صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 مصر في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

مصر في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: مصر في القرآن الكريم   مصر في القرآن الكريم Emptyالأحد مارس 28, 2010 1:55 am


بسم الله الرحمن الرحيم

معيار ذكر الاسم فى القرآن الكريم

بداية لابد أن نوضح ما هو معيار ذكر الاسم كعلم في القرآن الكريم :
الاسم يذكر صراحة في القرآن لسبين
الأول : هو التسفيه والإذلال واللعن إلى يوم الدين

وهنا نوضح مثال من سورة المسد قوله تعالى :
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
والسؤال الآن لماذا أبو لهب ولم يذكر أبو جهل وكان أكثر إيذاء للرسول من أبو لهب - والمقصد هنا من الذكر ذكر الاسم كعلم – كما لم يذكر أيضا الوليد بن المغيرة وقد ذكرا في آيات كثيرة تتحدث عنهما ولم يذكر أسمهما وقد بحثت عن ذلك ووفقني الله إلى أن أبو جهل والوليد بن المغيرة وغيرهما خرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا وذلك مثل عكرمة بن أبى جهل وخالد بن الوليد بن المغيرة فسوف تكون مذلة لهؤلاء الموحدين أن يذكر أسماء آبائهم للعن فأراد الله عز وجل أن لا يحملهم أخطاء آبائهم ولكن أبو لهب لم تخرج من ذريته من يعبد الله عز وجل .


والمعيار الثاني : وهو التكريم والإعزاز إلى يوم الدين

وأمثلته كثيرة جدا في القرآن وعلى سبيل العموم ذكر الأنبياء في القرآن منهم من ذكره الله في كتابه ومنهم من لم يذكره فالذين ذكرهم الله بأسمائهم هم الواجب علينا اقتفاء أثرهم ودراسة سيرتهم .
وفى المقابل لم يذكر الله أسماء أصحاب الكهف ولا العبد الصالح الذي لاقاه موسى في سورة الكهف أيضا لأن هؤلاء لهم خصوصية لن تتكرر مع أحد غيرهم .

ومن الصحابة لم يذكر الله عز وجل أسما من أسماء الصحابة صراحة إلا واحد فقط وهو زيد بن حارثة
فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا
الأحزاب 37
فلماذا ؟
أو يذكر زيد ولا يذكر أبو بكر وعمر بن الخطاب ؟
نعم أراد الله ذلك وليس لأنه أفضل منهم ولا تعويضا له عن طلاقه لزوجته – فقد كان يشكى لرسول الله منها ويقول له الرسول (أمسك عليك زوجك)- ولكنه قبل نزول هذه الآيات كان يدعى بزيد بن محمد ومن هو محمد ؟ هو قائد الأمة وسيد المرسلين وخاتم النبيين فهل هناك شرف أعلى من هذا الشرف ؟ نعم هناك شرف أعلى من هذا وهو أن يصبح أسمه ذكرا وتلاوة وأجر إلى يوم الدين .
ومن هذا يتضح لنا أن ذكر الاسم كعلم في القرآن الكريم ليس لمجرد ذكر الأحداث أو الأماكن ولكن لننتبه له كثيرا وندرس ماذا يريد الله عز وجل منا .
ذكر أسم مصر في القرآن الكريم

ذكر الله عز وجل أسم مصر صراحة فى مواضع أجمع عليهم العلماء ومنها
الأول :سورة يوسف الآية 21
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًاۚ
ولننظر إلى هذه الآية ونقرأها بدون كلمة (من مصر) فهل سيتغير المعنى ؟ لا ولكن ذكرها الله عز وجل حتى يتضح لنا معنى تكملة الآية
وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِۚوَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)
نعم التمكين في الأرض يأتى من تواجد يوسف في مصر هل هناك بعد هذا التكريم تكريم ؟
ولعلى هنا أذكر قول الله عز وجل في سورة قريش

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)

رحلة الشتاء والصيف يعنى هنا رحلة اليمن والشام فلماذا لم يذكرهم ؟ ليس لقلة شأنهم ولكن لتعظيم من ذكر أسمه وامتداد دوره إلى يوم الدين .
الثاني : في سورة يوسف الآية 99
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)
ما أعجب هذا.. يذكر الله هنا مصر وقد ذكر أماكن كثيرة بلفظ المدينة أو القرية حتى مدينة القدس ذكرها بلفظ القرية في سورة البقرة الآية 58
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا
فلماذا؟
حتى يقول(إن شاء الله آمنين)
أو بعد هذا التكريم تكريم ؟.
الثالث : في سورة الزخرف الآية 51
وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِيۖأَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)
ولو أننا بحثنا في القرآن عن آية تتحدث عن فرعون وكفره وطاغوته لن نجد آيه تجمع بين أسم مصر وأسم فرعون وذلك حتى نعرف أنه لا يضر الدولة وجود حاكم ظالم بها ولا تؤخذ الأمم بجريرة حكامها .
ولكن فى هذه في الآية ينقل الله حديث فرعون بإقناعه للناس أنه إله فهو يكفيه حكم مصر وأن يورد الله عز وجل ذلك في كتابه فهو تكريم ما بعده تكريم .
وأخيرا فأنى قد قدمت هذا المبحث حبا في الدين وحبا في هذا البلد الذي إن نحبه ليس لشىْ إلا أنه يستحق هذا الحب وأكثر بكثير فما أكرمه الله في كتابه وأعزه فرض على كل مسلم حبه إجلاله .
وإن وفقت فهو من الله وأن أخطأت فهو من نفسي ومن الشيطان .

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

مصر في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: مصر في القرآن الكريم   مصر في القرآن الكريم Emptyالأحد مارس 28, 2010 2:06 am


فتوي بعدم صحة بعض ما جاء في ذكر مصر بالقرآن
والسؤال قرأت هذه الرسالة فما رايكم في هذا الموضع

كم مرة ذكرت مصر فى القرآن الكريم؟
ج : ذكرت مصر فى القرآن الكريم خمس مرات :
{اهبطوا مصراً فإنَّ لكم مَّا سألتم} (البقرة :61) .
{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوَّءا لقومكما بمصر بيوتاً} (يونس:87).

{وقال الذي اشتراهُ من مصر} (يوسف:21) .

{ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} (يوسف :99) .

{قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} (الزخرف:51) .

كم مرة ذكرت سيناء فى القرآن الكريم؟

ج:ذكرت سيناء فى القرآن الكريم مرتين :

{وشجرة تخرج من طورسيناء} (المؤمنون:20) .

{وطورسينين} (التين:2) .

ذكر مصر فى القرآن الكريم

ذكرت مصر فى القرآن الكريم فى ثمانيه وعشرين موضعا ،منها ما هو صريح فى قوله تعالىوَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَعَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُالأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراًفَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَاعَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61البقرة)

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَلاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًاوَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَيَعْلَمُونَ (يوسف 21).

فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (يوسف 99 )

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 87)

وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَيَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ( الزخرف 51)

و منها ما جاء بشكل غير مباشر فى قوله تعالى

قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ( يوسف55 )

وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ( القصص6)
و الأرض فى الآية هى مصر و قد ذكرت فى عشر مواضع باسم الأرض فى القرآن كما ذكرعبدالله بن عباس .

وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (القصص20)

أما ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذكر مصر

قوله صلى الله عليه و سلم
(ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم ذمه و رحما ) رواه مسلم.

و قوله صلى الله عليه و سلم (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير اجناد الأرض ، قال أبو بكر لم يارسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة ).

ذكر دعاء الأنبياء عليهم السلام لمصر

قال عبدالله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و خرابها ومن يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرض سهلة ذات نهر جارمادته من الجنه تنحدر فيه البركه و تمزجه الرحمه ، و رأى جبلا من جبالها مكسوا نورالا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمه ن فى سفحه أشجار مثمرة فروعها فى الجنه تسقى بماءالرحمه ، فدعا فى النيل بالبركة ، و دعا فى أرض مصر بالرحمه و البر و التقوى ،و بارك على نيلها و جبلها سبع مرات .

و قال : يأيها الجبل المرحوم ، سفحك جنه و تربتك مسك ، يدفن فيها غراسالجنه ،ارض حافظه مطيعه رحيمه ، لا خلتك يا مصر بركة ، و لازال بك حفظ ، ولا زال منكملك و عز . ( أورده السيوطى جزء 1 ص 20 نقلا عن بن زولاق )

أما دعاء نوح عليه السلام لها فقال عبدالله بن عباس " دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه و فى ذريته و أسكنه الأرض الطيبه المباركه التى هى أم البلاد و غوث العباد "

ذكر من ولد بمصر من الأنبياء و من كان بها منهم عليهم السلام

كان بمصر إبراهيم الخليل ، و إسماعيل ،وإدريس ، و يعقوب ، و يوسف ، و اثنا عشر سبطا . وولد بها موسى ، وهارون ، و يوشع بننون ،و دانيال ، و أرميا و لقمان

و كان بها من الصديقيين و الصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر فى القرآنفى مواضع كثيره و قال على بن أبى طالب كرم الله وجهه اسمه حزقيل ، و كان بها الخضر ،

آسيه امرأة فرعون و أم إسحاق ومريم ابنه عمران ، و ماشطه بنت فرعون .

من مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم اسماعيل و تزوج يوسف من زليخا ، و منها أهدى المقوقس الرسول عليه الصلاه و السلام ماريا القبطيه فتزوجها و أنجبت له إبراهيم .

و يذكر أنه لما أجتمع الحسين بن على مع معاويه قال له الحسين : إن اهل حفن بصعيد مصر و هى قريه ماريه ام إبراهيم فاسقط عنها الخراج إكراما لرسول الله ،فأسقطه .


أما عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقد كتب إلى عمرو بن العاص قائلا : أما بعد فإنى قد فكرت فى بلدك و هى أرض واسعه عريضه رفيعه ، قد أعطى الله أهلها عددا و جلدا و قوة فى البر و البحر ، قد عالجتها الفراعنه و عملوا فيها عملا محكما ، مع شدة عتوهم فعجبت من ذلك ، وأحب أن تكتب لىبصفة ارضك كانى انظر إليها ، و السلام .

فكتب إليه عمرو بن العاص قد فهمت كلامك و ما فكرت فيه من صفه مصر ،مع أن كتابى سيكشف عنك عمى الخبر ، و يرمى على بابك منها بنافذ النظر ، وإن مصرتربه سوداء و شجرة خضراء ،بين جبل أغبر و رمل أعفر ، قد أكتنفها معدن رفقها (أىعملها ) و محط رزقها ، ما بين أسوان إلى منشأ البحر ، ف سح النهر(تدفقه) مسرةالراكب شهرا ، كأن ما بين جبلها و رملهابطن أقب (دقيق الخصر)و ظهر أجب ، يخط فيهمبارك الغدوات ،ميمون البركات نيسيل بالذهب ، و يجرى على الزياده و النقصان كمجارىالشمس و القمر ، له أيام تسيل له عيون الأرض و ينابيعها مامورة إليه بذلك ن حتى إذاربا و طما و اصلخم لججه (أى اشتد) و اغلولب عبابه كانت القرى بما أحاط بها كالربا ،لا يتوصل من بعضها إلى بعض إلا فى السفائن و المراكب ، و لا يلبث غلا قليلا حتى يلمكأول ما بدا من جريه و أول ما طما فى درته حتى تستبين فنونها و متونها .

ثم انتشرت فيه أمه محقورة (يقصد أهل البلاد الذين استذلهم الرومان ) ، قد رزقوا على ارضهم جلدا و قوة ،لغيرهمما يسعون من كدهم (أى للرومان ) بلا حد ينال ذلك منهم ، فيسقون سها الأرض و خرابهاو رواسيها ،ثم ألقوا فيهمن صنوف الحب ما يرجون التمام من الرب ، فلم يلبث إلا قليلاحتى أشرق ثم أسبل فتراه بمعصفر و مزعفر يسقيه من تحته الثرى و من فوقه الندى ،وسحاب منهم بالأرائك مستدر ، ثم فى هذا الزمان من زمنها يغنى ذبابها ( أى محصولها )و يدر حلابها ( اللبن ) و يبدأ فى صرامها ( جنى الثمر ) ، فبينما هى مدرةسوداء إذاهى لجة بيضاء ، ثم غوطة خضراء ثم ديباجة رقشاء ، ثم فضه بيضاء ن فتبارك الله الفعاللما يشاء ، و إن خير ما اعتمدت عليه فى ذلك يا أمير المؤمنين ، الشكر لله عز و جلعلى ما أنعم به عليك منها ، فادام الله لك النعمة و الكرامة فى جميع أمورك كلها والسلام .

و قد ذكر الكثيرون من المسلمين الأوائل وغبرهم من فضائل و صفات مصر و أهلها الكثير و الكثير ، و ما يناله حاكمها من البركه و الرزق و الخير .

يا أرض مصر فيكمن الخبايا و الكنوز ، و لك البر و الثروة ، سال نهرك عسلا ، كثر الله زرعك ، و درضرعك ، و زكى نباتك ، و عظمت بركتك و خصبت ، و لا زال فيك يا مصر خيرا ما لم تتجبرىو تتكبرى ، أو تخونى ، فإذا فعلت لك عراك شر ، ثم يعودخيرك.

و فى التوراة ( مصر خزائن الأرض كلها ، فمن أرادها بسوء قصمه الله ).

أفدني افادك الله
وزادك الله من علمه وفضله
آمين
::


الجواب :

وجزاك الله خيرا

روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا في غزاة فَكَسَعَ رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين ، فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما بال دعوى جاهلية ؟ قالوا : يا رسول الله كَسَع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال : دعوها فإنها منتنة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتبرها من دعاوى الجاهلية ، عِلما بأن الانتساب إلى شيء محمود ، وهو الهجرة والنُّصْرَة : يا للأنصار .. يا للمهاجرين ..
فلا يجوز هذا التفاخر ؛ لأن من شأنه أن يُوجد العداوة والبغضاء ، وأن يُثير العنصريات .
ثم إن الأرض لا تُقدِّس أحدا !
روى الإمام مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ : أَنْ هَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ : إِنَّ الأَرْضَ لا تُقَدِّسُ أَحَدًا ، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الإِنْسَانَ عَمَلُهُ .

وأما قول : (فَضّل الله مصر على سائر البلدان) فليس بصحيح ؛ لأن الله فضّل مكة والمدينة والشام على سائر البِقاع .

وأما الاستدلال بقوله تعالى : (اهْبِطُوا مِصْرًا) فليس بصحيح ؛ لأن المراد به مِصْرًا مِن الأمصار ، أي : بَلَدًا مِن البلدان .
قال ابن عباس : (اهْبِطُوا مِصْرًا) قال : مِصْرًا مِن الأمصار .
قال البغوي في تفسيره : (اهْبِطُوا مِصْرًا) يعني : فإن أبَيْتُم إلاّ ذلك فانزلوا مِصْرًا مِن الأمصار، وقال الضحاك : هو مِصْر موسى وفرعون . والأول أصحّ ، لأنه لو أراده لم يَصْرِفه . اهـ .

ولا يصح الاستدلال بأن مصر هي المقصودة بالربوة في قوله تعالى : (وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) فإن أكثر أقوال المفسِّرين على أنه في أرض الشام .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : (ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) قال : أنهار دمشق .
وقال أبو هريرة : هي الرَّمْلَة .
وقال سعيد بن المسيب : هي دمشق .

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة عن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام : وقد آواهما الله إلى ربوة مكان مرتفع خصيب فيه استقرار وماء معين ظاهر ، تَرَاه العيون ، والمراد بذلك بيت المقدس مِن فلسطين ، رحمة من الله بهما ، ونِعْمة مِن الله عليهما . اهـ .

وكذلك لا يصح الاستدلال بقوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) ؛ لأن الله عزّ وجلّ قال في التمكين لبني إسرائيل : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) الحسن البصري وقتادة : يعني : الشام .
وفي قول : أنها مصر .
وذَكَر القرطبي أن الرواية تظاهرت أن بني إسرائيل سَكَنُوا الشام بعد الـتِّيه .

وقد زِيد في الحديث (فاستوصوا بقبطها خيرا) وهي بعض رواية الحاكم ، ولفظه عند مسلم : " إنكم ستفتحون أرضا يُذْكَر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما " .
وفي رواية له : إنكم ستفتحون مصر ، وهي أرض يُسَمّى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورَحِمًا - أو قال ذمة وصِهْرا - فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لَبنة فاخرج منها . قال : فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة ، فخرجت منها .
وليس فيه شيء مِن الفضائل إلاَّ الوصية بأهلها خيرا ، وقد أوصَى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرًا . والمقصود : الإحسان إليهم .

وأما حديث " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض " ، فهو حديث ضعيف ، وقد أورده العجلوني في " كشف الخفا " تحت رقم 2309
ومثله حديث " مصر كنانة الله في أرضه ، ما طَلَبَها عدو إلاّ أهلكه الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " : لا أصل له .

وما يُروَى عن أبينا آدم عليه الصلاة والسلام مِن أنه دعا لأرض مصر ، لا سبيل إلى إثباته وتحقيقه ، وهو إن رُوي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، فإن عبد الله رضي الله عنه عُرِف عنه الأخذ عن أهل الكِتاب ، وما يُؤخذ عن أهل الكِتاب لا يُصدّق ولا يُكذّب ، خاصة ما يكون مثل هذا . ويُقال مثله في االدعاء المنسوب إلى نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام .

وما يُذكَر عن أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فليس بِصحيح ؛ لأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في أرض الشام ، وإن كان دَخَل أرض مصر .
وإسماعيل عليه الصلاة والسلام كان في أرض الحجاز .
ويعقوب عليه الصلاة والسلام لم يكن في أول أمره في أرض مصر .

ولا يصح القول بأن (الخضر) في أرض مصر ؛ لأنه لو كان في أرض مصر ، لَمَا رَحَل إليه موسى عليه الصلاة والسلام ورَكِب البحر .

وقد يكون المدح والثناء لأهل زمن دون آخر ، مثل ما جاء في حقّ أهل اليمن ..
ومما ورد في فضل أهل اليمن قوله عليه الصلاة والسلام : أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً ، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ؛ الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ . رواه البخاري ومسلم .
وأكثر أهل العِلْم على أن ذلك لا يشمل كل أهل اليمن ، وإنما هو خاص بِمن كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما قارَبَه ممن نصروا الإسلام في أول الأمر .
قال النووي : قَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَوَاضِع هَذَا الْحَدِيث ، وَقَدْ جَمَعَهَا الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه ، وَنَقَّحَهَا مُخْتَصَرَة بَعْده الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلاح رَحِمَهُ اللَّه ، وَأَنَا أَحْكِي مَا ذَكَرَهُ . قَالَ : أَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ نِسْبَة الإِيمَان إِلَى أَهْل الْيَمَن ، فَقَدْ صَرَفُوهُ عَنْ ظَاهِره مِنْ حَيْثُ إِنَّ مَبْدَأ الإِيمَان مِنْ مَكَّة ثُمَّ مِنْ الْمَدِينَة حَرَسَهُمَا اللَّه تَعَالَى . فَحَكَى أَبُو عُبَيْد إِمَامُ الْغَرْب ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُ فِي ذَلِكَ أَقْوَالا
أَحَدُهَا : أَنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ مَكَّة فَإِنَّهُ يُقَال : إِنَّ مَكَّة مِنْ تِهَامَة ، وَتِهَامَة مِنْ أَرْض الْيَمَن .
وَالثَّانِي : أَنَّ الْمُرَاد مَكَّة وَالْمَدِينَة ، فَإِنَّهُ يُرْوَى فِي الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الْكَلام وَهُوَ بِتَبُوك ، وَمَكَّة وَالْمَدِينَة حِينَئِذٍ بَيْنه وَبَيْن الْيَمَن ، فَأَشَارَ إِلَى نَاحِيَة الْيَمَن ، وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدِينَة ، فَقَالَ : الإِيمَان يَمَان وَنَسَبهمَا إِلَى الْيَمَن لِكَوْنِهِمَا حِينَئِذٍ مِنْ نَاحِيَة الْيَمَن ، كَمَا قَالُوا الرُّكْن الْيَمَانِيُّ وَهُوَ بِمَكَّة لِكَوْنِهِ إِلَى نَاحِيَة الْيَمَن .
وَالثَّالِث : مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ كَثِير مِنْ النَّاس - وَهُوَ أَحْسَنُهَا عِنْد أَبِي عُبَيْد - أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ الأَنْصَار ؛ لأَنَّهُمْ يَمَانُونَ فِي الأَصْل ، فَنَسَب الإِيمَان إِلَيْهِمْ لِكَوْنِهِمْ أَنْصَاره .
قَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو رَحِمَهُ اللَّه : وَلَوْ جَمَعَ أَبُو عُبَيْد وَمَنْ سَلَكَ سَبِيله طُرُق الْحَدِيث بِأَلْفَاظِهِ كَمَا جَمَعَهَا مُسْلِم وَغَيْره ، وَتَأَمَّلُوهَا ، لَصَارُوا إِلَى غَيْر مَا ذَكَرُوهُ ، وَلَمَا تَرَكُوا الظَّاهِر ، وَلَقَضَوْا بِأَنَّ الْمُرَاد الْيَمَن ، وَأَهْل الْيَمَن عَلَى مَا هُوَ الْمَفْهُوم مِنْ إِطْلاق ذَلِكَ ؛ إِذْ مِنْ أَلْفَاظه أَتَاكُمْ أَهْل الْيَمَن وَالأَنْصَار مِنْ جُمْلَة الْمُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ فَهُمْ إِذْن غَيْرهمْ . وَكَذَلِكَ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " جَاءَ أَهْل الْيَمَن " ، وَإِنَّمَا جَاءَ حِينَئِذٍ غَيْر الأَنْصَار ، ثُمَّ إِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَهُمْ بِمَا يَقْضِي بِكَمَالِ إِيمَانِهِمْ ، وَرَتَّبَ عَلَيْهِ الإِيمَان يَمَان ، فَكَانَ ذَلِكَ إِشَارَة لِلإِيمَانِ إِلَى مَنْ أَتَاهُ مِنْ أَهْل الْيَمَن لا إِلَى مَكَّة وَالْمَدِينَة . وَلا مَانِع مِنْ إِجْرَاء الْكَلام عَلَى ظَاهِره ، وَحَمْله عَلَى أَهْل الْيَمَن حَقِيقَة ؛ لأَنَّ مَنْ اِتَّصَفَ بِشَيْءٍ وَقَوِيَ قِيَامه بِهِ ، وَتَأَكَّدَ اِطِّلاعه مِنْهُ ، يُنْسَب ذَلِكَ الشَّيْءُ إِلَيْهِ إِشْعَارًا بِتَمَيُّزِهِ بِهِ ، وَكَمَالِ حَاله فِيهِ ، وَهَكَذَا كَانَ حَال أَهْل الْيَمَن حِينَئِذٍ فِي الإِيمَان ، وَحَال الْوَافِدِينَ مِنْهُ فِي حَيَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي أَعْقَاب مَوْته كَأُوَيْسِ الْقَرْنِيِّ ، وَأَبِي مُسْلِم الْخَوْلانِيِّ ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ،
وَشِبْههمَا مِمَّنْ سَلِمَ قَلْبُهُ ، وَقَوِيَ إِيمَانه فَكَانَتْ نِسْبَة الإِيمَان إِلَيْهِمْ لِذَلِكَ إِشْعَارًا بِكَمَالِ إِيمَانهمْ ، مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون فِي ذَلِكَ نَفْيٌ لَهُ عَنْ غَيْرهمْ ، فَلا مُنَافَاة بَيْنه وَبَيْن قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِيمَان فِي أَهْل الْحِجَاز " . ثُمَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ الْمَوْجُودُونَ مِنْهُمْ حِينَئِذٍ لا كُلّ أَهْل الْيَمَن فِي كُلّ زَمَان ، فَإِنَّ اللَّفْظ لا يَقْتَضِيه . هَذَا هُوَ الْحَقّ فِي ذَلِكَ وَنَشْكُر اللَّه تَعَالَى عَلَى هِدَايَتنَا لَهُ . وَاَللَّه أَعْلَم . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الرِّدة ، وفَتَحُوا الأمصار ؛ فَبِهم نَفَّّس الرحمن عن المؤمنين الكُرُبات . اهـ .
ومما يدلّ على ذلك ما رواه الإمام أحمد من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة إذ قال : يطلع عليكم أهل اليمن ، كأنهم السَّحَاب ، هم خِيارُ مَن في الأرض ، فقال رجل مِن الأنصار : إلاَّ نحن يا رسول الله ؟ فَسَكَت . قال : إلاّ نحن يا رسول الله ، فَسَكَت . قال : إلاّ نحن يا رسول الله . فقال في الثالثة كلمة ضعيفة : إلاّ أنتم . رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني والبزّار وأبو يعلى .
وفي حديث عِمْرَان بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا بَنِي تَمِيمٍ أَبْشِرُوا . قَالُوا : بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ، فَجَاءَهُ أَهْلُ الْيَمَنِ فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْيَمَنِ اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ . قَالُوا : قَبِلْنَا . جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ . رواه البخاري .
قال ابن حجر : أي : اقْبَلُوا مِنِّي ما يقتضي أن تُبَشَّروا إذا أخذتم به بالجنة ، كالفِقْه في الدّين والعَمَل به . اهـ .
فهذا مما ختصّ به ذلك الجيل الحريص على التفقه في الدِّين ، لا أنها عامة في كل أهل اليمن . كما قال النووي .
ولا تشمل كل أهل اليمن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد كان في اليمن يهود ونصارى ومشركون ، وكان فيه من ادّعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل : الأسود العنسي .
وفي حديث ثوبان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ . رواه مسلم .
قال النووي : مَعْنَاهُ أَطْرُدُ النَّاس عَنْهُ غَيْر أَهْل الْيُمْن ، لِيَرْفَضَّ عَلَى أَهْل الْيُمْن ، وَهَذِهِ كَرَامَة لأَهْلِ الْيَمَن فِي تَقْدِيمهمْ فِي الشُّرْبِ مِنْهُ ، مُجَازَاة لَهُمْ بِحُسْنِ صَنِيعهمْ ، وَتَقَدُّمهمْ فِي الإِسْلام . وَالأَنْصَار مِنْ الْيَمَن ، فَيَدْفَعُ غَيْرهمْ حَتَّى يَشْرَبُوا كَمَا دَفَعُوا فِي الدُّنْيَا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْدَاءَهُ وَالْمَكْرُوهَات . اهـ .


والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
 
مصر في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ادعية القران الكريم مرتبه حسب ترتيبها فى القرآن الكريم
» خطوات حفظ القرآن الكريم
» الشيطان في القرآن الكريم
» الاعداد في القرآن الكريم
» القرآن الكريم بين الفرح والخجل !!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: القسم العام :: «۩۞۩ المنتدي العام ۩۞۩»-
انتقل الى: