الفرق بين النسيان و الزهايمر

يعد الزهايمر من أكثر الأمراض شيوعاً في مجتمعنا وأصبحت حواء هي المستهدفة الأولي له خاصة أنها الأكثر عرضة لضغوط الحياة والتلوث اللذين يعدان من أهم الأسباب للإصابة بهذا المرض ولطمأنتها والحد من خوفها وقلقها من الإصابة به كان لابد من إلقاء الضوء عليه والتعريف بطرق الوقاية منه وكيفية التعامل مع المصابين بهذا المرض من أسرتها فأقرئي معنا السطور التالية .
يقول الدكتور طارق عكاشة أستاذ المخ والأعصاب والطب النفسى بجامعة عين شمس: إن أكثر فئات المجتمع قلقاً من هذا المرض هن النساء ومن مختلف الطبقات الاجتماعية وعادة ما أتلقى شكاوى كثيرة منهن بأنهن ينسين كل شىء حتى وهن فى منازلهن فالأمور الروتينية التى تتكرر يومياً بدأن ينسينها وهذا لايعنى إصابتهن بالزهايمر أو أنهن فى بداية الإصابة به فما يعانين منه هو مرض النسيان الذى يختلف تماماً عن الزهايمر الذى هو عبارة عن تلف أو تليف يصيب أجزاء التفكير والذاكرة والكلام فى المخ وهو أخطر بكثير من النسيان وهذا المرض لايصيب إلا كبار السن كما أنه له ثلاث مراحل.
المرحلة المبكرة تتلخص أعراضها فى صعوبة الكلام ونسيان الأحداث القريبة وتوهان فيما يتعلق بالوقت والأماكن المألوفة .
أما المرحلة الثانية أو المتوسطة التى يأخذ فيها المريض فى الإعتياد على الآخرين جزئياً للقيام بأمور حياته اليومية كالمأكل والمشرب والطهو والتنظيف حيث يكون المريض شديد النسيان للأحداث والأسماء والأماكن ويعانى من صعوبة فى الكلام.
والمرحلة الثالثة والأخيرة فيكون فيها المريض معتمداً إعتماداً كلياً على أسرته ويعانى من مشاكل فى المشى ونسيان أجزاء المنزل وأفراد أسرته وفقدان الشعور تماماً بالجوع والعطش.
ولمن يخشون الإصابة بهذا المرض ويرون الإطمئنان على أنفسهم خاصة السيدات لأنهن أكثر قلقاً من الرجال أن يقمن بإجراء أشعة مقطعية على المخ للتأكد من خلوهن من بوادر الزهايمر ولكن هذا لمن هن فوق الخمسين.
وأثبتت الدراسات العلمية أنه من الضرورى تناول الفيتامينات مثل (أ)، و(ج)، و(ب12) وحمض الفوليك وتناول الشوفان للوقاية من الزهايمر.
المسئوليات
وتوضح الدكتورة نسرين عثمان أستاذ أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى بجامعة القاهرة: أنه قد أثبتت بعض الدراسات أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض عن الرجل وقد يرجع ذلك إلى أن المسئوليات الملقاة على عاتقها أربعة أضعاف الرجل فهى الأم والزوجة وهى أيضاً عاملة ومسئولة بذلك عن كل فرد، لذا ننصحها بالابتعاد بقدر الإمكان عن الضغوط النفسية وممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة الجسدية والابتعاد عن التدخين وتناول الفواكه والخضراوات الطازجة خاصة فى سن الشباب لأن هذه الوسائل قد تكون طرقاً للوقاية من هذا المرض فى الكبر أيضاً ولأنه لم يكتشف بعد أسباب أو علاج لهذا المرض كان لابد لنا من تدارك هذه المشكلة والعمل على إيجاد سبل للتعامل مع هؤلاء المرضى الذين لم يعد لهم أمل سوى ذويهم لذلك كان لابد من تقديم بعض النصائح التى تساعد أسر المرضى فى التعامل معهم فيما يتعلق بأمور الحياة اليومية لمحاولة تنشيط ذاكرته خاصة أن الأسرة تساعد على الحد من إنتشار المرض فى باقى أجزاء المخ
دورة تدريبية
وتضيف الدكتورة غادة مراد أستاذ المخ والأعصاب والطب النفسى بكلية طب جامعة بنها. على الأسرة أيضاً ألا تتحمل عبء هذا المرض وحدها بل أن تتعامل مع الأفراد الأخرين للعائلة إذا تواجدوا بحيث لايتحمل شخص واحد كل العبء كما أن على الأسرة أن تتمالك أعصابها وتتحلى بالصبر فى التعامل مع مريض الزهايمر خاصة أنه مرض مستمر .
وتوضح أنه تم تحقيق خطوة إيجابية فى مجال التمريض للتصدى لهذا المرض ومعاونة أسر المرضى على التكيف مع من يرعونهم حيث يتم عمل دورة تدريبية كل ثلاثة أشهر لمدة يومين لأهالى المرضى لتعليمهم مهارات الرعاية وكيفية التكيف معهم.
الشفاء
ويرى الدكتور كامل محمود أستاذ أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى بطب الأزهر.
أن هناك علاقة بين التغيرات العصبية والإصابة بخرف الشيخوخة وذلك من خلال التغييرات التى تحدث فى التركيب العصبى ووظيفته فى الحالة العقلية والنفسية والحركة والوظائف الحسية مثل السمع والبصر والتغييرات التى تحدث للمخ .
والاكتئاب النفسى له علاقة بالنسيان ويكون الشخص فيه معرض للإصابة بالزهايمر نتيجة حالات الإكتئاب الشديدة وأيضاً عامل الوراثة له صلة بالإصابة بالزهايمر حيث تلعب الجينات الوراثية دوراً مهماً فى الإصابة ويكون الخلل فى كروموسوم 21.
ولعلاج خرف الشيخوخة ينصح د.كامل بتناول العقاقير التى تحسن من الذاكرة وتحد من تدهور القدرات العقلية وقد تستخدم مضادات القلق والإكتئاب والذهان كما أن هناك حالات قابلة للشفاء مثل الحالات الناتجة عن نقص الفيتامينات وسوء التغذية وكسل الغدة الدرقية.