الدنيا سجن المؤمن

شرح حديث :الدنيا سجن المؤمن و سَنَتُه فإذا فارق الدنيا فارق السجن و السَّنَة .

روى الإمام مسلم و غيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :

{ الدنيا سجن المؤمن و سَنَتُه فإذا فارق الدنيا فارق السجن و السَّنَة }

معنى هذا الحديث أن الدنيا بالنسبة للمؤمن الكامل أي التقي الذي يؤدي الواجبات و يجتنب

المحرمات ، يلتزم أداء ما فرض الله عليه و اجتناب ما حرّم الله عليه ، بالنسبة لهذا المؤمن ،

الدنيا كأنها سجن و قحط و محل و جَدْب ، فإذا فارق هذا المؤمن الدنيا كأنه فارق السجن

و السَّنة أي كأنه فارق السجن إلى الانطلاق و فارق القحط إلى الرخاء .

المؤمن التقي إذا خرج من الدنيا خرج إلى النعيم ، هذا القبر الذي نخافه نحن الآن ، بالنسبة

له روضة من رياض الجنة ، الله تبارك و تعالى يمنع عنه كلَّ هامّة من هوامّ الأرض و يجعل له

في قبره من هواء الجنة و رائحتها و يوسَّع قبره و يُملأ خضرة و نورًا و هناءً و سُروراً ،

هذا القبر الذي هو في نظر الناس كحالته حين حُفر بقعة ضيقة يوسعه الله تعالى عليه سبعين

ذراعًا في سبعين ذراعًا ، أي طوله سبعون و عرضه سبعون ، و بعض الناس قد يوسع

قبرهم أكثر من ذلك إلى مدّ البصر ، قدرة الله تبارك و تعالى ليست محصورة على حسب

أوهامنا و تقديراتنا بل قدرته صالحة لكل شىء .

فالإنسان المؤمن بعد خروجه من هذه الدنيا يكون في نعيم عظيم بحيث لو أنه عرض عليه أن يرجع

إلى الدنيا و يكون هو مالك الدنيا شرقها و غربها لا يحب أن يرجع إلى الدنيا ، لأنه ذاق

شيئاً لم يذقه قبل ذلك من النعيم و الراحة ، لا يشتهي الرجوع ، إلا الشهيد ، شهيد المعركة

فإنّه لما رأى من كرامة الشهادة عند الله ، يشتهي أن يعود إلى الدنيا فيقاتل في سبيل الله

فيُقتل مرة ثانية إلى أكثر من ذلك ، يشتهي ذلك من عُظم ما امتلأ قلبه من الإعجاب

بكرامة الشهداء عند الله ، أما ما سوى الشهيد فلا يحب الرجوع إلى الدنيا و لو أُعطي

الدنيا و ما فيها .

فنسأل الله تعالى أن يخرجنا من هذه الدنيا سالمين غانيمن و أن يرزقنا

الشهادة في سبيله و الحمد لله رب العالمين .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حكمه قالها الشيخ كشك رحمه الله " تسطر بماء الذهب"

ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية ..
وذقت المرارات كلها فلم أجد أمرّ من الحاجة إلى الناس
ونقلت الحديد والصخر فلم أجد أثقل من الدين ..

اعلم إن الدهر يومان يوما لك ويوم عليك
فان كان لك فلا تبطر وان كان عليك فاصطبر
فكلاهما سينحسر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» المؤمن والنخلة
» ربيع المؤمن
» سلاح المؤمن
» عجبا لامر المؤمن
» حال المؤمن و الكافر عند البلاء