صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 من مقاصد الهجرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم عبد الرحمن
عضو ملكي
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 1760
نقاط : 2851
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 28/08/2010

من مقاصد الهجرة Empty
مُساهمةموضوع: من مقاصد الهجرة   من مقاصد الهجرة Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 11:31 am


من مقاصد الهجرة هجر مانهى الله عنه



منذ زمن بعيد، والحديث عن التحوّلات التاريخية من حالة الضعف إلى حالة القوة أو العكس بالعكس، وفي تاريخ العرب كانت بداية التحوّل من حالة الشعوب بالحيرة والبلبلة إلى حالة الشعور بالاستقرار والإستعلاء في أعظم حادث وجد في تاريخ الإسلام، إنه حادث هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بعد تحمّله العبء الثقيل في سبيل نشر العقيدة الإسلامية هو وقومه وما فعل بهم الكافرون من تطاول وسفه ومكر وتآمر دنيء ينتهي إلى الإجماع على اغتيال محمد صلى الله عليه وسلم صاحب المبدإ القويم.


وحينما يحل وقت تنفيذ المؤامرة على أساس اختيارم من كل قبيلة شابا قويا وكل شاب من مجموع القبائل يمسك بسيفه ثم يعمدون جميعا إلى ضرب الرسول صلى
الله عليه وسلم ضربة واحدة مشتركة منهم حين خروجه من داره عند تباشير الصباح فيتفرّق دمه في القبائل، فلا يستطيع أهله أن يأخذوا بثأره من كل القبائل فيرضوا بالدية وهي سهلة ميسورة؛ ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام يمضي بهدي ربه وتوفيقه في خطته وطريقته ولا ينال جمع الضلال منه شيئا، ويواصل خطواته على طريق نضاله وهو يردّد قول الله عز وجل "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" "يس آية 8".


وكان من حول الرسول صلى الله عليه وسلم آخرون شاركوا في الهجرة وضحّوا في سبيلها وافتدوا نجاحها بكل ما اقتدروا عليه؛ فهذا أبو بكر رضي الله عنه يشارك الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يستطيع النهوض به من أعباء، فيظل معه في صميم المعركة حتى يضمن مع الرسول عليه الصلاة والسلام سلامة المهاجرين من الضعفاء والنساء والفقراء، ثم يحمل معه عند الصحبة في الهجرة ماله كله، وهذه الفتاة المؤمنة أسماء بنت أبي بكر تخفي عن جدّها الضرير وتوهمه بأن أباها قد ترك لهم مالا كثيرا وهي التي تشهد الإعداد الأخير لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبيها ومع ذلك تكتم السر وتصونه وتنكر أمام أبي جهل في إجابتها له "لا أردي أين ذهبا" فيلطمها لطمة تمزق أذنها وتنزع قرطها.


ولكنها تصبر وهي تتعرض للمخاطر والمخاوف حين تحمل الطعام والشراب ليلا إلى المهاجرين العظيمين وهما في الغار وهي التي لا تجد ما تربط به الطعام سوى نطاقها فتشقه وتربط به ليكون لها اللقب الخالد "ذات النطاقين"؛ وهي التي ظلت تضرب أورع الأمثلة في التضحية وتعلمها لأهلها حتى تقول لابنها عبد الله وهو يخشى أن يمثل به أعداؤه لو ظفروا به في المعركة "امض يا بني إلى ما أراد الله لك ما دمت تؤمن بأنك على الحق، فإن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها".


وهذا عبد الله بن أبي بكر يقوم بجمع المعلومات من داخل معسكر المشركين في مكة ثم يمضي بها ليلا متخفيا إلى الغار ليطلع عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه حتى يحيطا علما بكل الأحداث والتطورات. وهذا عامر بن فهيرة راعي الغنم عند أبي بكر يظل نهاره راعيا غنمه ملاحظا الطرق والناس فإذا جاء المساء ذهب بغنمه في حذر إلى الغار وسقا الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الهجرة، وانتظر حتى يعود عبد الله جامع المعلومات، وأسماء حاملة الزاد، ثم يعود عامر بغنمه ليمحو بأقدامها آثار أقدام الشقيقين المناضلين عبدالله وأسماء.


وهذا صهيب الرومي الذي حرّره الإسلام، وأعزّه، يحاول الهجرة فيحيط به الطغاة ويقولون له: أتيتنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك. فيقول لهم: أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلوّن سبيلي؟ قالوا: نعم، قال: فإني قد جعلت لكم مالي. وترك لهم كل ما يملك ومضى مهاجرا إلى الله ورسوله ولما بلغ الخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام قال "ربح صهيب، ربح صهيب".


ومن المواقف الرائعة موقف علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، الشاب المؤمن المضحي الذي لم يتردد في أن ينام على فراش الرسول عليه الصلاة والسلام ويتغطى ببردته في الليلة التي اجتمع فيها الكفار ليفتكوا برسول
الله صلى الله عليه وسلم، ويالها من نومة تحيطها المخاوف والأهوال ولكن عليّا يمضي قدما في سبيل عقيدته مؤمنا الإيمان كله بأن الله معه وهو خير الناصرين.


هكذا تعطينا الهجرة فهما صحيحا للصداقة الوفية، والرابطة العميقة الوثيقة كما حدث بين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصديقه أبي بكر رضي الله عنه، وللغربة التي بها تحفظ الكرامة وتصان الحياة ولو أدى ذلك إلى ترك الوطن والأهل، والرجل الأصيل وإن اغترب يظل حافظا عهد بلاده ذاكرا حقوق وطنه، فالرسول عليه الصلاة والسلام يخرج من مكة مهاجرا مرغما وفي شوق قاهر يقول ملتفتا إلى مكة مسقط رأسه والله إنك لأحب أرض الله إليّ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك قهرا ما خرجت".


لقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته وليس معه جيش من الناس يحميه، بل معه رفيق واحد وليس معه مدافع أو قنابل تصد عنه، ولم يتحصّن في قلعة، بل نزل وصديقه في غار مفتوح، ولم تحرسه دبابات، وإنما ظهر على الغار حمامة وعنكبوت، ولم يستخدم في هجرته الطائرات أو النفاثات، وإنما هما ناقتان إحداهما له والأخرى لأبي بكر، إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يجد إلا هذه الوسائل ولكنه دعّمها بالإخلاص واليقين والثقة بالله والاعتماد عليه، يقول الله تعالى: "إلا تنصروه فقد نصره الله، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل
الله سكينته عليه، وأيّده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله العليا والله عزيز حكيم" "التوبة آية 40".


لقد أفادتنا مشاهد الهجرة أن العمل يجب أن يكون مقرونا بالأمل، وأن العقل يجب أن يكون مقرونا بالتوكل على الله، إلى جانب بذل الجهد والاستعانة بالقدر، وأن الصداقة مناجاة، ومواساة، ومشاركة في المسرات، ومشاطرة في المساءات، وكلما ارتقى المرء إلى مراتب الأخيار ازداد اعتزازا بالصداقة المخلصة، والصديق الوفي، فالأنبياء وهم النماذج العليا للبشر كانوا يعرفون للصداقة حقها، ويحفظون حرمتها، ولذلك كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم "اللهم لا تسئ بي صديقي، ولا تشمت بي عدوي" وقد تجلّت هذه الصداقة في الرابطة العميقة الوثيقة التي ربطت بين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبين صديقه أبي بكر رضي الله عنه.


فلتكن ذكرى الهجرة خير داع للبر والتقوى وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 61

من مقاصد الهجرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: من مقاصد الهجرة   من مقاصد الهجرة Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 1:23 pm

بارك الله فيك على موضوعك القيم
وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من مقاصد الهجرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من نتائج الهجرة
» الهجرة النبوية
» في ظلال الهجرة
» دروس من الهجرة
» الهجرة دروس وعبر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: مواسم الخيرات :: «۩۞۩ شهر الله المحرم ۩۞۩»-
انتقل الى: