سبحان الله كلمة دائما ما نقولها وخاصة عندنا فى مصر واليوم وأنا أقرا وجدت شئ خطير
كم ما يدار حولنا من تزيف الحقائق ونحن نردد بلا وعى وفهم وهى كلمة قراقوش واليكم
الموضوع - - -
براءة قراقوش
بقلم/ حسام أحمد فاروق
ظللت فترة طويلة - و غيري كثير - أعتقد أن قراقوش كان حاكماً ظالماً نظراً لما يتداوله الناس من قولهم (حكم قراقوش) حينما يصفون حكماً معيناً أو حاكماً بالظلم.
إلا أن هذه النظرة إلى قراقوش تغيرت منذ فترة وجيزة حينما قرأت عن شخصيته فما وجدت إلا كل خير فتعجبت من هذه النظرة الراسخة في عقولنا منذ فترة.. فآثرت أن ألقي الضوء على هذه الشخصية العظيمة وأن أوضح لماذا ترسخت لدينا فكرة خاطئة عن قراقوش المفترى عليه.
من هو قراقوش؟
هو أحد قواد بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي وكان من أخلص أعوانه ومن أقربهم إليه, وكان قائداً مظفراً, وكان جندياً أمينا ً, و كان مهندساً حربياً منقطع النظير.
وكان مثالاً كاملاً للرجل العسكري, إذا تلقى أمراً أطاع بلا معارضة ولا نظر ولا تأخير, وإن أمر أمراً لم يرض من جنوده بغير الطاعة الكاملة بلا اعتراض ولا نظر ولا تأخير.
وكان أعجوبة في أمانته, لما أحس الشيعة – الملقبون بالفاطميين – بقرب زوال ملكهم, شرعوا يعبثون بنفائس القصر ويحملون منها ما يخف حمله ويغلو ثمنه.
وكان القصر مدينة صغيرة, كدس فيها الخلفاء الفاطميون خلال قرون من التحف والكنوز والنفائس, ما لا يحصيه العد, ولو أن عشرة لصوص أخذوا منه ما تخفي الثياب, لخرج كل منهم بغنى الدهر ولم يحس به أحد.
فوكل صلاح الدين قراقوش بحفظ القصر, فنظر فإذا أمامه من عقود الجواهر والحلي النادرة والكؤوس والثريات، والبسط المنسوجة بخيوط الذهب، مالا مثيل له في الدنيا.
هذا فضلاً عن العرش الفاطمي، الذي كان فيه من أرطال الذهب ومن نوادر اليواقيت والجواهر، ومن الصنعة العجيبة ما لا يقوم بثمن.
وكان في القصر فوق ذلك من ألوان الجمال في المئات والمئات من الجواري المتحدرات من كل أمم الأرض، ما يفتن العابد.
فلا فتنه الجمال، ولا أغواه المال، ووفى الأمانة حقها، ولم يأخذ لنفسه شيئا ً ولا ترك أحداً يأخذ منها شيئاً.
وهو الذي أقام أعظم المنشآت الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين.
وما قلعة المقطم في مصر إلا أثر من آثار قراقوش.
بل إن رأيتم سور القاهرة، الذي بقي من آثاره إلى اليوم ما يدهش الناظر فاعلموا أن الذي بني السور وأقام فيه الجامع وحفر البئر العجيبة في القلعة هو قراقوش.
ولما وقع الخلاف بين ورثة صلاح الدين وكادت تقع بينهم الحروب، ما كفهم ولا أصلح بينهم إلا قراقوش.
ولما مات العزيز الأيوبي، وأوصى بالملك لابنه المنصور وكان صبياً في التاسعة من عمره، جعل الوصي عليه والمدبر لأمره قراقوش.
فكان الحاكم العادل، والأمير الحازم، أصلح البلاد، وأرضى العباد.
ولعلنا نتساءل:
إذا كانت صورة قراقوش ناصعة البياض هكذا فكيف تم تغيير هذه الصورة حتى وصلت إلينا مشوهة المعالم مطموسة الحقيقة؟
إنها جريمة الأدب.. فقد أساء رجل يدعى (ابن ممّاتي) إلى قراقوش فألبسه وجهاً غير وجهه الحقيقي.
وابن ممّاتي هذا كاتب بارع، وأديب طويل اللسان، كان موظفاً في ديوان صلاح الدين، وكان الرؤساء يخشونه ويتحامونه، ويتملقونه بالود حيناً وبالعطاء حيناً.
ولكن قراقوش وهو الرجل العسكري الذي لا يعرف الملق ولا المداراة لم يعبأ به ولم يخش شره.
ولم يدر أن سن القلم أقوى من سنان الرمح وأن طعنة الرمح تجرح الجرح فيشفى أو تقتل المجروح فيموت.
أما طعنة القلم فتجرح جرحاً لا يشفى، ولا يريح من ألمه الموت.
فألف ابن ممّاتي رسالة صغيرة سماها (الفافوش في أحكام قراقوش) ووضع هذه الحكايات المكذوبة ونسبها إليه، وصدقها الناس ونسوا التاريخ.
ومات قراقوش الحقيقي وعاش قراقوش الفافوش.. وبقي الناس ينسبون كل حكم جائر إلى (حكم قراقوش).
فهل عرفنا الحقيقة أم أننا سنظل دائما ًمخدوعين بالحرب الإعلامية التي تشوه الحسن وتحسن القبيح؟!
وكم ظلم التاريخ والاعلام والكاذبين كثير وكثيرمن العظماء مثل عمرو بن العاص وهارون الرشيد ومحمد الفاتح وبن زنكي وكثير
فيجب علينا الا نردد ما نسمع من الامور حتى لا نقع فى المحظور