صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 الصبر والمصابرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 61

الصبر والمصابرة  Empty
مُساهمةموضوع: الصبر والمصابرة    الصبر والمصابرة  Emptyالإثنين ديسمبر 27, 2010 10:33 pm

الصبر والمصابرة






الصبر والمصابرة  126110974

الصبر والمصابرة

قال - رحمه الله -: "وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى، وإن أمضَّ وأرمضَ".
"إن أمضَّ وأرمضَ" أي: وإن آذاك وأزعجك.
"صابر عطش الهوى" أي: يريد الإنسان عمل شيء معين لكنه لا يستطيع، لأنه حرام، ففي هذه الحالة صابر، والمصابرة: غير الصبر، المصابرة: مفاعلةٌ ما بين اثنين، يمكن للإنسان أن يصبر لكن لا يصابر، ولذلك قال الله - عز وجل – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوُا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) [آل عمران: 200].
فالمصابرة أشق، يمكن للإنسان أن يصبر بينه وبين نفسه، ويمكن أن يبتعد عن محل الهوى أو محل المشكلة، أو يحجز نفسه بالبيت، ففي هذه الحالة اعتزل، فيسهل الصبر عليه وإن كان مرًّا؛ لأن اسمه صبر، لكن المصابرة مفاعلة، هناك طرف آخر يجرك للمشكلة، فأنا يمكن أن أكون عصبياً جدًا، وأي أحد يعتدي مباشرة أتشاجر معه، لكن مادام ليس هناك شجار، وهم بعيدون عني فأنا هادئ، ولذلك تجد بعض الناس، سمته هادئ جداً، وشكله هادئ جدًا، وفجأة تجده ناراً تحرق، فأنت تتعجب؛ إذ لم يكن يظهر عليه أنه هكذا لكن لما جعل المحك صار نارًا تحرق، والذي مثل هذا لا يظهر أبدًا أنه عصبي، طالما أنه لا يوجد من يثيره، وعلى كلٍّ فالمطلوب منك صبر فوق صبر.
يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: "صابر عطش الهوى في هجير المشتهى" الهجير: شدة الحر.
انظر عندما، تكون في صحراء وفي رمضاء تشوي الجلود، والشمس تحرق الجلود، وتغلي منها الرؤوس، وستموت لكي تشرب، وهذا محل شدة العطش، يقول إذا جاءك الهوى، أي: تهوى شيئاً ما.
مثلاً: كنت تحب سماع الأغاني، ولا تنام إلا على الأغاني، وأغنية معينة لها مواقف معك تتمنى سماعها، وفجأة وأنت تبحث في الإذاعة لتسمع محطة القرآن الكريم مررت على عدة إذاعات، فوجدت الأغنية التي تحبها وكان لها وقع في قلبك، ففي أوقات تتركها خمس دقائق، أربع دقائق وتحس أن قلبك يتحرك يمكن تسمع الأغنية إلى آخرها ثم بعد سماعها استغفر الله استغفر الله، وأمثال ذلك.
من يريد السلامة لا بد أن يبتعد عن محل الفتنة، فأي هوى كان يفعله يمكن في لحظات نقصان الإيمان أن يأتي الهوى، و يمكن أن يشتد عليه.
فيقول ابن الجوزي" صابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضَّ وأرمضَ فإن وصلت إلى الغاية في الصبر فاحتكم وقل". أي: إذا جاءك الهوى في هجير المشتهى، تتمنى فعله، وستموت إن لم تفعله، فربط الله - عز وجل - على قلبك وصبرت وتجاوزت الأزمة، إذا وصلت لهذه المرحلة فاحتكم وقل، ساعتها تقول نحن هنا.
ابن الجوزي يقول هذا الكلام: على افتراض أن الذي وصل إلى هذا سيحتكم ويقول، لكن الواقع غير ذلك؛ لأن من وصل إلى هذه يخاف على عمله أن لا يُقبل، لو وصل إلى هذا المستوى، يتجاوز الهوى ويصبر على حز الغلاصم ونجا، هؤلاء أهل التقوى. فهذا لا يحتكم ولا يقول، ولكنه خائف أن لا يقبل عمله.
كما في الحديث، -وإن كان ضعيفًا، و كثير من الناس يحتج به- عندما قرأت عائشة قول الله - عز وجل -: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60] قالت: يا رسول الله، أهذا الزاني يزني والسارق يسرق؛ إذ معنى الآية (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا) أي: يفعلون الفعل (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) خائفون (أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) فيحاسبهم على ما كان منهم.
من الذي يعمل العمل وهو خائف؟ الذي عمل مخالفة، وعلى ذلك عائشة رضي الله عنها -على فرض ثبوت الحديث- لم تفهم إلا أن هذا عاصي، وإلا فالعبد عندما يكون مطيعاً لماذا يخاف؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يا ابنة الصديق، هؤلاء أقوام أتوا بصلاة وزكاة وصيام وصدقة ثم يخشون أن لا يُتقبل منهم)) في إسناده انقطاع.
لكن هناك شواهد كثيرة أخرى حتى من فعل الصحابة -السنة العملية للصحابة- وهم يأتمون برسول الله صلى الله عليه وسلم.
النبي عليه الصلاة والسلام كما نعلم من حديث أنس وغيره وحديث المغيرة ابن شعبة أنه كان يصلي حتى تتفطر قدماه، فيقال له في ذلك كما قالت عائشة له: "لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"، قال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا)) ثم بعد ذلك لا يوفي نعم الله عليه ويبين بجلاء أنه صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة بعمله، إلا أن يتغمده الله - عز وجل - برحمته.
العبد إذا أراد أن ينظر أيدخل الجنة بالعمل أم لا، لا، لن يدخل بالعمل؛ لأن المسألة مسألة موازين، العبد يفعل الفعل، لا يجوده عادةًً، يصلي الصلاة ويمكن أن يأخذ خمسها فقط، أو يأخذ عشرها، أو يأخذ ربعها، إذاً عند كل صلاة يأخذ ربعاً وأوقات أخرى لا يأخذ شيئا، المفروض أن صلاته توزن، توضع في الكفة ثم نرى نعم الله - عز وجل - في الكفة الثانية، كلنا سنضيع لو أن المسألة كذلك، إلا أن يتقبل الله - عز وجل - منا إذا بذلنا أقصى ما في وسعنا حتى وإن كان قليلاً، ولكن تصل إلى سقف طاقتك.
الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة، "فاحتكم وقل" ابن الجوزي يقول: إذا أنت وصلت إلى هذه المرحلة حينئذ تكون وصلت إلى مقام من لو أقسم على الله لأبرَّه.
ثم ذكر ابن الجوزي - رحمه الله - نماذج لمن لو أقسم على الله لأبره.
قال: "تالله لولا صبر عمر ما انبسطت يده بضرب الأرض بالدرة" الدرة: عصا لينة كانت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عمر يضرب بها بعض الصحابة ومع ذلك لم يكن يغضب من عمر أحد؛ لصدقه رضي الله عنه، جعل الله - عز وجل - له من المهابة والمكانة والمحبة في قلوب الصحابة و في قلوب التابعين ما جعلهم يتجاوزون هذا المعنى.
أي رجل يبتليه الله - عز وجل - بالإمارة، لا بد أن يتسلح بسلاح الصبر والحلم والسخاء، لا يسود إلا بهؤلاء.
الصبر عصب الولاية، عصب الإمارة، أيُّ إنسان يتولى منصباً من المناصب لا بد أن يكون صبورًا وحليمًا وسخيًا؛ لأن الإدارة كلها مشاكل، الإدارة تحتاج إلى حزم، والحزم أكثر الناس يتجاوزون حدوده، فمثلا: أنا إنسان لي منصب معين، وشخصٌ ما أتى لي بشفاعة، وهذه الشفاعة سأتجاوز بها الحكم الشرعي، فيقول من يطلب الشفاعة: افعل كذا لأجْلي، ثم يذكر العلاقات والود، وليس بعيداً أن يأتي بهدية، فالإنسان الذي في الإدارة لو تجاوز لهذا وهذا وهذا، فسدت الإدارة، فيحتاج أن يصبر.
نصيحة الشيخ للشباب القائم على الدعوة:
إيَّاك أن تتلبس بشيء من الإدارة؛ لأن عدَّة العالم و عدَّة الداعي إلى الله - عز وجل - تختلف عن عدَّة الإداري؛ الإدارة تريد حزماً، وأن لا تجامل، لكن عدَّة الداعي أن يُصبِّر المشتكي، فلو أتى له مشتكٍ قائلاً له: فلانٌ قال لي كذا وكذا شتمني وأحرجني أمام الناس، فأنا كداعي أربض عليه مصبراً إياه، بأنه أخوه فالتمس له سبعين عذراً، ولا تحمل كلامه على الشر، وأن تجد لها محملاًً، وحسن الظن في الله وفي أخيك المسلم، وحسن الظن ليس له أي مشاكل، وسوء الطن له مشاكل، ثم يقبل رأسه حتى يرضيه، فهنا لم نعالج الموضوع، كل المسألة صبّرتُ وأنهيت، والمشكلة مازالت قائمة، فأنا لو دخلت في الإدارة بأخلاق الداعي إلى الله لن تنجح الإدارة، ولو دخلت الدعوة إلى الله - عز وجل - بأخلاق الإداري لن تنجح الدعوة؛ لأنني سأكون حينئذ غليظاً، لن أترفق مع أحد لن أتلطف مع أحد، وأصُكُّ صكَّ الجندل، ولو خرجت روحه في أي شعبة من الشعاب لا يضرني إلى أين ذهب.
مثلا: أنا رجل لي قبولٌ في المكان الذي أنا فيه، فقالوا لي: نريدك رئيس مجلس إدارة المسجد، أو رئيس مجلس إدارة الجمعية، وهذه الجمعية لها نشاطات اجتماعية للفقراء والمرضى، فصرت رئيس مجلس الإدارة، وجاء لي أحد الأشخاص يريد أشياء ليست من حقه، فأجبته بالرفض فلم يتقبل الأمر، فكانت النتيجة حدوث مشادة بيننا على إثرها أُخرِج خارج الجمعية، ثم بعدها كنتُ خطيباً للجمعة، وجلست تتكلم عن حسن الأخلاق وتحث على حسن الخلق، وأن تعامل أخاك المسلم بالصبر، وتصبر على أذاه وتقابله بالبشر، ولا تعبس في وجهه فيكون من الحاضرين هذا الشخص الذي رفضت شفاعته، وحدثت مشادةٌ بينكما فيتعجب، ماذا يقول هذا الخطيب، وهو من يومين فقط طردني من الجمعية؟ فيرد قائلاً: اعمل بما تقول به، فيسقط هذا الرجل ويسقط ما يقوله؛ نظرًا لأنه حاول أن يحزم مع أنه كان محقًا في الحزم، ولم يرضَ بأن يعطي أي إنسان؛ لأن اللوائح لا تسمح بهذا، وأنا لا أستطيع فعل شيءٍ مثل هذا، إذاً عندما يستخدم الإداري أخلاق الداعية، -وليس معنى ذلك أن الإداري يكون غليظاً- ولكن يكون حازماً لا متجاوزاً حدَّه ولا بذيءَ اللسان، فهذا الحزم يحتاج إلى صبر، فعمر ابن الخطاب كان أمير المؤمنين، كيف كانت سيرته؟ وكيف كان صبره؟ وكيف كان إذا ضرب بالدرة لا يتغير قلب أحد عليه؟. هذا ما نعرفه في المرة القادمة إن شاء الله تعالى.
واللهَ - سبحانه وتعالى - أسأل أن يجعل ما قلته لكم زادًا إلى حسن المصير إليه، وعتادًا إلى يمن القدوم عليه، إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الصبر والمصابرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبر والمصابرة    الصبر والمصابرة  Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 9:36 pm

الصبر والمصابرة  P1g69854
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الصبر والمصابرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبر والمصابرة    الصبر والمصابرة  Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 9:38 pm

يعرف العلماء "الصبر" بأنه حبس النفس على ما تكره، وذلك يشمل الصبر على فعل الطاعة، ولو كرهت ذلك نفس الصابر، مثل: القيام لصلاة الفجر في أيام البرد القارص، مع شدة ثقل النوم ورغبة النفس في الاستمرار على الراحة وبقاء الجسم متغطيا بما يقيه البرد، ومثل الصبر على مقارعة الأعداء في ميدان القتال، أمام هجمات الأعداء بالنبال والسيوف، أو المدافع والصواريخ، و تحت نقع غبار الخيل أو الدبابات أو أزيز الطائرات ذات السلاح الفتاك.
ويشمل كذلك الصبر على ترك المعصية، مع شدة دواعيها، ورغبة النفس في اقتحام أبوابها للتمتع بما تهواه منها، مع إمكان الوصول إليها بسهولة أو بمشقة، مثل: من تتوق نفسه لتناول الخمر، أو لارتكاب فاحشة الزنا، مع تيسر ذلك، فيترك ذلك، رغبة فيما عند الله من الثواب، وخوفا مما عنده من العقاب، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين أووا إلى غار فانحدرت عليهم صخرة فسدته عليهم، فاستغاث كل منهم ببعض عمله الصالح، فانفرجت عنهم، وقال أحدهم : ( اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتْ حتى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه) الحديث في البخاري برقم: 2152
ومن ذلك أن يشتد على المجاهدين في ميدان المعركة الأمر، لقوة عدوهم فتدعو بعضَهم أنفسُهم إلى الفرار والتولي عن الزحف، فيذكرون ما أعده الله للصابرين من الثواب، وما أعده من عقاب للمتولين يوم الزحف، فيحبسون أنفسهم على ما تكره ويبقون في مواجهة عدوهم.
هذا هو معنى الصبر، وهو أن يحبس المسلم نفسه على ما تكره، سواء كان ما تكرهه فعل طاعة، أو ترك معصية.
وقد ينفد صبر الصابر، فتغلبه نفسه وهواه والشيطان، فيترك طاعة الله، أو يرتكب معصيته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الصبر والمصابرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبر والمصابرة    الصبر والمصابرة  Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 9:39 pm

أما المصابرة، فهي أن يجاهد المسلم نفسه مجاهدة لا تنقطع، حتى يحقق المجاهد رضا ربه عنه، بفعل الطاعة وترك المعصية، ذاكرا قول الله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)(99)) الحجر.
وقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج: (78)
ومن أهم أمثلة ذلك: مصابرة المجاهد عدوه، أي أن يشارك عدوه في الصبر، ولكنه يثبت على صبره ويلازمه ويستمر عليه حتى ينفد صبر عدوه وهو ثابت، فينتصر على عدوه ويهزمه، وقد يكون صبره دقائقَ محدودةً مصابرةً، ونفاد صبره في الدقائق هزيمة.
ولهذا أمر الله تعالى بالصبر والمصابرة معا، فقال تعالى: (ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) آل عمران: (200) فلم يكتف بالأمر بالصبر وحده.
وهنالك آيات تدل على أن هذه المصابرة لا تكون إلا مع الشدة والضيق اللذين لا يثبت فيهما ويصبر عليهما إلا الأشداء من الرجال، كما قال تعال عن حالة المسلمين في غزوة الأحزاب: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا(10) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)11
( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما(22) الآيات الثلاث من سورة الأحزاب.
وقال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) البقرة (214)
وقال: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) آل عمران: (142)
المصابرة توهن العدو وتقلقه، وتضطره إلى أن يجبن ويتضعضع ويفر أمام المسلم المصابر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الصبر والمصابرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبر والمصابرة    الصبر والمصابرة  Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 9:40 pm

ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله:
((.. فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استُعبِد بدنه واستُرِق، لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص، وأما إذا كان القلب-الذي هو الملك-رقيقا مستعبدا لغير الله، فهذا هو الذل والأسر المحض.. فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب.....-إلى أن قال-: وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الأرض، قلبه رقيق لمن يعينه عليها، ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم ... فهو في الظاهر رئيس مطاع، وفي الحقيقة عبد مطيع لهم..) [مجموع الفتاوى: (10/186-189)]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 61

الصبر والمصابرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبر والمصابرة    الصبر والمصابرة  Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 10:49 pm

اسعدنى مرورك
وشرفنى ردك الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصبر والمصابرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصبر جنة
» الصبر
» فضل الصبر
» فضل الصبر
» الصبر عن الشهوة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: