جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: المحافظة علي الطاعة الأحد سبتمبر 12, 2010 5:40 am | |
| المحافظة علي الطاعة
من أعظم النعم التي امتن الله بها علي الإنسان أن وفقه لصيام شهر رمضان وأعانه علي قراءة القرآن والقيام وإخراج الصدقات وكل أنواع الطاعات.. فإن وفق المؤمن لاغتنام هذه الأجواء الإيمانية في شهر رمضان..
فاتقي الله وعاش التقوي, فتخلي عن السيئات وتحلي بالإيمان وتجلي لله بالخشوع في شهر فإن هذه النعم تستوجب من الإنسان أن يشكر الله أن وفقه الله لها.. ولكن للأسف قليل من الناس الذي يؤدي شكر نعم الله تعالي.. قال تعالي وقليل من عبادي الشكور). فالبعض يعتقد أن شكر الله لا يكون إلا علي نعم الدنيا وهذا فهم خاطئ لمفهوم الشكر.. فنعمة الهداية أعظم وأجل النعم التي تستوجب الشكر.. يقول الشيخ أحمد ترك إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية: المسلم يفرح يوم فطره ويحمد الله ويشكره علي إتمام الصيام ويكون ذلك باللسان والقلب والجوارح.. فلسان المرء يعرب عما في قلبه, فإذا امتلأ القلب بشكر الله لهج اللسان بحمد ربه والثناء عليه وجعل الإنسان لسانه رطبا بذكر الله من تسبيح واستغفار وقراءة القرآن.. وبالقلب بالرضا بما قسمه الله له.. وبالجوارح بالمداومة علي بعض الأعمال الصالحة التي هي من جنس الأعمال التي كان يعيشها في رمضان وإن كانت قليلة.. والنبي صلي الله عليه وسلم يقول أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل).. فإذا كان صيام رمضان انتهي فهناك صيام الست من شوال.. فمن صامهما فكأنما صام الدهر, وهناك صيام الاثنين والخميس, والأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري, وهناك يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم وصيامه سبب لتكفير ذنوب السنة الماضية, وصيام يوم عرفة وهو يوم التاسع من ذي الحجة وصيامه يكفر سنتين, ماضيه ومستقبله, وهناك صوم شهر الله المحرم وشعبان.. وإذا كانت صلاة التراويح انتهت فهناك قيام الليل, وإذا كانت زكاة الفطر انتهت فهناك الصدقات, والفقراء الآن كثيرون ويحتاجون إلي من يعطف عليهم ويساعدهم.. فالفقراء موجودون طوال العام وليس في رمضان فقط, وإذا كان الإنسان يحرص علي مساعدة الناس ويكف الأذي عنهم في الشهر الكريم فيجب أن يكون علي هذه الحالة طوال العام وليس في رمضان فقط.. فرب رمضان هو رب باقي الأيام.. كما يجب علي الإنسان المؤمن أن يصنع مناخا للعبادة والتقوي في بيته كأن يقود أهله وأولاده إلي الخير كأن يحافظ علي الصلاة ومدارسة القرآن والمواظبة علي سماع بعض دروس العلم.. أما الذين ينساقون وراء شهواتهم وغرائزهم وينساقون وراء شياطين الأنس والجن.. فهؤلاء ما أدوا حق الله وما شكروا نعمة الله عز وجل أن وفقهم لصيام هذا الشهر الكريم.. وهذا عين الكفران بالنعمة. وأوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم كان أكثر الناس شكرا لله عز وجل فكان يقيم الليل حتي تتفطر رجلاه فقالت له عائشة رضي الله عنها يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال: يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا, وكان النبي صلي الله عليه وسلم يوصي معاذ بأن يدعو الله أن يعينه علي شكره فقال صلي الله عليه وسلم له: يا معاذا أوصيك أن لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. فالشكر أعظم عطاء يعطي الإنسان وكانوا يسمون الشكر(الحافظ) لأنه يحفظ النعم الموجودة و( الجالب) لأنه يجلب النعم المفقودة.. فمن سنن الله أن الشكر يزيد النعمة قال تعالي لئن شكرتم لأزيدنكم).. ومن أركان الشكر الاعتراف بأن الله هو صاحب الفضل فيما وصلنا إليه من طاعة وعبادة قال تعالي ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك).. فالإنسان عندما يوفق لشكر الله فهذه نعمة تحتاج إلي شكر آخر لأن الإنسان لا يشكر الله إلا بتوفيق من الله عز وجل.. وعندما يوفق الإنسان للشكر فإن الله يفتح له أبواب الخير من حيث لا يحتسب. صون الجوارح .. ومن شكر الله علي صيام شهر رمضان أن نصون جوارحنا.. فنصون اللسان عن معصية الله.. فنصونه فنبتعد عن الغيبة والنميمة واللغو والرفث والوقوع في أعراض الناس ونكف الأذي عن الآخرين.. أما الذي يعصي ربه فما شكر الله وما أناب إليه.. وما عرف حق هذا الشهر العظيم.. هذا ما أكده الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف الذي قال: شهر رمضان يعلمنا التقوي ويعلمنا الامتثال لأمر الله وذلك بترك الطعام والشراب والشهوة.. فإذا كان المرء يجاهد نفسه طوال الشهر الكريم ليمتثل أمر الله.. فهل يليق به أن يعصيه بعد نهاية هذه الطاعة.. فلقد خرج المؤمن بزاد من هذا الشهر ألا وهو التقوي.. قال تعالي يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون).. فلابد للمرء المسلم أن يحافظ علي هذه التقوي بشكر ربه وباجتناب معاصيه.. فالمؤمن حقا يخرج من شهر رمضان وقد تعود لسانه علي الذكر والتسبيح والطاعة وقراءة القرآن.. ويجب أن يستمر اللسان علي هذه الحالة بعد رمضان فيكون لسانه دائما رطبا بذكر الله وبقراءة القرآن فلا يتكلم إلا بخير.. أما أن يخوض بلسانه في أعراض الناس فما نفعه صيامه في شيء.. وما تعلم من صيامه شيئا وما أدي شكر نعمة أن وفقه الله لصيام هذا الشهر الفضيل.. ولعل هذا المعني في قول النبي صلي الله عليه وسلم رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش, ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب). لأنه يصوم عادة فإذا أنقضي الشهر خاض بلسانه كما يخوض الخائضون ولقد كان شهر رمضان مربيا ومعلما للمرء علي صون اللسان.. فمن ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم).. فشكر هذه الطاعة أن يعود المرء نفسه أن يحفظ لسانه.. فرب كلمة قالها الإنسان جلبت له سخط الله. وأوضح أن من صون الجوارح صون النفس عن أكل الحرام.. فشهر رمضان علمنا أن نترك الحلال من الطعام والشهوة لكي يسهل علينا ترك الحرام.. وإذا كنا قد تعبدنا لربنا بترك الحلال في رمضان.. فهل نقترف الحرام بعد رمضان.. فمن شكر النعمة أن يصون المرء نفسه عن معصية الله وأن يتجنب أكل الحرام.. ويتقي مواطن الشبهات في مطعمه وملبسه وفي حياته كلها.. فرب لقمة من حرام باعدت بينه وبين ربه وردت عليه أعماله فلا يقبل منه صيام ولا قيام لأن مطعمه حرام ومشربه حرام, ومنها حفظ العين بأن يغض الطرف عما حرم الله عليه.. فالنظرة سهم مسموم من سهام الشيطان كما علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.. فهذا السهم يمحو بشاشة الطاعة ويذهب حلاوة العبادة التي كانت في شهر رمضان.. فمن شكر النعمة أن يغض المرء بصره ابتغاء رضا الله عز وجل عليه ومن صون الجوارح أيضا.. كف الأذي عن الناس.. فالبعض ممن صام رمضان لا يكف أذاه عن خلق الله ويؤذي جيرانه فيضيع عمله ويحبط أجره.. ولو كان شاكرا لربه علي هذه الطاعة لخرج من رمضان ذليلا منكسرا وتخلق بأخلاق النبي صلي الله عليه وسلم فيعامل الناس بالحسني ويتجاوز عن زلاتهم ويتحمل أذاهم ويعطف علي الفقراء والمساكين ويساعد المحتاجين ويمشي في مصالح الناس.. فلقد ذكر عند النبي صلي الله عليه وسلم امرآة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في النار),.. فما نفعها الصيام بشيء لأنها كانت تؤذي عباد الله, فالمرء المسلم يحافظ علي هذه العبادة نقية طاهرة خالصة لربه بأن يجتنب معصية الله وبأن يصون جوارحه ولسانه عما حرم الله حتي يقبل الله عز وجل منه هذه الطاعة ويجعله من عباده المقبولين. الصدق في العبادات
الصادق في طاعة الله لا يتغير ولا تتبدل طاعته.. فمن دخل رمضان وهو عازم النية علي التوبة وعدم العودة إلي المعاصي والذنوب فإن الله سيعينه.. والصدق في طاعة الله دليل تعلق قلب الإنسان بربه ودليل علي شكر الله علي نعمه الكثيرة الي لا تعد ولا تحصي.. ونحن لا نطالب الإنسان أن نكون بعد رمضان كما كنا في رمضان فهذا شيء صعب!! فأيام رمضان لها ميزة وطاقة خاصة, ولكن نريد أن نأخذ من هذه الطاقة والقدرة الرمضانية ما يعيننا علي الثبات بعد رمضان هذا ما أكده الدكتور مصطفي مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر الذي قال: من الطبيعي أن يأتي علي الإنسان فترات يفتر فيها.. فلا يمكن لإنسان أن يظل في درجة واحدة من الاجتهاد فالنفس تنشط وتكسل, والقلوب لها إقبال وإدبار, فأحيانا تجد النفس مقبلة علي الله حتي يود الإنسان ألا ينقطع عن العبادة وأحيانا تثقل عليه الفرائض. في حالة فتوره يجب ألا يترك واجبا ولا يعمل محرما.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لكل عمل شرة( قوة ونشاط), ولكل شرة فترة, فمن كانت فترته إلي سنتي فقد أفلح, ومن كانت إلي غير ذلك فقد هلك.. أي من كان في حال فتوره علي غير سنة النبي صلي الله عليه وسلم فقد هلك. ولقد شبه الله تعالي من أقلع عن ذنب ثم عمل صالحا ثم عاد إلي الذنب مرة ثانية كامرأة غزلت غزلا وصنعت منه ثوبا, فلما اكتملت أطرافه وأعجبها, جعلت تقطع الخيوط وتفتلها خيطا خيطا بلا سبب فقال سبحانه( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا). وأوضح أن الإنسان حتي يكون صادقا في طاعة الله فيجب عليه أن يحاسب نفسه.. فالإنسان إذا حاسب نفسه كل يوم علي تقصيره في حق الله ولام نفسه علي معصيته لله فإنه حري به أن يستمر علي الطاعة ويبتعد عن المعاصي.. وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو من هوـ يحاسب نفسه كل يوم وكان يقول حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ومحاسبة النفس مهمة في تجديد الإيمان قال تعالي يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد). وأشار إلي أن البيئة المحيطة من أهم الأسباب التي تجعل الإنسان لا يحافظ علي الطاعة بعد رمضان.. فالإنسان ابن بيئته فمن رأي إقبال الناس في رمضان وحرصهم علي الطاعة ومسارعتهم إليها فإنه ينشط ويقبل علي العبادة ثم إذا رأي ضعفهم وفتورهم بعد رمضان فإنه يعود لارتكاب المعاصي.. لذلك يجب علي الإنسان أن يحرص علي صحبة الأخيار.. فمجالسة الصالحين تربية وبناء ومجالسة الطالحين إفساد وهدم وكم من صبي أو شاب ساء خلقه وارتكب المعاصي والذنوب بسبب صاحبه ورفيقه. وأكد أن نسيان الموت سبب لعدم الاستمرار علي الطاعة وعدم الصدق مع الله.. فالغفلة عن الموت تؤدي إلي تعلق الإنسان بالدنيا وزينتها وتسويف التوبة والتكاسل عن الطاعات.. ورسولنا الكريم صلوات الله عليه يقول أكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت). وتذكر الموت يردع الإنسان عن ارتكاب المعاصي ويلين القلب القاسي ويذكر بالآخرة ويعين علي القيام بالطاعات ويساعد علي سرعة التوبة. عمرو جمال يعمد كثير من الأئمة في خطب العيد إلي تذكير الناس بمآسي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ــ وما أكثرها هذه الأيام ــ من تشريد, وفقر, وحرب, ودمار, وأطفال قد تيتموا, ونساء قد ترملوا. كما يعمد كثير من الناس في يوم العيد إلي زيارة قبور أهليهم وذويهم من الأموات, ولسان حالهم يقول نحن نفتقد وجودكم بيننا اليوم, فتتقلب عندهم المواجع وتزداد الأوجاع ويعودون إلي منازلهم وقد خيم الحزن عليهم, وأصبح يوم الفرح حزنا وغما. الدكتور محمد عبد رب النبي الأستاذ بكلية أصول الدين ــ جامعة الأزهر يوضح: أن من الحكمة القول والفعل المناسب في الوقت المناسب, وكما يقال لكل مقام مقال, ويبدي تعجبه من التذكير بمثل هذه الأمور في مثل ذلك اليوم, يوم الفرح والسرور, وما الذي يمكن لمسلم يعيش بعيدا عن هذه المآسي أن يفعله حال سماع الخطبة, أكثر من الدعاء الصادق لإخوانهم, ومساعدتهم ودعمهم قدر الاستطاعة! ويؤكد أن الحزن مذموم شرعا ولم يأت نصا واحدا بمدحه, فقد نهي الله رسوله الكريم عن الحزن بوجه عام, فقال تعالي( لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم), فالنهي عن الأسي وهو الحزن, أما النهي عن الفرح فالمقصود به هو البطر في حالة تجاوز حدوده. والحزن لون من ألوان الشقاء, الذي لا فائدة من ورائه لأنه علي شيء قد مضي, ولا يمكن رد شيئا من قضاء الله وقدره, وكان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم: وأعوذ بك من الحزن. ولا يصح أن نبخل علي عامة الناس أن يفرحوا في يوم قد أذن الله فيه بالفرح, وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأذن للصحابة أن يفرحوا فيه, وإذا كان أي إنسان لا يقبل من أحد أن يذكره في يوم فرحه بمأساته, فكيف إذا كانت الفرحة لعامة الأمة! | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: المحافظة علي الطاعة الأحد سبتمبر 12, 2010 4:45 pm | |
| الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي بها نعمة الحمد لله الذي جعلنا من امة خير البشر وخاتم المرسلين محمد صلي الله عليه وعلي اله وصحبه وسلم تسليما كثير اخي في الله جلال كل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال من علامات قبول الطاعة ان تلحقها طاعة فاذا ارادت ان تعرف ان الله تقبل عملك فانظر هل انت علي طاعة ام لا والحمد لله ان ايام دهرنا بها من منشطات الطاعة ومكفرات الخطايا الكثير الجمعة الي الجمعة والصلاة الي الصلاة ورمضان الي رمضان كل هذه الايام مكفرات لما بينهم من الذنوب اذا اجتنبت الكبائر كل هذا الاوقات والعشر الاوائل من ذي الحجة وما اخفي الله ساعة الاستجابه يوم الجمعة ولا موعد ليلة القدر الا لنجتهد في العبادة ونتحري تلك السعادة وتلك العبادات ولكي نحافظ علي طاعتنا هناك ثلاثة امور اولها الالحاح علي الله ان يوفقك للطاعة وفي كل توجه تلح على الله أن يوفقك إلى الطاعة، لأن الطاعة عطية من الله سبحانه وتعالى، لا يحسنها كل إنسان، لذلك جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم، أن معاذ بن جبل كان عند النبي فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ” أحمد5/244(22119) “يا معاذ إني أحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة (أي بعد كل صلاة) اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”، دعاء يسير حفظه على النفوس والقلوب، غير أن خيره عظيم وكبير، وهو هدية النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحبه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أن علماء الحديث رحمهم الله تعالى قد سموا هذا الحديث بالحديث المسلسل بالمحبة. كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقبل رمضان يقول ( اللهم سلمنا لرمضان وسلمه منا حتى ينقضي وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا” الديلمي 1/486(1987 ) اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان منا وتسلمه منا متقبلا. سلمنا رمضان أي بلغنا رمضان، وسلم همتنا حتى يأتي رمضان ونحن في همة للعبادة، وسلم رمضان منا أي احفظ رمضان من أن نسيء الأدب مع عطاياك فيه، وتقبله منا أي تقبل منا واعطنا همة حتى نهاية الشهر ويختتم الشهر وقد قبلت منا. فالأمر الأول هو الإلحاح على الله، لأن العبادة هذه همة، النشاط همة والطاعة عطية من الله عز وجل.
الأمر الثاني حفظ الأعضاء عن المحرمات، حفظ البصر والسمع يحرس عينه من أن تنظر إلى ما حرم الله، ما لا يرضي الله عز وجل، وأذنه من أن تستمع إلى ما لا يرضي الله من الغيبة والنميمة والكلام الفاحش، ولسانه من أن ينطق بما لا يرضي الله من النيل في الناس والإساءة إليهم والتعدي عليهم ونقل الكلام السيء بين الناس والافتراء، إذا صان الإنسان عينه وسمعه ولسانه صين قلبه، حفظ قلبه". الأمر الثالث الذي يشحن طاقتنا الإيمانية ويعيننا على الطاعة هو حضور القلب مع الله تعالى، و أن يحرص كل واحد منا أثناء العبادة أن يكون حاضر القلب مع الله، فيجاهد الإنسان نفسه على الحضور في العبادات، وإذا أخذ كلام الله ليقرأ لا يجعل أخذه لكلام الله تعالى مجرد حروف يقرأها، يمسك المصحف ومرتب لنفسه أن يقرأ جزئين كل يوم أو ثلاثة أو حتى جزءاً واحداً، تراه حاملاً المصحف ينظر وصلنا إلى ربع الحزب؟ نصف الحزب؟ ثلاثة أرباع؟ لا.. هذه الصفحة لا يوجد بها ربع حزب، ثلاثة أرباع الحزب، ها.. خلصنا الحزب، ما هكذا ينبغي أن يقرأ كلام الله عز وجل، ينبغي للفرد أن يربط قلبه بالحضور مع العبادة.
وعن طريقة السلف الصالح في تلاوة كتاب الله يقول " كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعون ومن بعدهم من السلف الصالح، إذا أخذ أحدهم كتاب الله، إذا أخذ المصحف ليقرأ استشعر الهيبة في قلبه، ويستشعر الواحد منهم أن الذي يكلمه هو الله، هو يقرأ بصوته هو لكن الذي يخاطبه في هذا الكلام هو الله، هذا كلام الله سبحاته وتعالى، لهذا كان عكرمة رضي الله عنه، إذا أخذ المصحف ونظر إلى الحروف تأخذه الهيبة والإجلال لله عز وجل، ويقول “كلام ربي.. كلام ربي.. كلام ربي” وقد يخر مغشياً عليه قبل أن يقرأ، دموعه تسيل قبل أن يبدأ بالقراءة، لأنه يستشعر ويحس ويذوق أن الذي أمامه هو كلام الله سبحانه وتعالى. فتكلف الحضور، والحضور يحتاج إلى مجاهدة، أول يوم وثاني يوم وثالث يوم ورابع يوم وعاشر يوم، (”وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” العنكبوت:69 ) “الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، الله سبحانه وتعالى وعد الذين يجاهدون أنفسهم بالحضور مع الله أن يهديهم إلى المسلك الصحيح. وأخيراً أن يجعل أحدكم لنفسه حداً لا ينقص عنه، فإن وجد نشاطاً وهمة زاد عليها، زاد على هذا الأمر من صلاته وتعبده، لأن هذا يحفظ على الإنسان معنى الاستمرار. والصحبة الصالحة التي تساعده على ذلك، نسأل الله لنا ولكم التوفيق منقول من خطبة للحبيب الجعري بتصرف | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: المحافظة علي الطاعة الأربعاء نوفمبر 24, 2010 9:07 pm | |
| بقلم: الشيخ سعد فضل
مضت علينا مواسم ربانية بأيامها ولياليها المباركة الميمونة، شاهدةً لنا أو علينا، فطوبى لمن كانت هذه الأيام شاهدةً له وشفيعةً، وويل لمن ذهبت وهي شاهدةٌ عليه- حجةً عليه- يوم القيامة. السعيد من كانت هذه الأيام في ميزانه يوم القيامة؛ درجات وحسنات عند الله، والسعيد حقًّا من أُعتقت رقبتُه من النار، وويلٌ لامرئ مضت هذه الأيام وهذه النفحات عليه، ولكنه لم يستفِد منها شيئًا لقلبه وروحه ولم يتزوَّد بالمعاني الربانية والأخروية، والأخلاقية التي تكون قوةً وزادًا له في طريقه إلى الآخرة وإلى رضوان الله تعالى.. علامات للمقبولين وعلامات للمردودين هناك علامات للمقبولين وعلامات للمردودين: علامة المقبول أن يستمر في الطاعة بعد الطاعة، وعلامة المردود أن ينتكس بعد مواسم الخير والطاعة. المقبول عند الله من ظلَّ رباطه مع الله موصولاً، لم يغلق باب الطاعة.. موصولاً بالمصحف يتلوه، موصولاً بالمسجد حريصًا على الجُمَع والجَماعات. أما المردود المخذول فهو الذي تراه بعد مواسم الخير والطاعات قد انقطعت صلته بربه.. بالمصحف.. بالمسجد، وأصبح في وادٍ آخر، حتى الفرائض يكاد يتكاسل عنها!!. ومن علامات قبول الطاعات أن تجد صدرَك منشرحًا بالمواصلة بعد هذه الأيام المباركة، وهذا من ثواب الحسنة ومن عاجل بشرى المؤمن. والثواب ليس في الآخرة فقط! هناك ثواب للحسنات والطاعات؛ أن تحفِّزَك الطاعة إلى ما بعدها, وتدفعَك الحسنة إلى حسنة بعدها, ويدفعك الاهتداء إلى مزيدٍ منه, كما قال تعالى: ﴿وَيَزِيْدُ اللهُ الَّذِيْنَ اهْتَدَوا هُدًى..﴾ (مريم: من الآية 76)، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِيْنَ اهتَدَوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ (محمد: 17). عواقب السيئات أما السيئة، فمِن عواقبها أنها تضيف إليها سيئةً أخرى، والعياذ بالله, وأن يظل رصيدُك من السيئات يزداد حتى تزداد الظلمة على قلبك, وتزداد نُكت السواد على القلب حتى يمتلأ سوادًا وظلامًا، والعياذ بالله، وهذا هو الران الذي ذكره الله تعالى بقوله: ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوْبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُوْنَ﴾ (المطففين: 14). مداومة العمل الصالح إن المداومة على العمل الصالح شعار المؤمنين.. بل ومن أحب القربات إلى الله رب العالمين، كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "اكْلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل" (صحيح) وكان إذا عمل عملاً أثبته؛ أي داوم عليه وواظب عليه، وكان صلى الله عليه وسلم إذا فاته شيءٌ من صلاة الليل لنوم أو مرض صلاّه من النهار اثنتي عشرة ركعة. | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: المحافظة علي الطاعة الأربعاء نوفمبر 24, 2010 9:09 pm | |
| فضل المداومة على الطاعات وإليكم أحبتي الكرام أهم الثمار والفضائل للمداومة على العمل الصالح الذي يُرضي المولى عز وجل: أولاً: تكون سببًا لطهارة القلب من النفاق واتصاله بربهوالقلب هو الأصل كما قال أبو هريرة (رضي الله عنه): القلب ملك الأعضاء, والأعضاء جنوده, فإذا طاب الملك طابت جنوده, فبعلاج القلب يصلح البدن كله، وبفساده يفسد البدن كله، كما جاء في الصحيح: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". ويقول الإمام ابن القيم- رحمه الله-: "الأعمال تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب لا بكثرتها وصورها.."، ولذا يقول المعصوم صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (صحيح). فإذا استنار القلب بنور الإيمان أقبلت وفودُ الخيرات إليه من كل جانب، فينتقل صاحبه من طاعة إلى طاعة، ومن أعظم علامات صحة القلب وطهارته مداومة صاحبه على العمل الصالح مع شعوره بالتقصير وخوفه ألا يتقبَّل الله منه، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِيْنَ يُؤتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوْبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ (المؤمنون: 60). ثانيًا: أنها سبب لمحبة الله لعبدهمن ثمار المداومة على العمل الصالح فروضه ونوافله أنها تكون سببًا لمحبة الله لعبده؛ يقول عز وجل في الحديث القدسي الجليل: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ من أداء ما افترضته عليه, ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه, فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، وإن استعاذ بي أعذته". ثالثًا: أنها سبب للنجاة من المصائب والشدائدومن أعظم ثمار المداومة على العمل الصالح أنها سببٌ للنجاة من المصائب والشدائد, فمن حرص على العمل الصالح في وقت الرخاء ما تخلَّى الله عنه في وقت الشدة؛ فقد جاء في وصية النبي الغالية لابن عباس رضي الله عنهما: "يا غلام، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن" فقال: بلى، فقال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، أو قال: أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة, إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله؛ فإن العباد لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك, جفت الأقلام, وطويت الصحف" (حسن). رابعًا: أنها سبب لحسن الخاتمة والفوز بالجنةيقول الحافظ بن كثير: لقد أجرى الكريم عادتَه بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِثَ عليه، فلا يزال المؤمن يجاهد نفسه على طاعة الله حتى يختم له بحسن الخاتمة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِيْنَ جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِيْنَ﴾ (العنكبوت: 69)، وقال سبحانه: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِيْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِيْ الآخِرَةِ﴾ (إبراهيم: من الآية 27)، وفي الحديث الصحيح عن أنس أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله"، قيل: وكيف يستعمله؟ قال: "يوفقه إلى عمل صالح ثم يقبضه عليه" (أحمد والترمذي). أحبتي في الله : إذا وفقنا الله للعمل الصالح وداومْنا عليه قُبضنا عليه، وعلى نفس الطاعة نُبعث إن شاء الله عز وجل. بشرى من الملائكة عند الموتيقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)﴾ (فصلت)، وهذه الآية بشرى للمؤمنين أصحاب النصح والولاء الذين قالوا "ربنا الله"، ثم استقاموا على الطريق إليه بالإيمان والعمل الصالح، يكلف الله بهم الملائكة، يفيضون على قلوبهم الأمن والطمأنينة، ويبشرونهم بالجنة، ويتولَّونهم في الحياة الدنيا والآخرة، والاستقامة على قول "ربنا الله"، والاستقامة عليها بحقوقها وحقيقتها- شعورًا في الضمير، وسلوكًا في الحياة، والصبر على تكاليفها- أمرٌ ولا شكَّ كبيرٌ وعسيرٌ، ومن ثم يستحق هذا الإنعام الكبير صحبة الملائكة، وولاءهم ومودتهم. | |
|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: المحافظة علي الطاعة الأربعاء نوفمبر 24, 2010 9:10 pm | |
| أسباب معينة على العمل الصالح أولاً: الاستعانة بالله عز وجل أن من أعانه الله فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول، فلنطلب العون من الله أن يسدِّدَنا ويوفقَنا ويعيننا على العمل الصالح الذي يُرضيه؛ عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذه بيده وقال "يا معاذ، إني والله لأٌحبك؛ فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (صحيح)، فاطلبوا العون من الله أن يعينكم على العمل الصالح الذي يُرضيه. ثانيًا: القصد والاعتدال من الأسباب المعينة على المداومة على العمل الصالح القصد والاعتدال في الطاعات، بلا إفراط أو تفريط؛ فخير الأُمور الوسط، وقد حذَّر النبي- صلى الله عليه وسلم- من الغلوِّ والتشدُّد؛ لأن الإنسان لا يظهر عليه؛ فقد جاء عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال فيما رواه أبو هريرة "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" (صحيح). وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد مرةً فرأى حبلاً ممدودًا بين ساريتين، فقال: "ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلَّقت به، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "لا.. حلُّوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد" (صحيح). ثالثًا: صحبة الأخيار ومن الأسباب العظيمة أيضًا صحبة الأخيار، الذين يعينونك على الطاعة لله عز وجل؛ لأن الإنسان قد ينشط إذا رأى إخوانه من حوله على طاعة الله، فقد يشعر بالخجل من نفسه إذا رآهم في طاعة وهو مقصر، فاصطحِبوا الأخيار والأطهار وأهل الفضل والصلاح، الذين إذا رأيتموهم ذكَّرتكم رؤيتهم بالله عز وجل وبطاعته؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر" (حسن). فصاحِبوا مفاتيح الخير؛ ليفتح الله قلوبَكم لحبِّه وذكرِه، وانصرفوا عن مفاتيح الشر، الذين يغلقون قلوبكم عن طاعة الله وعن حبه وذكره. نماذج مضيئة تعالوا بنا أحبتي لنعيش في أسطر معدودة مع أنموذجين جليلين من أصحاب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لنتعرف كيف يبشر بعضهم بالجنة وهو لا يزال يعيش في هذه الحياة الدنيا؛ فهذا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- فيما أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا"من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَن اتبع منكم اليوم جنازة؟ قال: أبو بكر: أنا، فقال: من عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعن في رجل إلا ودخل الجنة" (صحيح). وهذا بلال بن رباح، ذلكم العبد الحبشي الذي رفعه الإسلام إلى درجة عالية، حتى قال- صلى الله عليه وسلم- يومًا كما جاء في الحديث الصحيح "يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني سمعت دُفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة، فقال ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهَّر طهورًا في ساعة بالليل أو النهار إلا صليتُ بذلك الطهور، ما كُتِبَ لي أن أصلي". فلنبذل كلَّ ما في وسعنا لنستثمر ما تقربنا به إلى الله في مواسم الطاعات الفائتة ولنجعلها بدايةً وانطلاقًا نحو الله والقرب منه والاستعانة به وليكن شعارنا: "وعجلتُ إليك ربِّ لترضى". إنها المداومة على الأعمال الصالحة التي تُرضي العليَّ الأعلى سبحانه وتعالى، جعلنا الله وإياكم من المحسنين المستقيمين على الصالحات، ومِمَّن يُبشَّرون عند الموت بجنة ورضوان ورب راضٍ غير غضبان، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وصلى الله على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين. | |
|