ليس كل الشعراء يتبعهم الغاووون

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }مقدمة
الشعراء يتبعهم الغاوون!
هذه المقولة كثير منا يرددها ، دون أن يعيها .
فعند قول أحدهم : فلان شاعر ، تراه يجيب على الفور : الشعراء يتبعهم الغاوون .
لست أدرى ما سبب هذا ؟ ، هل كل شاعر غاو؟
بالطبع لا ، فليس كل شاعر غاويا ، بل هناك من الشعراء من هم غاوون ، ومن هم عكس ذلك ، فلماذا نقطع بالقول :الشعراء يتبعهم الغاوون ؟ لأن قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون).
فقد فهمنا من هذا الجزء من الآية ما قد أوردناه ،وقد سّلم به الكثيرون بلا إ دراك، لأنه لم يكمل الآية ليعرف من المستثنون من هؤلاء الشعراء ؟
فالمقصود بالغاوين ، شعراء المشركين الذين نالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجاء ومسوه بالأذى ، ولم يتركوه من شرهم ، وعدائهم له ومن سار على نهجهم إلى أن تقوم الساعة .

والآن نورد هذه الآية كاملة لنرى مدى الصحة فيما قلناه.

قال تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون . .ألم تر أنهم في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لا يفعلون . إلا الذين آمنوا وعملواالصالحات ، وذكروا الله كثيراً ، وانتصروا من بعد ما ظلموا).لقد كان في الإسلام ، أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم شعراء من المسلمين ينتصرون له ويجيبون المشركين عنه كحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيهم (هؤلاء النفر أشد على قريش من نَضح النبل) وقال صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت (اهجهم يعني قريشاً فوالله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في غلس الظلام اهجهم ومعك جبريل روح القدس وألق أبابكر يعلمك تلك الهنات)

و بعد إكمالنا الآية التي اتضحت وضوح الشمس في كبد السماء ، وعرضنا لبعض أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم وعرفنا من الشاعر؟ وما مكانته في الإسلام ؟

فهل نقول بعد الآن ، الشعراء يتبعهم الغاوون بدون استثناء ؟
افَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125
هدفنا الاسمي مرضاة الله ورسوله
لننال الأجر والثواب في الدنيا والآخرة
وَ اللهُ وليُّ التوفيق ..