الهواء إلى حيث العناء الذى يعانى منه المواطنون بالشوارع.. هذه هى سياسات اللواء أحمد رشدى ثالث وزير داخلية فى عهد الرئيس مبارك بعد اللواءين النبوى إسماعيل وحسن أبوباشا وهو الجنرال الذى أنقذ القاهرة عام 1981 بعد حادث المنصة واغتيال السادات.
بعد 3 أعوام من حادث المنصة أصبح وزيراً للداخلية، حيث وجد اللواء أحمد رشدى فى انتظاره عدة ملفات يمثل كل واحد منها مهمة مستحيلة بذاته.. فلا يختلف أحد على أن أخطر ملف نجح فيه اللواء رشدى هى معركته ضد مافيا الكيف والتى اعتبرها قضية أمن قومى ووصل التحدى فيها لدرجة أنه أقسم بأنه سيواصل الحرب ضد أباطرة الكيف حتى يستأصلهم من مصر، وبالفعل نجح الرجل نجاحا كبيرا والدليل أن أول رد فعل لبارونات الكيف فى مصر هو إطلاق عبارة «باى باى رشدى» على أحد أصناف الحشيش الذى سيتم توزيعه صبيحة مغادرة رشدى لمبنى الوزارة لتعكس حجم الشماتة فى أقوى وزير داخلية مصرى واجه تجار الكيف فى عقر دارهم حيث دخل معهم حربا ضروسا نجح فيها أن يجفف منابع هذه السموم التى أغرقت البلاد فى نهايات عصر السادات بانتشار مخدر الحشيش بطريقة غير مسبوقة ومع تخفيف القبضة الأمنية لدرجة جعلت منه سلعة شبه مشروعة، ومن هنا جاءت شعبية السادات فى الواقع لدى أوساط مدخنى تلك السموم حتى أنها انتشرت كطرفة فيما بعد.. وظهرت مناطق معروفة مثل الباطنية - أفقر أحياء القاهرة -هو المركز والعصب الرئيسى لتجارة المخدرات بمصر كلها، وكذلك أحياء الجيارة ودار السلام نجح أباطرة المخدرات فى أن يحولوها لسنوات طويلة إلى دويلات صغيرة لها قوانينها وقياداتها التى تحكمها بعيدا عن سيطرة الدولة، ولكن اللواء أحمد رشدى نجح في اقتحام الباطنية وتفكيكها وكرر نفس السيناريو مع بقية دويلات الكيف فى مصر لينهى عصرا من سيطرة بارونات المخدرات على هذه الأوكار.
الملف الثانى الذى واجهه الوزير أحمد رشدى هو ملف المرور الذى يصفه الكثيرون بأنه السرطان الذى لا دواء له، ولكن الرجل خلال فترة وزارته نجح فيما فشل فيه الآخرون حتى اليوم والدليل أنها انهارت عقب خروجه، من الوزارة، وفشلت كل خطط وزارء الداخلية الذين جاءوا بعده فى حل هذه القضية التى تحولت إلى كارثة وظهرت مافيا الميكروباص والتوك توك رغم وجود ترسانة من القوانين الرادعة، لكن الجميع فشل فى تطبيقها، والنتيجة نراها الآن والمتمثلة فى كارثة اسمها الفوضى المرورية وترحمنا جميعا على أيام الوزير أحمد رشدى.
معركه أخرى خاضها اللواء أحمد رشدى عندما كان وزيرا للداخلية رفعت أسهم الرجل ليس فقط على مستوى الشارع المصرى بل فى الدوائر الأمنية الدولية والعربية.. هذه المعركة أطلق عليها عملية «البكوش» نسبة إلى عبدالحميد البكوش.. رئيس الوزراء الليبى الأسبق.. اللاجئ السياسى لمصر حيث أرسلت ليبيا أفرادا من منظمه إرهابية أوروبية لاغتيال الرجل فى القاهرة.
ولكن رشدى نجح فى تلقين من أراد أن يعبث فى الأمن القومى درسا لم ينسوه حتى الآن فالرجل استخدم خطة الخداع الاستراتيجى بإدخال عناصر أمنية متخفية ضمن الشبكه الإرهابية بهدف المساعدة فى قتل البكوش ونجحت خطة الخداع وشرب العملاء الطعم وأعلنوا أنهم نجحوا فى قتل البكوش بالقاهرة لكن اللواء رشدى خرج فى مؤتمر صحفى عالمى يفضح أكاذيبهم وبصحبته رئيس وزراء ليبيا ووقف البكوش أمام عدسات التليفزيون سليما معافى يستقبل نظرات الذهول.. وتضاعفت شعبية الوزير الأسطورى الذى كان عصره عصر تألق أمنى وتكاتف شعبى شرطى غير مسبوق.
لم يكن من المستبعد أن تولد نجاح سياسات اللواء أحمد رشدى غضب وكراهية أصحاب المصالح والنفوذ وتجار الكيف وزعماء الفوضى، بل وبعض المسئولين وعدد من قيادات الشرطة وجميعهم بدأوا فى التخطيط لضرب الرجل فخططوا لأحداث الأمن المركزى بعد أن سربوا شائعة مد الخدمة العسكرية لجنود الأمن من 3 إلى 4 سنوات، فاشتعلت انتفاضة داخل معسكرات الأمن المركزى بالجيزة والفيوم وأسيوط، ليخرج اللواء رشدى من الوزارة ليخلفه اللواء زكى بدر وتسدل الستار على قصة هذا النابغ المتفرد.. والصقر الذى حلق خارج السرب فكان لزاما إيقافه وانتهى عصر الوزير أحمد رشدى الذى خالف القانون.. لأجل القانون.