بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
******************
إخوتيّ وأحبتى فى الله
نتعرض فى موضوعنا اليوم لمرض يصيب الكثيرين على مستوى العالم وخاصة فى منطقتنا العربية وشرقنا الأوسط عموما ً ، لذا أرجو من إخوتي متابعته وقراءته للنهاية لأهميته القصوى ودعواتنا لكم ولكل المسلمين
بدوام الصحة والعافية .
السؤال : ماهى أعراض الإصابة بقرحة المعدة، ومتى يتم اللجوء للتدخل الجراحى لعلاج قرحة المعدة؟
يجيب الدكتور عادل محمود أستاذ أمراض الباطنة والروماتيزم والمناعة ومدير وحدة الطوارئ بمستشفى عين شمس التخصصى بالقاهرة : بأن قرحة المعدة عبارة عن حدوث تآكل موضعى فى الغشاء المخاطى لجدار المعدة أو الأمعاء، وتحدث نتيجة العديد من الأسباب منها تناول المسكنات وأدوية الروماتيزم, الإصابة بالميكروب الحلزونى , التدخين , تناول الكحوليات , كما تحدث نتيجة الضغوط النفسية والقلق النفسى .
وتصيب قرحة المعدة الرجال أكثر من السيدات وتؤدى إلى الإحساس بألم فى أعلى البطن مصاحب بالإحساس بالحموضة وفقدان الشهية.
ومن مضاعفاتها النزيف من القرحة مما قد يؤدى إلى قئ مدمم، كما تؤدى إلى ضيق فى مخرج المعدة وأحياناً تؤدى إلى حدوث ثقب فى جدار المعدة مع التهاب فى الغشاء البريتونى، وفى بعض الأحوال النادرة قد تتحول إلى قرحة خبيثة.
ويوضح الدكتور عادل أن تشخيص قرحة المعدة يتم أساسا ًمن خلال منظار المعدة (منظار الجهاز الهضمى العلوى)
- تجنب المسكنات وأدوية الروماتيزم، الكحوليات, وتجنب شرب الشاى والقهوة, وتجنب التدخين
- تناول غذاء مسلوق
- تناول الأدوية التى تؤدى إلى إقلال إفراز الحمض من المعدة.
ويوضح الدكتور عادل أنه من الممكن اللجوء إلى العلاج الجراحى فى حال حدوث مضاعفات .
كان هذا تلخيص سريع للحالة وإلى تفاصيل أكثر دقة وتوضيحا ً
مصحوبة بالصور الإيضاحية :
** قرحة المعدة والاثنى عشر **
تقع المعدة في الزاوية اليسرى من أعلى البطن تحت القفص الصدري مباشرة وهي عبارة عن كيس عضلي مجوف ويليها الإثنى عشر وهو أول جزء من الأمعاء الدقيقة.
ويتكون سطح بطانة الأمعاء من طبقة مخاطية تعمل على حماية أنسجة البطانة من حمض المعدة وأنزيمات الهضم.
عند وصول الطعام إلى المعدة من المريء تسترخي العضلات الممتدة في أعلى المعدة للسماح له بالدخول وتؤدي المعدة وظيفتين أساسيتين :
1- فهي تواصل معالجة الطعام و تحويله إلى أجزاء أصغر وإفراز حمض الهيدروكلوريد الذي يعمل على قتل البكتيريا المؤذية التي نبتلعها مع الطعام.
2- كذلك تقوم المعدة بوظيفة تخزين الطعام وإيصاله تدريجيا إلى الأمعاء الدقيقة.
يشتكي الكثيرون فى منطقتنا تقريبا ًمن قرحة المعدة والإثنى عشر المعروفتان معا ًباسم القرحة الهضمية ( Peptic Ulcer ).
أما قرحة الاثنى عشر وهي الأكثر شيوعا فهي غالبا ًما تصيب المرضى بين سن 30 و سن 50 سنة و هي تقريبًا الضعفين في الرجال مقارنة بالنساء .
أما قرحة المعدة فهي غالبا ًما تصيب المرضى بعد سن 60 سنة وتصيب النساء أكثر من الرجال .
تعريف القرحة الهضمية :
القرحة الهضمية هي جرح مفتوح ناتج عن تمزق محدود للبطانة السطحية الواقية للمعدة أَو الإثنى عشر وينتج عن هذا التمزق ملامسة الأنسجة الداخلية لبطانة المعدة و الإثنى عشر بعصارة المعدة بما تحتويه من أحماض .
ومع أنه في أغلب الأحيان يكون حجم قرحة المعدة بحجم نصف سنتمتر إلا أنها قد تسبب أعراضا مزعجة وآلاما ًمُبرحة عند مرور الحمض عليها ..
(( رسم لقطاع نسيجي بالقرحة مجهرياً لاحظ تآكل الطبقة السطحية لبطانة المعدة أو الاثنى عشر ))
(( عينة من جدار معدة مصابة بقرحة ))
(( قرحة بجدار المعدة ))(( قرحة الاثنى عشر )) (( قرحة الاثنى عشر بالمنظار ))
أعراض القرحة الهضمية :
إن أكثر الأعراض حدوثا هي:
1- آلام متكررة أو حرقان في منطقة البطن العلوية بين السرة وأسفل القفص الصدري.
2- غالبا ًما يشعر المريض بالآلام بين الوجبات حين تكون المعدة خاوية من الطعام.
3- قد تستمر هذه الآلام من دقائق إلى عدة ساعات.
4- غالبا ًما تخف حدة الآلام بعد الأكل أو عند تناول الأدوية الخافضة للحموضة.
5- في بعض الأحيان يحدث أن يستيقظ المريض في منتصف الليل على هذه الآلام المزعجة.
6- قد يشعر المريض أحيانا بغثيان، و استفراغ،و فقدان للشهية وما يستتبع ذلك من تناقص للوزن.
مسببات القرحة الهضمية:
في السابق كانت تعزى أسباب القرحة إلى:
1- الضغوطات النفسية .
2- القلق .
3- التوتر العصبي.
ولكن كشفت الأبحاث الطبية الحديثة أن مسببات القرحة الهضمية تتلخص في عاملين أساسيين :
أولا ً: الإصابة ببكتيريا المعدة الحلزونية Helicobacter Pylori
في الغالبية العظمى من المرضى يعتبر وجود وتكاثر هذه البكتيريا في الطبقة المخاطية من بطانة المعدة السبب الأساسي للقرحة فهي تستطيع أن تتعايش مع حمض المعدة عن طريق فرز انزيمات خاصة تحميها من الحمض .
وتعتبر هذه البكتيريا السبب الرئيسي في تكرار الإصابة بالقرحة ما لم تعالج بالمضادات الحيوية المناسبة. ولأن في بعض المجتمعات ( وخاصة الشرقية منها) تتواجد هذه البكتيريا في أمعاء نسبة كبيرة من الأفراد ولكن دون إصابتهم بالقرحة لذلك يعتقد العلماء أن الإصابة بالقرحة تحدث إذا كان هنالك استعداد وراثي للمريض بإلاضافة إلى الإصابة بأصناف معينة من هذه البكتيريا القادرة على إحداث الضرر .
(( بكتيريا المعدة الحلزونية Helicobacter Pylori ))
ثانيا ً: استعمال الأدوية المضادة للالتهاب ( NSAID )
إن تناول العقاقير المضادة للالتهاب (مثل التهابات المفاصل و الروماتيزم) ومسكنات الآلام مثل الأسبرين يضعف من قدرة نسيج الأمعاء على الالتئام ويؤدي إلى التهاب بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة. ومن الممكن تجنب كل هذه المضاعفات عن طريق تجنب هذا النوع من العقاقير إن أمكن ، واستبدالها بعقاقير أقل ضررا على بطانة الجهاز الهضمي، كاستخدام البراسيتامول (البنادول) كمسكن للآلام ومخفض للحرارة .
1- أما إذا كان تناول هذه العقاقير بانتظام حسب نصيحة الطبيب المعالج فيستحسن تناولها أثناء الوجبات أو بعدها .
2- عند ما تسبب تلك الأدوية مضاعفات على بطانة الجهاز الهضمي فمن الممكن أن ينصح الطبيب المعالج بتغيير الدواء أو استعمال أدوية تعمل على حماية بطانة الجهاز الهضمي عامة .
(( صورة بالمنظار لتقرحات سطحية نتيجة تعاطي المسكنات (المناطق الحمراء))
ثالثا ً: هناك أسباب أخرى للقرحة الهضمية منها :
1- التدخين الذي يزيد من إفراز وتركيز حمض المعدة فيضاعف خطر الإصابة بالقرحة وكذلك يؤخر شفاء القرحة أثناء العلاج
2- المشروبات الكحولية والتي قد تسبب التهيج والتآكل في جدار المعدة مسببة التقرح ..