صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Empty
مُساهمةموضوع: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Emptyالجمعة ديسمبر 10, 2010 11:25 pm

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  081209111356C74E
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت باللهأخي المسلم:
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله،
وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله،وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله،وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة
(
الفوائد: 152.).
قال سهل بن عبد الله: من دق الصراط عليه في الدنياعرض (أي: وسع.) عليه في الآخرة، ومن عرض عليه الصراط في الدنيا دق عليه في الآخرة
(
صفة الصفوة: 4/64.).
والمسلم في هذه الدنيا بين أمرين يملآن جوانحه ويضيفان عليهما من نبعه ألا وهما الخوف والرجاء..
الخوف من الله والرجاء فيما عند الله..
قال الحسن:الرجاء والخوف مطيتا المؤمن.
فإذن لا بد من الجمع بين هذه الأمور، وغلبة الخوف هو الأصلح ولكن قبل الإشراف على الموت،أما عند الموت فالأصلح غلبة الرجاء وحسن الظن،
لأن الخوف جار مجرى السوط الباعث على العمل وقد انقضى وقت العمل،
فالمشرف على الموت لا يقدر على العمل ثم لا يطيق أسباب الخوف فإن ذلك يقطع أنياط قلبه ويعين على تعجيل موته.
وأما روح الرجاء فإنه يقوي قلبه ويحبب إليه ربه الذي إليه رجاؤه،ولا ينبغي أن يفارق أحد الدنيا إلا محبًا لله تعالى ليكون محبًا للقاء الله تعالى، فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه،
والرجاء تقارنه المحبة فمن ارتجى كرمه فهو محبوب
(
الإحياء: 4/174.).
وقال ابن القيم رحمه الله: إن الخوف إن أدى إلى القنوط واليأس من رحمة الله فهو مذموم، بل إساءة أدب على رحمة الله تعالى، التي سبقت غضبه، وجهل بها
(
مدارج السالكين: 2/42.).
وكان أبو عبيدة الخواص رضي الله عنه يقول في مناجاته:
قد كبر سني، وضعف جسمي، ووهن العظم مني فأعتقني
(
الزهر الفائح: 111.).
وقد أثنى الله جل وعلا على من قرن الخوف بالرجاء في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى في حق الأنبياء عليهم السلام:
(
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا)
[
الأنبياء: 90].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخشية أبدًا متضمنة للرجاء ولولا ذلك لكانت قنوطًا،كما أن الرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنًا،فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله.


أيا عجبًا للناس في طول ما سهوا...وفي طول ما اغتروا وفي طول ما لهو
يقولون نرجو الله ثم افتروا به...ولو أنهم يرجون خافوا كما رجوا

قال أبو سليمان الداراني:أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل، وكل قلب ليس فيه خوف فهو قلب خرب
(
الإحياء: 4/159.).


يا فرقة الأحباب لا بد لي منك...ويـا دار دنيـا إنني راحـل عنك
ويا قصر الأيام مـا لي وللمنى...ويا سكرات الموت ما لي وللضحك

فما لي لا أبكي لنـفسي بعبرة...إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي
ألا أي حي ليس بالموت موقنًا...وأي يقـين أشـبه الـيوم بالشك

اشتكى ثابت البناني عينه فقال له الطبيب:
اضمن لي خصلة تبرأ عينك. قال: ما هي؟ قال: لا تبك، قال: وما خير في عين لا تبكي
(
صفة الصفوة: 3/262.).
وكان الحسن يقول: ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله إلا حرم الله جسدها على النار، فإن فاضت على خدها لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة،وليس من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة من خشية الله فإنها تطفئ ما شاء الله من حر النارولو أن رجلاً بكى من خشية الله في أمة لرجوت أن يرحم الله ببكائه تلك الأمة بأسرها
(
الزهد للحسن البصري: 99.).
رحمنا الله برحمته وأزال قساوة قلوبنا .. أين تلك الدموع وأنات الضلوع؟
بل أين التوبة والرجوع؟
ونحن أحوج ما نكون لتنـزل الرحمات وتكفير السيئات وعلو المقامات ..
هذا عمر بن الخطاب الخليفة الثاني المبشر بالجنة.. كان في وجهه خطان أسودان من البكاء
(
الزهد للبيهقي: 678.).
والدموع أخي المسلم عنها سؤال ولها موقف؟؟
قال سفيان: البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله..
فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير!!
والدموع الصادقة والعبرات المتتالية علامة على صدق التوبة وحسن الالتجاء إلى الله جل وعلا..
وأكثر الموفقين إلى العبادة هم أهل الرقة والخوف.. رقيقة قلوبهم، لطيفة مشاربهم..
الكلمة الصادقة تؤثر فيهم والآية من القرآن تبكي مدامعهم..
فتراهم يقبلون على الطاعة بحب وشوق ويستثمرون أوقات العبادات وتنزل الرحمات..
مشغولون عن الدنيا، سائرون إلى الآخرة في جادة طرقت من قلبهم بهدي سيد المرسلين(صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام البررة.
قال الحسن:اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته
(
جامع العلوم والحكم: 92.).
وكان محمد بن المسيب يقرأ فإذا قال: قال رسول الله بكى حتى يرحم
(
تذكرة الحفاظ: 3/790.).
وقرأ عمر بن الخطاب سورة الطور حتى قوله تعالى:
(
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ)
فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه
(
الجواب الكافي: 77.).
وأهل الخير والصلاح يبكون ويخافون من انقطاع الدنيا، وهي دار التزود ومحطة التوقف ومزرعة الآخرة.
فقد بكى بعض العباد فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أن يصوم الصائمون ولست فيهم ويذكر الذاكرون ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم
(
التبصرة: 1/217.).
ونحن نسير مع الصالحين ونلمح تلك القسمات المضيئة والحياة المشرقة..
أين نصيب الخوف والمحبة من حياتنا.. وأين واقعها في مسيرتنا!!
قال أبو يعقوب النهراجوري: كل من ادعى محبة الله عز وجل ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة
(
جامع العلوم والحكم: 92.).
وأين
نحن من هذه الدعوى إنها عودة من قريب، ونحن في دار العمل، دعوة إلى التوبة
والعودة إلى البكاء والندم على ما سلف وكان.. واغتنام لأيام بقيت.
قال يحيى بن معاذ: من عبد الله تعالى بمحض الخوف غرق في بحار الأفكار،ومن عبده بمحض الرجاء تاه في مفازة الاغترار،
ومن عبده بالخوف والرجاء استقام في محجة الادكار
(
الإحياء: 4/174.).
وأثر الدمعة على قلب المسلم عجيب، ولهيبها على وجنتي التائب غريب،تطفئ لهب المعصية وتزيل أثر المهلكة..
فهي كالغيث للأرض.. تحيي الغافل، وتنير الطريق، إنها دموع التوبة..
قال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إليَّ من أن أتصدق بوزني ذهبًا
(
حلية الأولياء: 5/366.).
والبكاء والدموع أحيانًا تكون في لحظات صفاء ودقائق توجه إلى الله، ثم يزول كل ذلك، ويزول أثر الدمعة بعد ساعات أو ربما أقل.
ولهذا قال بعضهم.. ليس الخائف من بكى، وإنما الخائف من ترك ما يقدر عليه
(
منهاج القاصدين: 331.).
أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟؟
كان سعيد بن المسيب يبكي بالليل حتى عمش
(
تذكرة الحفاظ: 1/76.).
وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاء شديدًا فقيل له: ما بكاؤك؟فقال:لا أدري على ما أقدم؟ على رضا أم على سخط
(
الزهر الفائح: 21.).
وقال أبو رجاء العطاردي:رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من الدموع.
وهذا أبو بكر بن عياش يقول: كنت إذا رأيت عطاء بن السائب وضرار بن مرة رأيت أثر البكاء على خدودهما
(
السير: 6/113.).
قال حفص بن عمر:
بكى الحسن فقيل له ما يبكيك؟ فقال:أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يبالي
(
صفة الصفوة: 3/246.).
وقال أبو حيان التيمي سمعت منذ ثلاثين سنة أو أكثر أن عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط.
وقال سعد بن الأخرم كنت أمشي مع ابن مسعود فمر بالحدادين وقد أخرجوا حديدًا من النار فقام ينظر إليه ويبكي.
وعن
سمير الرياحي عن أبيه قال: شرب عبد الله بن عمر ماءً مبردًا فبكى فاشتد
بكاؤه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله عز وجل:
(
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ)
فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئًا، شهوتهم الماء، وقد قال الله -عز وجل-
(
أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ).

والبكاء والحزن مرده إلى أمر ذكره الحسن بقوله:يحق لمن يعلم أن الموت مورده وأن الساعة موعده وأن القيام بين يدي الله مشهده أن يطول حزنه
(
حلية الأولياء: 2/133.).


فيبكي على ميت ويغفل نفسه...كـأن بكفـيه أمـانًا من الردى
وما الميت المقبور في صدر يومه...أحق بأن يبكيه من ميت غدا
(
محاسبة النفس: 83.)

قال الحسن بن عرفة:رأيت يزيد بن هارون بواسط، من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته أعمى -
فقلت: يا أبا خالد! ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار
(
تذكرة الحفاظ: 3/790.).
الله أكبر ما أجمل الفعل، وما أجمل القول.. ذهب بهما بكاء الأسحار أين نحن من وقت السحر؟؟ ..
وقت تتنزل فيه الرحمات وتوزع فيه العطيات. إنها غفلة طويلة وأمل بعيد.
كان مالك بن دينار رضي الله عنه يبكي حتى سودت الدموع خده.
وكان يقول: لو ملكت البكاء لبكيت أيام حياتي
(
الزهر الفائح: 21.).
أما السري السقطي فإنه يدافع البكاء في أول الليل، فإذا نام الناس أخذ في البكاء إلى الصباح
(
الزهر الفائح: 18.).
ومن الناس اليوم. بل غالبهم لا يبكي من خشية الله إلا مرة في العام أو مرة في عمره كله..
أما النساء اليوم فتوسعن في البكاء من كل شيء وفي كل شيء، إلا من خشية الله..
فتراها تبكي لتأخر ثيابها.. وتراها تبكي لنقص في ملبسها.. تبكي من كل شيء إلا من خشية الله..
وهي رقيقة القلب. قريبة إلى التوبة.. صاحبة الخير ومنادية الفلاح.
فأين هي من خشية الله والبكاء على الذنوب والتقصير في الطاعات؟
أيهما أشد لتبكي عليه سقط من حطام الدنيا أم الآخرة وأهوالها؟
قال مالك بن دينار:البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما يحط الريح الورق اليابس
(
الزهر الفائح: 18.).
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها....لنفسي في نفسي عن الناس شاغل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Emptyالسبت ديسمبر 11, 2010 12:58 pm

بارك الله فيكم اخي في الله جلال

لا تسئلن بني ادم حاجة

وسل الذي ابوابه لا تغلق

فالله يغضب ان تركت سؤاله

وبني ادم حين تسأله يغضب

ومن استغني بالله عن الخلق كفاه

ومن توكل علي الله فهو حسبه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Emptyالسبت ديسمبر 11, 2010 12:59 pm

قال تعالى: }وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا{ [الطلاق/3].
والمعنى أن الله كافيه؛ فإنه سبحانه بالغ ما يريده من الأمر لا يفوته شيء، ولا يعجزه مطلوب.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل» رواه أبو داود والترمذي.
قال الإمام أحمد: حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا أبو سعيد المؤدب، حدثنا من سمع عطاء الخراساني قال: لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت، فقلت: حدثني حديثاً أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز، قال: نعم، أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيه داوُد عليه السلام: (يا داوُد! أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم بي عبدٌ من عبادي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات السبع ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن، إلا جعلتُ له من بينهن مخرجاً، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبدٌ من عبادي بمخلوقٍ دوني، أعرف ذلك من نيته، إلا قطعتُ أسباب السماء من يده، وأسخت الأرض من تحت قدمه، ثم لا أبالي بأي أوديتها هلك).

عزُّ المؤمن باستغنائه عن الخلق:

فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس» رواه الطبراني في الأوسط. والعزُّ ضد الذل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Emptyالسبت ديسمبر 11, 2010 12:59 pm

صور من التعلق بالله والاستغناء عن الخلق:
في الصحيحين عن جابر بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ e قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ –شجر شوك- فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ e وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ e تَحْتَ سَمُرَةٍ –شجر الطلح- فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، فَنِمْنَا نَوْمَةً ثُمَّ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ e يَدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :«إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ» ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ e.
وقال تعالى عن هود عليه السلام: }قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ{ [هود: 53-56].
فكيدوني جميعا لا يتخلف منكم أحد.
وقال تعالى عن نوح عليه السلام: }وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ{ [يونس: 71].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ؛ ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَوْلُهُ: }إِنِّي سَقِيمٌ{، وَقَوْلُهُ: }بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا{. وبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنْ الْجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ : أُخْتِي. فَأَتَى سَارَةَ قَالَ: يَا سَارَةُ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ، وَإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، فَلَا تُكَذِّبِينِي. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ، فقالت: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ، فأُخذَ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكِ. فَدَعَتْ اللَّهَ فَأُطْلِقَ.
ثُمَّ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ الثَّانِيَةَ فدعت: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ، فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ. فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكِ، فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ. فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تَأْتُونِي بِإِنْسَانٍ، إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي بِشَيْطَانٍ. فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ: مَهْيَاً؟ قَالَتْ : رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الْكَافِرِ فِي نَحْرِهِ، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ. رواه الشيخان.
و"جاء جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام وهو يوثق ليلقى في النار، قال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال: أمَّا إليك فلا" (تفسير الطبري: 18/467).
ومدح الله في كتابه سادات الأولياء بكونهم أهل عفة، قال تعالى: }لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ{[البقرة: 272- 273].
وروى البيهقيُّ في فضائل الأعمال، عن حمَّاد بن سلمة أن عاصم بن أبي إسحاق شيخ القراء في زمانه قال: أصابتني خصاصة، -أي: حاجة وفاقة- فجئت إلى بعض إخواني فأخبرته بأمري، فرأيت في وجهه الكراهة، فخرجت من منزله إلى الجَبَّانة([2]) فصليت ما شاء الله تعالى، ثم وضعتُ وجهي على الأرض، وقلت: يا مسبِّبَ الأسباب، يا مفتِّح الأبواب، ويا سامع الأصوات، يا مجيب الدعوات، يا قاضيَ الحاجات، اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. قال: فوالله ما رفعت رأسي حتى سمعت وقعة بقربي، فرفعت رأسي فإذا حِدَأَة طرحت كيساً أحمر، فأخذت الكيس فوجدت فيه ثمانين ديناراً وجوهراً ملفوفاً في قطنة، فبعت الجواهر بمال عظيم وأفضلت الدنانير فاشتريت منها عقاراً، وحمدت الله تعالى على ذلك.
وعن أصبغ بن زيد قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثاً لم نطعم شيئا -أي: من الجوع- فخرجت إلي ابنتي الصغيرة وقالت: يا أبتِ الجوع! -تشكو الجوع- قال: فأتيت الميضأة، فتوضأت وصليت ركعتين، وأُلهمت دعاء دعوت به، في آخره: اللهم افتح عليّ منك رزقاً لا تجعل لأحد عليّ فيه منة، ولا لك عليّ في الآخرة فيه تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين! ثم انصرفت إلى البيت، فإذا بابنتي الكبيرة وقد قامت إليّ وقالت: يا أبه! جاء رجل يقول: إنه عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمال عليه دقيق، وحمال عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرئوا أخي السلام وقولوا له: إذا احتجت إلى شيء فادع بهذا الدعاء، تـأتك حاجتك، قال أصبغ بن زيد : والله ما كان لي أخ قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير.
وعن شقيق البلخي قال: كنت في بيتي قاعداً فقال لي أهلي: قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به، قال: فتوضأت وكان لي صديقٌ لا يزال يقسم علي بالله إن يكن بي حاجة أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد، فذكرت ما روي عن أبي جعفر قال: من عرضتْ له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها بالله عز وجل، قال: فدخلت المسجد فصليت ركعتين، فلما كنت في التشهد، أفرغ عليَّ النوم، فرأيت في منامي أنه قيل: يا شقيق! أتدل العباد على الله ثم تنساه؟! قال: فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة، ثم تركت الذهاب لصاحبي وتوكلت على الله، وانصرفت إلى المنزل فوجدت الذي أردت أن أقصد قد حركه الله وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم.
وسأل رجل بعض الصالحين أن يشفع له في حاجة إلى بعض المخلوقين، فقال له: أنا لا أترك باباً مفتوحاً وأذهب إلى باب مغلق. هكذا فلتكن الثقة بالله والتوكل على الله.
ولما أرسل الأمير إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله ليخبره إن كان يريد منه أن يصله بشيء، فقال له الخليل: "أنا مستغنٍ عنك بالذي أغناك عني". وقد كان الناس يأكلون الدنيا بعلمه رحمه الله، كان بعضهم إذا أخذوا العلم عنه قربهم الحاكم وصاروا من حاشيته.
وأختم بهذه القصة التي أوردها الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (15/426) في ترجمة أبي الحسن الكرخي المعتزلي، قال الإمام الذهبي رحمه الله: "لما أصاب أبا الحسن الكَرْخِي الفالجُ في آخر عمره، حضر أصحابه، فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقة وعلاج، والشيخ مقل ولا ينبغي أن نبذله للناس، فكتبوا إلى سيف الدولة بن حمدان، فأحسَّ الشيخ بما هم فيه، فبكى، وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني، فمات قبل أن يحمل إليه شيء. ثم جاء من سيف الدولة عشرة آلاف درهم، فتصدق بها عنه. توفي رحمه الله في سنة أربعين وثلاث مئة، وكان رأسا في الاعتزال، الله يسامحه".

فالزمْ يديْك بحبلِ اللهِ معتصماً --- فإنَّهُ الركنُ إنْ خانَتْك أركانُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Emptyالسبت ديسمبر 11, 2010 1:01 pm

ما يحمل على التعلق بالله:
آية وحديث:
أما الآية فقول الله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس:107].
وأما الحديث فقول نبينا صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام وجفت الصحف» رواه الترمذي.
قال بعض السلف: قرأت في بعض الكتب المنزلة يقول الله عز وجل: (يؤمل غيري للشدائد، والشدائد بيدي، وأنا الحي القيوم، ويرجى غيري، ويطرق بابه بالبكرات وبيدي مفاتيح الخزائن، وبابي مفتوح لمن دعاني، من ذا الذي أملّني لنائبة فقطعت به؟ أو من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت رجاءه؟ ومن ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له؟! أنا غاية الآمال فكيف تنقطع الآمال دوني؟! أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟! أليست الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي؟! فما يمنع المؤملين أن يؤملوني؟! ولو جمعت أهل السماوات وأهل الأرض ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع وبلّغت كل واحد منهم أمله لم ينقص ذلك من ملكي عضوُ ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قَيِّمُه؟! فيا بؤساً للقانطين من رحمتي، ويا بؤساً لمن عصاني ووثب على محارمي). ذكر ذلك ابن رجب في نور الاقتباس.

من تعلق بغير الله عذب به:

قال تعالى: }إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ{ [الأنبياء/98-100].
وانظر بأي شيء تعلق ابن نوحٍ عليه السلام وماذا كان عاقبة أمره، قال تعالى: }وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ{ [هود/42، 43]
وقال: }وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا{ [مريم/81، 82].
والمعنى: واتخذ المشركون آلهة يعبدونها من دون الله; لتنصرهم، ويعتزوا بها، فبين الله أن الأمر لن يكون كذلك، بل ستكفر هذه الآلهة في الآخرة بعبادتهم لها، وتكون عليهم أعوانًا في خصومتهم وتكذيبهم بخلاف ما ظنوه فيها.
وفي صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: «هل تُضارُون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا»؟ قلنا: لا. قال: «فإنكم لا تضارُون في رؤية ربِّكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما». ثم قال: «ينادي مناد: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم».
}وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ{ [هود/101].
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تعلَّقَ شيئا وُكِلَ إليه» رواه التِّرمذي.

كيف السبيل إلى التعلق بالله والزهد في غيره؟

1/ بالصبر ومجاهدة النفس.. ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نَفِد ما عنده قال: «ما يكن عندي من خيرٍ فلن أدَّخِرَه عنكم، ومن يستعفف يعفَّه الله، ومن يستغن يغنِه الله، ومن يصبر يُصَبِّرْه الله، وما أعطي أحدٌ من عطاءٍ خيرٌ وأوسعُ من الصبر».
2/ بالدعاء. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» رواه مسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Emptyالسبت ديسمبر 11, 2010 1:02 pm

من درر السلف:
قال ابن تيمية رحمه الله: "وكل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه له، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها. وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، لا سيما إذا دَرَت بفقره إليها وعشقه لها وأنه لا يعتاض عنها بغيرها، فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه بل أعظم؛ فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. وأما إذا كان القلب -الذي هو الملك- رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل والأسر المحض والعبودية لما استعبد القلب. وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، فإن المسلم لو أسره كافر أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك إذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات، ومن استعبد بحق إذا أدى حق الله وحق مواليه له أجران، ولو أكره على التكلم بالكفر فتكلم به وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضره ذلك، وأما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس. فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس"([3]).
وقال ابن القيم رحمه الله: "أعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات، ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت أوهن البيوت"([4]).
وقال: "الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه، فإنه لو عرف ربه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم. ورأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته وضرورته، فقال: يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك، وفي ذلك قيل:
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم"([5]).
وقال الحسن رحمه الله: "لا تزالُ كريماً على الناس ما لم تَعاطَ ما في أيديهم، فإذا فعلتَ ذلك استخفُّوا بكَ، وكرهوا حديثك، وأبغضوك"([6]).
وقال أيوب السَّختياني رحمه الله: "لا يَنْبُلُ الرجلُ حتى تكونَ فيه خصلتان: العفَّةُ عمَّا في أيدي الناس، والتجاوزُ عمّا يكون منهم"([7]).
وقال أعرابيٌّ لأهل البصرة: من سيِّدُ أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن. قال: بما سادهم؟ قالوا: احتاجَ الناسُ إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم"([8]).
ولله در القائل:

فقيرا جئت بابك يا إلهي --- ولست إلى عبادك بالفقـير
غني عنهــم بيقين قلبي --- وأطمع منك في الفضل الكبير
إلهي ما سألت سواك عونا --- فحسبي العون من رب قدير
إلهي ما سألت سواك عفوا --- فحسبي العفو من رب غفور
إلهي ما سألت سواك هديا --- فحسبي الهدي من رب بصير
إذا لم أستعن بك يـا إلهي --- فمن عوني سواك ومن مجيري؟

أسأل الله أن يملأ قلوبنا تعلقاً به، وأن يغنينا عن عباده.
رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله    إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله  Emptyالأحد ديسمبر 12, 2010 8:59 pm

اسعدنى مرورك وشرفنى ردك الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: