مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: مبادئ علم التفسير ونشأته الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 11:16 am | |
| مبادئ علم التفسير
التعريف: لغة: التفسير تفعيل من الفسر وهو البيان والكشف ، ويقال هو مقلوب السفر تقول أسفر الصبح إذا أضاء ، وقيل مأخوذ من التفسرة وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض .
فالتفسير مأخوذ من الفسر الذي هو كشف المغطى أو إظهار المعنى المعقول وبين المادتين " الكشف " و " الإظهار " تلازم إلا أن الراغب الأصفهاني أضاف أن الفسر يكون في بيان المعنى المعقول .
واصطلاحاً : بيان كلام الله أو أنه المبين لألفاظ القرآن الكريم ومفهوماتها .
فقد عرفه بعض العلماء كما نقل ذلك السيوطي في كتابه الإتقان بأنه : علم نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وعبرها وأمثالها .
وقال الزرقاني في تعريفه للتفسير بقوله : هو علم يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية .
موضوعه : كلام الله . فائدته : التذكر والإعتبار ومعرفة هداية الله في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ليفوز الأفراد والمجاميع بخير العاجلة والآجلة .
فضله : قال الأصبهاني : أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن الكريم ؛ ذلك أن شرف الصناعة يكون إما بشرف موضوعها أو بشرف غرضها أو بشدة الحاجة إليها ، والتفسير قد حاز الشرف من الجهات الثلاث فموضوعه كلام الله تعالى ، والغرض منه الوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى ، وأما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية ، وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى .
وقال الطبري مبيناً فضل هذا العلم : اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية وبلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضا وللعالم به إلى سبيل الرشد هدى وأن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه وتنزيله الذي لا مرية فيه الفائز بجزيل الذخر وسنى الأجر تاليه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
نسبته : علم التفسير من العلوم بمنزلة الإنسان من العين والعين من الإنسان واضعه : النبي صلّى الله عليه وسلم كان أول مفسر لكتاب الله يبين للناس ما نزل على قلبه . اسمه : علم التفسير وسمي علم التفسير لما فيه من الكشف والتبيين واختص بهذا الاسم دون بقية العلوم مع أنها مشتملة على الكشف والتبيين لجلالة قدره ، وقصده إلى تبيين مراد الله من كلامه كان كأنه هو التفسير وحده دون ما عداه . استمداده : من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ . حكمه : وقد أجمع العلماء أن التفسير من فروض الكفايات وأجل العلوم الثلاثة الشرعية . نشأة علم التفسير وتطوره كان التفسير زمان الصحابة والتابعين يروى ويحفظ في الصدور ثم بعد عصر الصحابة والتابعين دُوّن الحديث الشريف متضمناً التفسير وكان ممن دوّنه: سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وآخرون .
ثم في أواخر عهد الأمويين بداية عهد العباسيين وضع التفسير لكل آية من القرآن الكريم على حسب ترتيب المصحف وتم ذلك على أيدي طائفة من العلماء منهم: ابن ماجه وابن جرير الطبري وغيرهم ومن بعد هؤلاء اختصرت الأسانيد . وفي العصر العباسي دُوّن التفسير بالرأي مع التفسير بالمأثور . أول من دوّنه: ولا نستطيع أن نُعيِّن بالضبط المفسر الأول الذي فسر القرآن الكريم آية آية ودونه على التتابع وحسب ترتيب المصحف ، لكن كانوا طائفة لا نستطيع التحديد بالضبط من هو أول من دوّنه منهم : ابن جرير الطبري وابن ماجه وابن حبان والحاكم .
عدل سابقا من قبل مسلم في الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 11:36 am عدل 1 مرات | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: مبادئ علم التفسير ونشأته الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 11:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {2} سورة يوسف وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44} سورة النحل { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً}(الفرقان/33)
علم التفسير إن أي بحث قرآني هو بحث يهمُّ المؤمن بالدرجة الأولى، فالمؤمن هو الذي تنفعه الذكرى وهو الذي يتقرب إلى الله تعالى من خلال تدبّر القرآن وكشـف عجائبه التي لا تنقضي. فالقرآن الكريم هو شفاء للمؤمنين، وعندما يرى المؤمن آية ومعجزة واضحة يزداد إيمانه ويقينه بالله عز وجل المقدمة
المقدمة إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيـم حميد فيه الهدى والشفاء، والرحمة والبـيان، والموعظة الحسنة والتبيان ومن هنا اجتمعت كلمة علماء الأمة على العناية بتفسيره، وبيانه ودراسته، تنوعت طرائقهم فـي عـرض علومه، واختلفت مشاريعهم في إيضاح مكنوناته، وكان المصدر الأول لعلم التفسير كلام الله سبحانه وتعالى الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة، فإن غايته التوصل إلى فهم معاني كلام الله سبحانه واستباط أحكامه ومعرفة مراده ليصار بذلك إلى السعادة الدنيوية والأخروية. ولما لكلام الله من قدسية، ولما يتوقف على تفسيره من نتائج هامة وأحكام تتعلق بأحوال الخلق، لم يكن علم التفسير بالعلم الذي يقوم دون اعتماد على دعائم أو استناد إلى علوم ومبادئ . ومن هنا بيّن العلماء أن التفسير يتوقف في معرفته على عدد من العلوم هي: [علم اللغة والنحو والصرف والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع والقراءات وأصول الدين وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص والناسخ والمنسوخ والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، إضافة إلى علم الموهبة الذي يورثه الله تعالى لمن يعمل بما يعلم من إخلاص النية وصحة الاعتقاد ولزوم سنن الدين وبدون تلك العلوم أو بعضها يخشى على من يتعرض للتفسير أن يَضل ويُضل]. علم التفسير. علم يخص تفسير القرآن علم التفسير أحد العلوم الشرعية الأساسية المتعلقة بالقرآن الكريم من حيث أنه يهدف إلى تحصيل القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة من كلام الحق سبحانه إضافة إلى تذكير المخلوق بحق الخالق، وتنبيه العابد للاستعداد إلى يوم المعاد، وتحذير الإنسان من مكائد الهوى والشيطان وغير ذلك، مما يحصله المؤمن نتيجة معرفته بتفسير كلام الله وإطلاعه على أسراره وخفاياه. والتفسير في اللغة إنما هو الإيضاح والتبيين، وقد جاءت كلمة التفسير في هذا المعنى في الآية الكريمة: { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً}(الفرقان/33) أي بياناً وتفصيلاً. مصادر علم التفسير أولاً القرآن الكريم :- لأن آيات القرآن الكريم يفسر بعضها بعضاً حيث قال الله تعالى وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً {14} سورة نوح وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14} سورة المؤمنون حيث أوضحت هذه الآيات مراحل خلق الإنسان ومراحل تطوره ثانياً السنة النبوية الشريفة:- توضح معاني القرآن الكريم وتشرح أحكامه كما قال سبحانه وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44} سورة النحل ثالثاً اللغة العربية:- والقرآن الكريم نزل بلغة العرب وكما قال سبحانه وتعالى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {2} سورة يوسف ونحن نعتمد في تفسير وفهم معاني آيات القرآن الكريم على معرفتنا باللغة العربية وأساليبها0 رابعاً الرأي والاجتهاد:- حيث أن الله تعالى أمرنا بتدبر القرآن الكريم والتفكير في معانيه فقال سبحانه أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً {82} سورة النساء ولقد طبق الصحابة رضوان الله عليهم والعلماء هذا الأمر باجتهادهم في تفسير كتاب الله0 شروط المفسر (1) أن يكون المفسر على علم واسع بالقرآن الكريم وعلومه0 (2) أن يكون المفسر عالما بالسنة النبوية الشريفة0 (3) أن يكون المفسر عالما باللغة العربية وأساليبها0 (4) أن يتصف المفسر بالتقوى والورع ولا يفسر القرآن عن هوىً ولا ينتصر لباطل ولا ينافق لظالم0 تعريف علم التفسير التفسير لغة: تدور مادته حول معنى الكشف مطلقا سواء أكان هذا الكشف لغموض لفظ أم لغير ذلك ، يقال فسرت اللفظ فسرا من باب ضرب ونصر، وفسرته تفسيرا شدد للكثرة إذا كشفت مغلقه التفسير اصطلاحا: كشف معانى القرآن وبيان المراد منه ، وهو أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره، وبحسب المعنى الظاهر وغيره ، والمقصود منه
التـأويـل تعرِيفه لغة: مأخوذ من أول الشيء أي رجعه، وأول الكلام وتأوله: قدّره، وفسّره . أما في الاصطلاح: فالتأويل عند السلف له معنيان: أحدهما: تفسير الكلام وبيان معناه، سواء وافق ظاهره أو خالفه. ثانيهما: هو نفس المراد بالكلام، فإن كان الكلام طلباً كان تأويله نفس الفعل المطلوب، وإن كان خبراً كان تأويله المخبر به نفسه. الفرق بين تفسير القرآن وتأويله الفرق بينهما أن التفسير: ما كان راجعاً إلى الرواية، وهو (التفسير بالمأثور)، والتأويل: ما كان راجعاً إلى الدراية وهو (التفسير بالرأي) المبني على قواعد اللغة العربية. وذلك لأن التفسير معناه الكشف والبيان0 وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل والترجيح يعتمد على الاجتهاد، ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب، واستعمالها بحسب السياق، ومعرفة الأساليب العربية واستنباط المعاني من كل ذلك . نشأة علم التفسير وتطوره ترجع نشأة التفسير إلى عهد الرسولَ صلى الله عليه وسلم، فلقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا التبس عليهم فهم آية من الآيات سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فيوضح لهم عليه الصلاة والسلام ما غمض عليهم فهمه وإدراكه. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبسُواْ إِيمَانَهُم بظُلْمٍ} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم نفسه! فَقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه {يَابُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وقد حرص الصحابة رضوان الله عليهم على تلقي القرآن الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه وتفسيره. عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان وعبد اللّه بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: "فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة ولم يكن تفسير القرآن الكريم يدوّن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كعلم مستقل بذاته، وإنما كان يروى منه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتعرض لتفسيره كما كان يروى عنه عليه الصلاة والسلام الحديث. ومضى عصر الصحابة رضوان الله عليهم على ما تقدم، ثم جاء عهد التابعين الذين أخذوا علم الكتاب والسنة عنهم وكل طبقة من هؤلاء التابعين تلقت العلم على يد من كان عندها من الصحابة رضوان الله عليهم، فجمعوا منهم ماروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديث، وما تلقوه عنهم من تفسير للآيات وما يتعلق بها فكان علماء كل بلد يقومون بجمع ما عُرف لأئمة بلدهم، كما فعل ذلك أهل مكة في تفسير ابن عباس رضي الله عنه وأهل الكوفة فيما روى عن ابن مسعود رضي الله عنه من روايات التفسير، ثم توالى بعد ذلك التدوين في التفسير إلى عصرنا الحاضر . أهمية التفسير لاشك أن علم تفسير القرآن من العلوم المهمة التي يجب على الأمة تعلمها وقد أوجب الله على الأمة فهم القرآن وتدبر معانيه، قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرءان أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهاَ} والله سبحانه وتعالى خاطب كل قوم بما يفهمونه، ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه، وأنزل كتابه بلغتهم، وقد نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، في وقت بلغ فيه العرب الغاية في الفصاحة والبلاغة وكان الصحابة يعرفون ظواهره وأحكامه، وأما دقائق معانيه وحقائق تأويله، فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والتأمل، وما كان يخفي عليهم منه أو يشكل عليهم فهمه كانوا يسألون عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يحتاجون إلى التفسير والتوضيح من الرسول صلى الله عليه وسلم وهمِ العرب الخُلّصْ الذين وصلوا الغاية في الفصاحة والبلاغة فإننا أشد حاجة إلى التفسير عما كانوا محتاجين إليه لقصورنا عنهم في العلم باللغة، وأساليبها، والبلاغة وأسرارها، والعلم بأسباب النزول، والفقه في الدين ومعرفة الحلال والحرام والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه أشهر المفسرين: وأجمع العلماء على أن أبرز المفسرين للقرآن من الصحابة الخلفاء الأربعة: [أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم] وأكثرهم تصدياً وتفسيراً هو علي كرم الله وجه الذي كان يقول: سلوني عن كتاب الله. فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم نهار. أم في سهل أم في جبل. ومن مفسري الصحابة المشهورين: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهم ـ الذي عرف بأنه ترجمان القرآن ورئيس المفسرين وحبر الأمة. وأما التابعون فأبرز من روى التفسير منهم مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وطاووس وعطاء بن أبي رباح، وهؤلاء أكثر ما رووه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقد روي التفسير عن ابن مسعود رضي الله عنه علقمة والأسود بن يزيد النخعي وعبيدة بن عمرو السلماني وعمرو بن شرحبيل. ثم جاءت الطبقة التالية من صغار التابعين ومن تابعي التابعين‘ فدونوا الروايات وميزوها عن علم الحديث، وظهرت في طبقتهم لأول مرة الكتب المتعلقة بالتفسير. يقال: إن عبد الملك بن جريج المتوفى عام 149هـ أول من جمع الأخبار المتعقلة بالتفسير في كتاب مستقل. وقد تطور تصنيف علم التفسير بعد ذلك فحذفت الأسانيد من جهة وضمت الروايات المتعددة من جهة أخرى إلى بعضها البعض وبدأ العلماء المفسرون باتخاذ منهج النقد للروايات. والتمييز بينها لقبول الصحيح ورد الضعيف ويعتبر تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري المتوفى عام 310 هـ . والمسمى (جامع البيان في تفسير القرآن) أعظم وأقدم تفسير وصل إلينا كاملاً. وهو بحسب شهادات العلماء المتخصصين من أعظم التفاسير وأجودها. ويقع في ثلاثين مجلداً من الحجم الكبير. أشهر التفاسير عند أهل السنة تفسير ابن عباس تفسير ابن كثير تفسير الطبري تفسير القرطبي تفسير الجلالين التفسير الكبير - فخر الدين الرازي تفسير روح المعاني - العلامة الألوسي
أنواع التفسير: ولقد تنوعت وتعددت كثيراً كتب التفسير حتى إنها لتكاد لا تقع تحت حصر، وذلك دليل على اهتمام وانشغال الأمة الإسلامية بكتاب ربها وبذلها لجهود كثيرة وحثيثة لشرحه من جوانب عديدة. ولقد حصر بعض العلماء كتب التفسير المعروفة في مجموعات بحسب تقسيمات علمية على النحو التالي: 1) التفسير بالمأثور: أي تفسير القرآن الكريم بالقرآن نفسه أو بالسنة النبوية أو بما نقل عن الصحابة الكرام، ثم بما نقل عن التابعين. ومن هذا القبيل تفسير الطبري، وتفسير بحر العلوم للسمرقندي، ومعالم التنزيل للبغوي، والدر المنثور للسيوطي، وتفسير ابن كثير. 2) التفسير بالرأي: وهو تفسير القرآن باجتهاد المفسر معتمداً على أسباب النزول ودلالة كلمات الآيات والناسخ والمنسوخ وغير ذلك من أدوات التفسير. ولا شك أن التفسير بالرأي إن لم يتقيد بشروط المفسر وضوابط التفسير كان مزلقاً خطراً وباباً مفتوحاً للتعصب، بل للخروج بكلام الله عن مراده. ولكن من الكتب المشهورة بالتفسير بالرأي، والمعروفة باستقامة أهلها وبتقيدهم العلمي وعدم خروجهم عن مستحسن الأقوال وسديد النهج تفسير مفاتيح الغيب للرازي، وأنوار التنزيل للبيضاوي، وروح المعاني للألوسي، ولباب التأويل للخازن. 3) وهناك كتب اعتنت بتفسير ألفاظ القرآن الكريم وبيان معنى مفرداته، ككتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني، وغريب القرآن للسجستاني. 4) وهناك كتب توجهت باهتمامها نحو الآيات المتعلقة بالأحكام الشرعية، مثل تفسير أحكام القرآن للشافعي، وأحكام القرآن لابن العربي، وأحكام القرآن للقرطبي. 5) وهناك تفاسير اعتنت بالاصطلاحات العلمية في عبارات القرآن، وهو ما يسمى بالتفسير العلمي الذي يربط بين القرآن وعلم الكون ، مثل تفسير طنطاوي جوهري المعاصر، ومثل ما كتبه في ذلك الغزالي أو السيوطي أو أبو الفضل المرسي في كتب شتى. 6) وهناك أخيراً التفاسير التي انصب اهتمامها على ما يتعلق بالعلوم العربية من نحو وبيان وبديع، أو ما في القرآن من إعجاز لغوي.
الخاتمة لكل ذلك ولأهمية هذا العلم بالنسبة للإسلام والمسلمين وحفاظاً على كتاب الله من أي لبس أو أخطاء وتشكيك وتضليل وانحراف في المضمون والمعني والرسالة فانه لا يجوز ترجمة القرآن الكريم إلى أي لغات أخرى ولكن يجوز ترجمته وتفسير معانيه لمساعدة غير العرب لفهم القرآن وتكون هذه الترجمة ليست قرآناً ولا يصح قرأتها في الصلاة، وكذلك لا يجوز الاعتماد في تفسير القرآن الكريم على الأخبار والروايات الموجودة عند الأمم الأخرى كاليهود تلك المعروفة الإسرائيليات يجب أن تخضع للبحث والفحص والنقد والتدقيق لأنها تحمل في كثير من الحيان ألفاظاً وخرافاتٍ وضلالاتٍ كثيرة بها التشويش والتشكيك في عقيد كتاب الله والعقيدة الإسلامية | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: مبادئ علم التفسير ونشأته الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 11:47 am | |
| [ مقدّمة في علم التّفسير ]
1- ما هي الطريقة المثلى لتفسير القرآن ؟
قال الحافظ ابن كثير : " أحسن الطرق في ذلك أن يفسّر القرآن بالقرآن ، فما أُجمِل في مكان ، قد بُسِط في موضـع آخر . فإن أعياك ذلك فعليك بالسنّة ، فإنّها شارحة للقرآن ، و موضّحة له ، قال الشافعـي : " كلّ ما حكم به رسـول الله صلّى الله عليه وسلّم فهم ممّا فهمه من القرآن " قال صلّى الله عليه وسلّم : " ألا و إنّي أوتيتُ القرآن و مثله معه ( يعني السنّة ) ألا يوشك رجل شبعان على أريكته ، يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه ، و ما وجدتم فيه من حرام فحرّمـوه ، ألا لا يحلّ لكم لحم الحمار الأهلي ، و لا كلّ ذي ناب من السّباع ... " الحديث . أخرجه أحمد و أبو داود عن المقدام بن معد يكرب . و من أئمة التفسير من السّلف : ابن مسعود – رضي الله عنه - قال : " و الذي لا إله غيره ، ما نزلت آية من كتاب الله إلا و أنا أعلم فيمن نزلت و أين نزلت ، و لو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منّي تناله المطايا لأتيته " ثمّ حبر الأمّة ، ترجمان القرآن : ابن عباس - رضي الله عنهما - . إذا لم تجد التفسير في القرآن و لا في السّنة ، و لا وجدته عن الصّحابة ، فقد رجع كثير من الأئمة إلى أقوال التابعين : كمجاهد ، فقد كان آية في التفسير . و كسعيد بن جبير و عكرمة مولى ابن عباس و عطاء بن أبي رباح و الحسن البصري و مسروق و سعيد ابن المسيّب و أبي العالية و الرّبيع بن أنس و قتادة و الضحّاك بن مزاحم . تنبيه :/ تُذكر أقوال هؤلاء في الآية الواحدة ، فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ ، يحسبها من لا علم عنـده اختلافا ، فيحكيـها أقوالا . وليس كذلك ، فإنّ منهم من يعبّر عن الشيء بلازمه أو بنظيره ، و منهم من ينصّ على الشيء بعينه ، والكلّ بمعنى واحد. و ليتفطّن اللّبيب لذلك " . قال الشيخ الألباني في ( كيف يجب علينا أن نفسّر القرآن ؟ ) : " فأوّل ما يفسّر به القرآن الكريم ، هو : القرآن مع السّنة ، وهي أقوال و أفعال و تقريرات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، ثمّ بعد ذلك : بتفسير أهل العلم ، وعلى رأسهم : أصحاب النّبي صلّى الله عليه و سلّم ، وفي مقدّمتهم : عبد الله بن مسعود ، وذلك لقِدم صحبته للنّبي صلّى الله عليه و سلّم من جهة ، و لعنايته بسؤاله عن القرآن ، و فهمه و تفسيره من جهة أخرى . ثمّ ابن عباس ، فقال فيه ابن مسعود :" إنّه ترجمان القرآن " ثمّ أيّ صحابي بعدهم ثبت عنه تفسير آية ، و لم يكن هناك خلاف بين الصحابة ، نتلقّى حينذاك التفسير بالرضا و التّسليم و القبول . و إن لم يوجد : وجب علينا أن نأخذ عن التابعين الذين عُنوا بتلقّي التّفسير من أصحاب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم : كسعيـد ابن جبير و طاوس ونحوهم ممّن اشتهروا بتلقي تفسير القرآن عن بعض أصحاب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، وبخاصّة ابن عباس كما ذكرنا " .
2 – التفسير بالرأي
قال الترمذي في ( جامعه ) : " و رُوي عن بعض أهل العلم من أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم وغيرهم أنّهم شدّدوا في هذا ، في أن يُفسّر القرآن بغير علم . و أمّا الذي رُوي عن مجاهد و قتادة و غيرهما من أهل العلم : أنّهم فسّروا القرآن ، فليس الظن بهم أنّهم قالوا في القرآن أو فسّروه بغير علم أو من قِبل أنفسهم ، وقد رُوي عنهم ما يدلّ على ما قلنا :أنّهم لم يقولوا من قِبل أنفسهم بغير علم . عن قتادة قال : " ما في القرآن آية إلا و قد سمعتُ فيها شيئا " [ صحيح الإسناد : ( صحيح سنن الترمذي للشيخ الألباني ) ] . و عن الأعمش قال : قال مجاهد : " لو كنتُ قرأتُ قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن ممّا سألتُ " [ إسناده صحيح ] . قال أبو بكر الصدّيق : " أيّ أرض تقلّني و أيّ سماء تظلّني إذا قلتُ في كتاب الله بما لا أعلم " [ نقله ابن كثير في تفسيره ] .
وعن يزيد بن أبي يزيد قال : " كنّا نسأل سعيد بن المسيّب عن الحلال و الحرام ، و كان أعلم النّاس ، فإذا سألناه عن تفسير آيـة من القرآن سكت ، كأن لم يسمع " . قال ابن كثير :" وهذا محمول على التفسير بالرأي ، أمّا النّقل فلا حرج ، بل يجب ( من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار ) [ أخرجه أحمد و الأربعة و الحاكم عن أبي هريرة – مرفوعا - ] .
والقرآن : فإنّ منه ما استأثر الله بعلمه ، ومنه ما علمه العلماء ، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها ، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله ". تنبيه :/ رُويت أحاديث في باب النّهي عن تفسير القرآن بالرأي ، يُكثر النّاس من ترديدها و الاستدلال بها ، لذا تعيّن الإشارة إليها و بيان ضعف أسانيدها ، و هي الآتية ألفاظها : 1 – " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النّار " رواه الترمذي عن ابن عباس مرفوعا ،وسنده ضعيف [ انظر ضعيـف سنن الترمذي ، رقم : 569 ] . 2 – " اتّقوا الحديث عنّي إلا ما علمتم ، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النّار ، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النّار " أخرجه الترمذي عن ابن عباس مرفوعا . [ و هو في ضعيف سنن الترمذي برقم : 570 ] . 3 – " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ "رواه أبو داود عن جندب مرفوعا [ انظر ضعيف سنن أبي داود ، رقم : 789 ]
3 – طبقات المفسّرين
قسّم صاحب الإتقان المفسّرين إلى طبقات ، هي : أ – طبقة الصحابة :فقال :" اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة و ابن مسعود و ابن عباس و أُبي بن كعب و زيد ابن ثابت و أبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير . و الرواية عن الخلفاء نزرة جدا ، وكأنّ السّبب في ذلك تقدّم وفاتهم . و أمّا هذه التّفاسير الطوال التي أسندوها إلى ابن عباس ، غير مرضية ، و رواتها مجاهيل . و تفسير مقاتل بن سليمان : فمقاتل في نفسـه ضعّفوه ، و فيه من المذاهب الرديئة . و أوهى الروايات عن ابن عباس : طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، فإن انضمّ إلى ذلك رواية محمد بن مروان السّدي الصّغير ، فهي سلسلة الكذب . قال الشافعي : لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيـه بمائة حديث " . ب – طبقة التابعين : قال شيخ الاسلام ابن تيمية :" أعلم النّاس بالتفسير أهل مكة ، لأنّهم أصحاب ابن عباس ،كمجاهد و عطاء ابن أبي رباح و عكرمة مولى ابن عباس و سعيد بن جبير و طاوس و غيرهم . و كذلك في الكوفة أصحاب ابن مسعود . و علماء أهل المدينة في التفسير مثل : زيد بن أسلم الذي أخذ عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد و مالك بن أنس . و من أبرز هؤلاء مجاهد ، لذا أخذ عنه الشافعي و البخاري .قال سفيان الثوري : ( خذوا التفسير عن أربعة : عن سعيد بن جبير و مجاهد و عكرمة و الضحاك) فهم قدماء المفسرين ، و غالب أقوالهم تلقوها عن الصحابة " .
4 – المؤلفات في التفسير
بعد طبقة التابعين ألّفت تفاسير تجمع أقوال الصحابة و التابعين كتفسير سفيان بن عيينة و وكيع بن الجراح ويزيد بن هارون و آدم ابن أبي إيّاس و إسحاق بن راهويه و روح بن عبادة و عبد الرّزاق و عبد بن حميد و أبي بكر بن أبي شيبة . و بعدهم ابن جرير الطبري و كتابه أجلّ التفاسير و أعظمها ، ثمّ ابن أبي حاتم و ابن ماجة و الحاكم و ابن مردويه و أبو الشيخ ابن حبّان و ابن المنذر ، إلاّ أنّ ابن جرير يتعرّض لتوجيه الأقوال و ترجيح بعضها على بعض ، و الإعراب و الاستنباط ، فهو يفوقـها بذلك . ثمّ أَلّفت في التفسير خلائق ، فاختصروا الأسانيد ، و نقلوا الأقوال بترا ، فدخل من هنا الدخيل ، و التبس الصّحيح بالعليـل ، ثمّ صار كلّ من يسنح له قول يورده ، ومن يخطر بباله شيء يعتمده ، ثمّ ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ، ظانّا أنّ له أصلا ،غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السّلف . ثمّ صنّف بعد ذلك قوم برعوا في علوم ، فكان كلّ منهم يقتصر في تفسيره على الفنّ الذي يغلب عليه : فالنّحوي تراه ليس له همّ إلاّ الإعراب ، و تكثير الأجوبة المحتملة ، ونقل قواعد النّحو و مسائله و فروعه و خلافياته ، كالزجاج
و الواحدي في البسيط ، و أبي حيّان في البحر و النهر . و الإخباري ليس له شغل إلاّ القصص و استيفائها ، و الإخبار عمّن سلف ، سواء كانت صحيحة أو باطلة ،كالثعلبي . و الفقيه يكاد يسرد فيه الفقه من باب الطهارة إلى أمهات الأولاد ، و ربما استطرد إلى إقامة أدلّة الفروع الفقهية التي لا تعـلّق لها بالآية ، و الجواب عن أدلّة المخالفين ، كالقرطبي و ابن العربي . وصاحب العلوم العقلية ، خصوصا الإمام فخر الدّين الرازي قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة . قال أبو حيّان في البحر : " جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة ، لا حاجة بها في علم التفسير " . و لذلك قال بعض العلماء : " فيه كلّ شيء إلاّ التفسير " . و المبتدِع ليس له قصد سوى تحريف الآيات و تسويتها على مذهبه الفاسد ، بحيث متى لاح له شاردة من بعيد اقتنصها ، أو وجد موضعا له في أدنى مجال سارع إليه . قال البلقيني : " استخرجتُ من الكشّاف ( للزمخشري ) اعتزالا بالمناقيش " . و قال صاحب كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون : " ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ، و لا نقل عن السّلف ، و لا رعاية للأصول الشرعية و القواعد العربية ، كتفسير محمد بن حمزة الكرماني ، سمّاه : [ العجائب و الغرائب ] ضمّه أقوالا ، هي عجائب عند العوام ، و غرائب عمّا عهد عن السّلف ، بل هي أقوال منكرة ، لا يحلّ الاعتقاد عليها ، و لا ذكرها إلاّ للتحذير ، كقول من قال : ( لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به ) إنّه الحبّ و العشق ، و قول الرافضة : ( يأمركم أن تذبحوا بقرة ) أنّـها عائشة ، و قول بعضهم في : ( من ذا الذي يشفع ) أنّ معناه : من ذلّ ذي ( للنّفس ) يشفَ عِ . سئل البلقيني عمّن فسّر بهـذا ، فأفتى بأنّه ملحد . و أمّا كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير ، قال ابن الصلاح في فتاواه :" وجدتُ عند الإمام الواحدي أنّه قال : صنّف السّلمي حقائق التفسير ، إن اعتقد أنّ ذلك تفسير ، فقد كفر " . وقال التفتازاني :" سميت الملاحدة باطنية ، لادّعائهم أنّ النّصوص ليست على ظواهرها ، بل لها معانٍ باطنة " .
5 – أحسن المؤلفات في التّفسير
قال صاحب الإتقان : " فإن قلتَ : فأيّ التفاسير ترشد إليه و تأمر النّاظر أن يقول عليه ؟ قلتُ : تفسير الإمام أبي جعفر بن جرير الطبري ، الذي أجمع العلماء المعتبرون على أنّه لم يؤلَّف في التّفسير مثله " . قال النووي : " كتاب ابن جرير في التّفسير لم يصنِّف أحد مثله " .
6 – الإسرائيليات في التّفسير
قال ابن كثير : " الإسرائيليات أنواع ثلاثة : نوع : علمنا صحّته ممّا بأيدينا ، فذاك صحيح . و نوع : علمنا كذبه ممّا عندنا ممّا يخالفه . و نوع ثالث : ما هو مسكوت عنه ، فهذا هو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلّم : " لا تصدّقوا أهل الكتـاب و لا تكذّبوهـم و قولوا : ( آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إليكم ) " و هذا لمّا كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية و يفسّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ذلك . رواه البخاري عن أبي هريرة . و قال صلّى الله عليه و سلّم أيضا : " بلّغوا عنّي و لو آية ، و حدّثوا عن بني إسرائيل و لا حرج ، و من كذّب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النّار " أحمد و البخاري و الترمذي عن ابن عمرو . وغالب هذا النوع الثالث ممّا لا فائدة فيه ، كأسماء أهل الكهف ، و لون كلبهـم ، و أسماء الطيـور التي أحياها الله لإبراهيـم ، و تعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة ، و نوع الشجرة التي كلّم الله منها موسى إلى غير ذلك ممّا أبهمه القـرآن ، ممّا لا فائدة من تعيينه تعود على المكلّفين في دينهم و لا دنياهم . ولهذا قال تعالى في قصّة أصحاب الكهف و في عددهم : ( فلا تمارِ فيهم إلا مراء ظاهرا ) أي : لا تجهد نفسك مما لا طائل تحته ، و لا تسألهم عن ذلك ، فإنّهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب . فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف ، و أنّ ذلك ينقل عن الأهم [ كبحث بعضهم في النّملة التي كلّمت سليمان : هل ذكر هي أم أنثى ؟ و في طول الحبل الذي ألقي معه الدلو في بئر يوسف ، و هكذا ... ] .
7 – فضيلة علم التّفسير
أ – روى أبو عبد الرحمن السّلمي عن ابن مسعود قال : " كنّا نتعلّم من رسول لله صلّى الله عليه و سلّم العشر ، فلا نجاوزها إلى العشر الآخر حتى نعلم ما فيها من العلم و العمل " أخرجه الطبري ، و سنده صحيح . ب – و روى قتادة عن الحسن ، أنّه قال : " ما أنزل الله آية إلاّ أحبُّ أن أعلم فيمَ أنزلت ، و ماذا عني بها " . ج – و قال إيّاس بن معاوية : " مثل من يقرأ القرآن و من يعلم تفسيره أوْ لا يعلم ، مثل قوم جاءهم كتاب من صاحب لهم ليلا ، و ليس عندهم مصباح ، فتداخلهم لمجيء الكتاب روعة ، لا يدرون ما فيه ، فإذا جاءهم المصباح عرفوا ما فيه " .
8 – قرّاء الصحابة
أ – روى الشيخان عن ابن عمر – مرفوعا - : " استقرؤوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، و سالم مولى حذيفـة ، و أُبي بن كعب ، و معاذ بن جبل " . ب – و أخرج الترمذي و الحاكم عن ابن عمرو – مرفوعا - :" خذوا القرآن من أربعة : من ابن مسعود ، و أُبي بن كعـب ، و معاذ بن جبل ، و سالم مولى أبي حذيفة " . ج – و أخرج الحاكم و ابن ماجه عن أبي بكر و عمر – مرفوعا -: " من أحبّ أن يقرأ القرآن غضا كما أنـزل ، فليـقرأ على قراءة ابن أم عبد ( ابن مسعود ) " . | |
|
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: مبادئ علم التفسير ونشأته الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 9:40 pm | |
| | |
|
soft مشرف عام
عدد المساهمات : 2125 نقاط : 5953 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 20/05/2011
| موضوع: رد: مبادئ علم التفسير ونشأته الأحد مايو 22, 2011 10:40 pm | |
| | |
|