صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما.

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما. Empty
مُساهمةموضوع: وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما.   وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما. Emptyالجمعة يونيو 03, 2011 8:50 am

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فهذه جملة من الأحاديث والأقوال وفتاوى كبار العلماء بأن وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما.

قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَاأَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَاقَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلرَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) ..[الإسراء:24،23].



كيف يكون البر بالوالدين؟

سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: كيف يكون البر بالوالدين؟ وهل تجوز العمرة عن أحدهما رغم أنه أداها من قبل؟

فأجاب فضيلته: "إن البر بالوالدين يعني الإحسان إليهما بالمال والجاه والنفع البدني، وهو واجب. وعقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وهو منع حقهما، والإحسان إليهمافي حياتهما معروف، وكما ذكرنا آنفاً يكون بالمال والجاه والبدن؛ وأما بعد موتهمافيكون برّهما بالدعاء لهما والاستغفار لهما، وإنفاذ وصيتهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا صلة لك بها إلا بهما. هذه خمسة أشياء من بر الوالدين بعد الموت.

أما الصدقة عنهما فهي جائزة، ولكن لا يقال للولد تصدق، بل يقال إن تصدقت فهو جائز، وإن لم تتصدق فالدعاء لهما أفضل؛ لقول النبي: (إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، وعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). فذكرالنبي الدعاء بمقام التحدث عن العمل، فكان هذا دليلاً على أن الدعاء للوالدين بعد موتهما أفضل من الصدقة عنهما، وأفضل من العمرة لهما، وأفضل من قراءة القرآن لهما، وأفضل من الصلاة لهما؛ لأن النبي لا يمكن أن يعدل عن الأفضل إلى المفضول؛ بل لابد أن يبين عليه الصلاة والسلام ما هو الأفضل ويبين جواز المفضول، وقد بيّن في هذا الحديث ما هو الأفضل. أما بيان جواز المفضول فإنه جاء في حديث سعد بن عبادة حين استأذن النبي أن يتصدق عن أمه، فأذن له، وكذلك الرجل الذي قال: يا رسول الله، إن أمي افتُلتت نفسها - أي ماتت بغتة - وأظنها لو تكلمت لتصدقت، فهل أتصدق عنها؟ قال: (نعم).

المهم أنني أشير على أن يكثر من الدعاء لهما بدلاً عن أداء العمرة أوالصدقة أو ما أشبه ذلك؛ لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبي. ومع هذا لا ننكر إن تصدق أو اعتمر أو صلى أو قرأ القرآن وجعل ذلك لوالديه أو أحدهما، أما لو كانا لم يؤديا العمرة أو الحج فإنه قد يقال: إن أداء الفريضة عنهما أفضل من الدعاء، والله أعلم" .. [فتاوى إسلامية].

ويقول الشيخ كذلك: "إن حق الوالدين عليك أن تبرهما، وذلك بالإحسان إليهما قولاً وفعلاً بالمال والبدن، تمتثل أمرهما في غير معصية الله، وفي غير ما فيه ضرر عليك تلين لهما القول، وتبسط لهما الوجه، وتقوم بخدمتهما على الوجه اللائق بهما، ولاتتضجر منهما عند الكبر والمرض والضعف، ولا تستثقل ذلك منهما، فإنك سوف تكون بمنزلتهما، سوف تكون أباً كما كانا أبوين، وسوف تبلغ الكبر عند أولادك - إن قُدّرلك البقاء - كما بلغاه عندك، وسوف تحتاج إلى بر أولادك كما احتاجا إلى برك، فإن كنت قد قمت ببرهما فأبشر بالأجر الجزيل والمجازاة بالمثل، فمن برّ والديه برّه أولاده،ومن عق والديه عقه أولاده، والجزاء من جنس العمل، فكما تدين تدان ).

أمك..ثم أمك

سُئل فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين: لماذا فضّل الله الأم على الأب، وقد خصّ الرسول الأم ثلاث مرات والأب مرة واحدة؟

فأجاب فضيلته: "ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (أبوك). وفي رواية قال: (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك).

وفي هذا عظم حق الأم على الولد حيث جعل لها ثلاث حقوق؛ وسبب ذلك أنها صبرت على المشقة والتعب، ولاقت من الصعوبات في الحمل والوضع والفصال والرضاع والحضانةوالتربية الخاصة ما لم يفعله الأب، وجعل للأب حقاً واحداً مقابل نفقته وتربيته وتعليمه وما يتصل بذلك، والله أعلم" .. [فتاوى إسلامية].

قال الشاعر:



لأمك حق عليك لو علمت كثيرُ
كثيرك يا هذا لديه يسيرُ

فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي
لها من جواها أنّة وزفير

وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
وما حجرها إلا لديك سرير

وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها
حناناً وإشفاقاً وأنت صغير

فدونك فارغب في عميم دعائها
فأنت لما تدعوه إليه فقير

برالوالدين مقدم على الجهاد والهجرة:

عن أبي هريرةقال: جاء رجل إلى النبي يستأذنه في الجهاد فقال: (أحي والداك؟)قال: نعم. قال: (ففيهما فجاهد) .. [رواه مسلم].

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى نبي الله فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله. قال: (فهل والديك أحد حيّ؟) قال: نعم، بل كلاهما. قال: (فتبتغي الأجر من الله؟) قال: نعم. قال: (فارجع إلى والديكفأحسن صحبتهما) .. [رواه مسلم].

طاعتهما في غير معصية الله:

سُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: إذا أمرني والدي أن أترك أصحاباً طيبين،وزملاء أخياراً، وألا أسافر معهم لأقضي عمرة مع العلم بأني في طريقي إلى الالتزام،فهل تجب عليّ طاعتهما في هذه الحالة؟

فأجاب سماحته: ( ليس عليك طاعتهما في معصية الله، ولا فيما يضرك، لقول النبي: (إنما الطاعة في المعروف)، وقوله: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فالذي ينهاك عن صحبة الأخيار لا تطعه، لا الوالدين ولا غيرهما. ولا تطع أحد في مصاحبة الأشرار أيضاً، لكن تخاطب والديك بالكلام الطيب، وبالتي هي أحسن، كأن تقول: يا والدي كذا، ويا أمي كذا، هؤلاء طيبون، وهؤلاء أستفيد منهم،وأنتفع بهم، ويلين قلبي معهم، أتعلم العلم وأستفيد؛ فترد عليهما بالكلام الطيب،والأسلوب الحسن، لا بالعنف والشدة. وإذا منعاك فلا تخبرهما أنك تتبع الأخيار، وتتصل بهم، ولا تخبرهما أنك ذهبت مع أولئك إذا كانا لا يرضيان بذلك، ولكن عليك ألا تطعهما إلا في الطاعة والمعروف. وإذا أمراك بمصاحبة الأشرار أو أمراك بالتدخين أو شرب الخمر أو بالزنى أو بغير ذلك من المعاصي فلا تطعهما، ولا غيرهما في ذلك، للحديثين المذكورين آنفا. وبالله التوفيق ) .. [فتاوى إسلامية].

وسُئل سماحته أيضاً: أبي يشرب الدخان وهو يأمرني أن أذهب إلى السوق لأشتري له دخاناً، فهل أطيعه؟ وإذا أطعته فهل عليّ إثم علماً أنني إذا لم أطعه قد تحصل مشكلة؟أفيدوني جزاكم الله خيراً.

فأجاب سماحته: "الواجب على أبيك ترك الدخان لما فيه من المضار الكثيرة وهو منالخبائث التي حرمها الله سبحانه في قوله عز وجل عن نبيه: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِوَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) ..[الأعراف:157]، والله عز وجل إنما أحلّ لعباده الطيبات كما في هذه الآيةالكريمة، وكما في قوله في سورة المائدة: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّلَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) ..[المائدة:4].

فأوضح سبحانه أنه لم يحل لعباده إلا الطيبات، والدخان ليس من الطيبات، بل هو من الخبائث الضارة، فالواجب على أبيك وعلى غيره ممن يتعاطى التدخين التوبة إلى الله سبحانه من ذلك، وعدم مجالسة من يتعاطاها ولا يجوز لك أن تعينه في ذلك ولا في غيره من المعاصي لقول الله سبحانه: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَتَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَشَدِيدُ الْعِقَابِ) ..[المائدة:2].

وعليك وعلى إخوانك وأعمامك - إن كان لك إخوان وأعمام - مناصحته وتحذيره من تعاطيه، عملاً بالآية المذكورة وبقول النبي: (الدين النصيحة)قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم) .. [أخرحه مسلم].

وأسأل الله أن يوفق أباك للخير، وأن يعينه على التوبة من هذه المعصية وغيرها،وأن يجعلك من أعوانه على الخير إنه سميع قريب ).

تأمّل:

رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلاً قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة، فقال: يا ابن عمر أتراني جازيتها؟ قال: ولا بطلقة واحدة من طلقاتها، ولكن قد أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيراً.

وقال سفيان بن عيينة: " قدم رجل من سفر، فصادف أمه قائمة تصلي، فكره أن يقعدوأمه قائمة، فعلمت ما أراد، فطوّلت ليؤجر".

بر أباك كما تبر أمك:

سُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: أنا موظف حكومي في السلك العسكري وأستلم مبلغاً لا بأس به، وأقدم جزءاً منه إلى أمي تقديراً لها على تحمل نفقتي في السابق ولا أعطي الوالد منه شيئاً لأنني لم أتلق منه أية مصروفات حتى وأنا صغير فهل عليّ إثم في ذلك؟

فأجاب سماحته: ( برالوالدين من أهم الواجبات وإن كانا لم ينفقا عليك في الصغر؛ لقول الله سبحانه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْإِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) .. [الإسراء:23] وقوله سبحانه: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) ..[لقمان:14].

ويجب عليك أن تبر أباك وتحسن إليه في الفعل والقول، وإذا كان ذا حاجة فعليك أن تواسيه من مرتبك على وجه لا يضرك ولا يضر عائلتك؛ لقول النبي: (لا ضرر ولا ضرار). وله أن يطالبك بما يحتاج إليه من المال إذا كان عندك فضل؛ لقول النبي: (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم). فنوصيك به خيراً وبأمك، وأن تجتهد في برهما والإحسان إليهما والحرص على كسب رضاهما لقول النبي: (رضا الله في رضا الوالدين، وسخطه في سخط الوالدين). وفق الله الجميع .. [فتاوى إسلامية].

برالوالدين يزيد في العمر والرزق:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: (من سرّه أن يمدّ له في عمره، ويزداد فيرزقه فليبر والديه، وليصل رحمه)..[رواه أحمد].

وعن ثوبان قال: قال رسول الله: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولايرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البرّ) .. [رواه ابن ماجه وابن حبان].

كيف أبر أمي بعد موتها؟:

فأجاب سماحته: "ثبت عن النبي أنه سأله سائل فقال: يا رسول الله، هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لاتوصل إلا بهما). هذا كله من بر الوالدين بعد وفاتهما.

فنوصيك بالدعاء للوالدة والاستغفار لها، وتنفيذ وصيتها الشرعية، وإكرام أصدقائها، وصلة أخوالك وخالاتك وسائر أقاربك من جهة الأم. وفقك الله ويسّر أمرك،وتقبل منا ومنك ومن كل مسلم. والله الموفق" .. [مجموع فتاوى ابن باز].

وعن أبي بردة قال: "قدمت المدينة فأتاني عبدالله ابن عمر فقال: أتدري لما أتيتك؟ قال: قلت: لا. قال: سمعت رسول الله يقول: (من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده) . وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءٌ وودّ فأحببت أن أصل ذاك." .. [رواه ابن حبان].

قال الشاعر:

زر والديك وقف على قبريهما
فكأنني بك قد حملت إليهما

ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟:

سُئل فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين: بعض الشباب هداهم الله يعق والديه، ويرفع صوته عليهما، وينسى فضل والديه عليه، فبماذا توجهون هؤلاء؟ وهل العقوق كبيرة من كبائر الذنوب؟ وهل لا بد للعاق أن يتوب؟ وإذا لم يتب فهل يناله عقاب من الله؟

فأجباب فضيلته: "قد أوصى الله بالوالدين وقرن حقهما بحقه تعالى كما في قوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْإِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَالْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَتَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَالذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) ..[الإسراء:24،23]. فبدأ بحقه تعالى ثم بالإحسان إلى الأبوين، فإن بلغا عنده الكبر وطعنا في السن فلا ينهرهما ولا يتأفف منهما، بل يلين لهما القول ويتواضع لهما ويرحمهما، ويدعو الله لهما بالرحمة، ويتذكر إحسانهما إليه في الصغر.

وقد جعل النبي العقوق من الكبائر، بل من أكبر الكبائر كما في حديث أبي بكرة أن النبي قال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) قالوا: بلى، قال: (الإشراك بالله وعقوق الوالدين).

ونهى عن التسبب في شتم الوالدين بل جعله من الكبائر، فقال: (من الكبائر شتم الرجل والديه) قالوا: وكيف يشتم أو يسب الرجل والديه؟ فقال: (يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه) أي: يصير متسبباً. وقال: (لعن الله من لعن والديه).

فعلى المسلم أن يعرف حق أبويه ويعترف بإحسانهما، ويلين لهما القول ويتواضع لهما،ويلبي طلبهما مهما كلفه، ويحرص على مجازاتهما بقدر ما يستطيع، ويتوب إلى الله تعالى من كل ذنب صدر منه في حقهما، ويسألهما الرضا عنه والعفو عما صدر منه، فقد قال النبي: (رضا الرب في رضاالوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين).. والله أعلم".

فائدة:

عن مجاهد قال: (لا ينبغي للولد أن يدفع يد والده إذا ضربه، ومن شدّ النظر إلى والديه لم يرهما، ومن أدخل عليهما ما يحزنهما فقد عقهما ).

وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: ( لو يعلم الله شيئاً من العقوق أدنى من: "أف" لحرّمه ).

العاق لا يدخل الجنة ولا ينظر الله إليه يوم القيامة:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله قال: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يومالقيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاقلوالديه، والديوث، والرجلة) .. [رواه النسائي والحاكم].

العاق لا تقبل منه الأعمال:

عن أبي أمامةقال: قال رسول الله: (ثلاثة لا يقبل الله عز وجل منهم صرفاً ولاعدلاً: عاق، ومنان، ومكذب بالقدر) .. [رواه ابن أبي عاصم بإسناد جيد].

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما. Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما.   وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما. Emptyالجمعة يونيو 03, 2011 8:55 am



بر الوالدين:
الأمر ببر الوالدين تكرر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة، وجاء بعد الأمر بعبادة الله تعالى.
قال تعالى : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء:36].
وقال سبحانه: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ}[الإسراء: 23].

ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى فهو يأتي في المرتبة الثانية في ترتيب الأعمال المحببة إلى الله تعالى. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: "ثم أي؟"، قال: «بر الوالدين»، قلت: "ثم أي؟"، قال: «الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني» [رواه البخاري ومسلم].

الولد يشكر الله على نعمه على والديه:
قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [الأحقاف: 15].

الولد يشكر والديه على تربيته:
لذلك لا يتأفف منهما ولا ينهرهما مهما كلفاه أو شقا عليه.
قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].

الولد يتواضع لوالديه:
قال سبحانه: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23].

النفقة على الوالدين:
قال سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 215].

وفي الحديث الذي يرويه جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنت ومالك لأبيك» [رواه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني].

تجنب ما يؤدي إلى سب الوالدين:
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه»، قيل: "يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه؟"، قال: «يسب الرجل فيسب أباه ويسب أمه» [أخرجه البخاري ومسلم]، فيجب أن نتجنب سب آباء الآخرين حتى لا يسبوا آباءنا.

الإخلاص في بر الوالدين:
عقب الأمر بالإحسان إلى الوالدين وبرهما في سورة الإسراء يقول سبحانه وتعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: 25].

بر الوالدين من صفات الأنبياء:
فمن دعاء نوح عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح: 28].

ومن دعاء إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41].

وكان يدعو لأبيه مع علمه بضلاله وذلك قوله: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء: 86].

وقد أطاع إسماعيل أباه عندما هم بذبحه فقال: }يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين{ [الصافات:102]

وأحسن يوسف استقبال والديه وإخوته فقال: {قَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99].

وقال سليمان عليه السلام : {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19].

وامتن الله على يحيى عليه السلام بقوله : {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 14].

وقال صلى الله عليه وسلم عن عيسى عليه السلام : {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32].


بر الوالدين سبيل إلى الجنة:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الوالد أوسط أبواب الجنة» يقول أبو الدرداء معلقا على الحديث فأضع ذلك الباب أو احفظه والحديث صحيح. [رواه الترمذي وابن ماجه والمقصود بالوالد الجنس أي الأب والأم].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة» [رواه مسلم].

ومعنى رغم أنف: أي التصق بالرغام وهو التراب كناية عن خيبته وخسرانه لأنه لم يحسن إلى والديه فيدخل بذلك الجنة.

بر الوالدين يستمر بعد موتهما:
فعن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: "يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟"، فقال: «نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما» [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد وابن حبان].

أخي المسلم

إن البذرة الطيبة تنبت نباتا طيبا يشاكل أصله ويستمر بعده، وقد ذكر الله تعالى الأجيال المتعاقبة على الصلاح فأثنى عليهم ومدحهم قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ [33] ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة آل عمران: 33-34].

وقال صلى الله عليه وسلم حكاية عن قول يوسف عليه السلام لرفقاء السجن: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [37] وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [يوسف: 37-38].

إن صلاحك أيها الأخ المسلم ودعاءك لوالديك امتداد لحياتهما وزيادة في حسناتهما فأنت صنيعهما وثمرة تربيتهما ولن تستطيع أن توفيهما حقهما فأكثر من الدعاء لهما ومن برهما في أهلك من أقاربهما وأصدقائهما فحقهما عليك عظيم.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه» [رواه البخاري ومسلم].

ودعاؤك لهما يرفع درجتهما عند الله ويكتب في سجلهما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم].


وزارة الأوقاف الكويتية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما. Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما.   وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما. Emptyالجمعة يونيو 03, 2011 8:56 am

وجوب بر الوالدين
الكاتب : متنوع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فإن الله عز وجل قرن حق الوالدين بحقه في آيات كثيرة، مثل قوله عز وجل: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [1]، وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [2]، وقوله سبحانه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [3]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهذه الآيات تدل على وجوب برهما، والإحسان إليهما وشكرهما على إحسانهما إلى الولد من حين وجد في بطن أمه إلى أن استقل بنفسه وعرف مصالحه، وبرهما يشمل الإنفاق عليهما عند الحاجة، والسمع والطاعة لهما في المعروف، وخفض الجناح لهما، وعدم رفع الصوت عليهما، ومخاطبتهما بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، كما قال الله عز وجل في سورة بني إسرائيل: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [4]، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: « أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله »، وقال صلى الله عليه وسلم: « رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين » خرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والأحاديث في وجوب برهما والإحسان إليهما كثيرة جداً.

وضد البر: هو العقوق لهما، وذلك من أكبر الكبائر؛ لما ثبت في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور »، وفي الصحيحين أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل يا رسول الله: وهل يسب الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه »، فجعل صلى الله عليه وسلم التسبب في سب الوالدين سباً لهما، فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية ببر الوالدين، والإحسان إليهما، ولاسيما عند الكبر والحاجة إلى العطف والبر والخدمة، مع الحذر كل الحذر من عقوقهما والإساءة إليهما بقول أو عمل، والله المسئول أن يوفق المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يفقههم في الدين، وأن يعينهم على بر والديهم، وصلة أرحامهم، وأن يعيذهم من العقوق والقطيعة للرحم، ومن كل ما يغضب الله ويباعد من رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة النساء الآية 36.
[2] سورة الإسراء الآية 23.
[3] سورة لقمان الآية 14.
[4] سورة الإسراء الآيتان 23 – 24.



سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز رحمه الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وجوب بر الوالدين وطاعتهما، والحذرمن عقوقهما وتنكّر جميلهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة الجمعة عن بر الوالدين وعدم عقوقهما
» وجوب الصدق
» وجوب قراءة الفاتحة
» بر الوالدين والتحذير من العقوق
»  صور من بر الوالدين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الاجتماعية :: «۩۞۩ البيت المسلم ۩۞۩»-
انتقل الى: