صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 ثمرات الإيمان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

ثمرات الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: ثمرات الإيمان   ثمرات الإيمان Emptyالجمعة سبتمبر 23, 2011 12:42 am

ثمرات الإيمان
الحمد لله رب العالمين .الحمد لله رب العرش العظيم
الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا احد
الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي بها بنعمة
لو اقتصرت ثمرات الإيمان على رضا الله لكفى بها مكسبًا
ومغنمًا، ولكن
الله -عز وجل- أنعم على المؤمنين في الدنيا والآخرة، وأفاض
عليهم من الخيرات والثمرات المباركة جزاء إيمانهم، ولِمَ لا؟!
والمؤمنون هم أهل الله في الأرض، وهم أولياؤه، وأحباؤه،
والإيمان خير للفرد في دنياه وآخرته، وخير للجماعة لتعيش حياة
هانئة سعيدة. وللإيمان ثمرات كثيرة، منها:
1- دفاع الله عن المؤمنين:
فمن سنة الله في خلقه، أن يأتي النبي إلى قومه ليدعوهم إلى
عبادة الله وطاعته، فيؤمن البعض، ويكذب البعض، فينجي الله
المؤمنين، ويهلك المكذبين، فها هو ذا نوح- عليه السلام- ينجيه
الله ويغرق الكافرين، وهذا إبراهيم -عليه السلام- ينجيه الله
من النيران، وهذا موسى- عليه السلام- ينجيه الله -عز وجل-
والذين آمنوا معه من فرعون وجنوده.
وهذا جريج.. كان عابداً من عُبَّاد بني إسرائيل، يضْرَب به
المثل في الزهد والعبادة، يجلس الناس يحكون عن عبادته، وتريد
إحدى النساء أن تغويه وتصده عن الطريق المستقيم، فتعرض عليه
نفسها، فيرفض ذلك، فتذهب إلى راعٍ يرعى غنمه، فتمكنه من نفسها،
وتلد طفلها من الزنى، وتدَّعي أنه ابن جريج العابد، فيذهب
الناس إليه، ويمسكون به ويضربونه، ويهدمون صومعته، فيقول لهم
في هدوء المؤمن: دعوني أصلى ركعتين.
فيصلي ويدعو الله -عز وجل-، ثم يأمر بإحضار الرضيع، فيضع يده
على بطنه، ويسأله: من أبوك؟ فيرد الطفل الرضيع: أنا ابن
الراعي. فيقبل الناس على جريج يرجونه أن يعفو عنهم، ويقولون
له: سوف نبني لك صومعة من ذهب. ولكنه يقول: أعيدوها من طين كما
كانت. هذا هو دفاع الله عن المؤمنين، {إن الله يدافع عن الذين
آمنوا} [الحج: 38]، وهذا هو نصر الله -عز وجل- لهم في الدنيا
والآخرة، قال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة
الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} [غافر: 51].
2- استغفار الملائكة للمؤمنين:
قال تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم
ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} [غافر: 7]. والرسول ( يقول:
(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما:
اللهم أَعْطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أَعْطِ ممسكًا
تلفًا) [متفق عليه].
ويقول أيضًا: (والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي
يصلى فيه: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه. ما لم يحدث فيه، ما
لم يؤذ فيه) [البخاري].
3- الإيمان يحقق الرضا:
فالمؤمن يعرف أن كل ما يأتيه يكون بأمر الله، سواء أكان قليلاً
أم كثيرًا،خيرًا أم شرًّا، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما
أصابه لم يكن ليخطئه، لذلك فهو يرضى دائمًا بقضاء الله وقدره،
يقول (: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير،وليس ذلك إلا
للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء
صبر، فكان خيرًا له) [مسلم].
وقال الحسن البصري: علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي،
وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي.
4- الإيمان يحقق الفوز:
قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات
الفردوس نزلاً} [الكهف: 107]. وفي الحديث القدسي: قال الله
-تعالى-: (أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذُنٌ
سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فاقرءوا إن شئتم: {فلا تعلم نفس ما
أخفي لهم من قرة أعين}) [متفق عليه].
5- الإيمان يحقق الأمن:
أخذ الرسول ( بيد ابن عباس -رضي الله عنهما- وهو غلام صغير،
وقال له: (يا غلامُ إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ
الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن
بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك
إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم
يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رُفعت الأقلام، وجفَّت
الصحف) [الترمذي].
6- البركة في الرزق:
والله -عز وجل- يبارك للمؤمن في حياته كلها: في ماله، وبدنه، و
طعامه. ذات يوم، ذهب نضرة بن الحارث- وكان مشركًا- إلى رسول
الله ( يريد طعامًا، فحلب الرسول ( له سبع شياه، فشرب الرجل
لبنها كله، ثم عرض عليه الرسول ( الإسلام، فأسلم، فمسح الرسول
( على صدره، ولما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال
له (: (ماذا بك؟) قال: والذي بعثك بالحق لقد رُويت، قال (:
(إنك أمس كان لك سبعة أمعاء وليس لك اليوم إلا معي واحد)
[أحمد]. وهذا هو المسلم كما وصفه الرسول (: (يأكل المسلم في
معي واحد،والكافر في سبعة أمعاء) [متفق عليه].
7- السعادة للفرد والأسرة والمجتمع:
فإذا التزم المسلم الإيمان في أخلاقه وسلوكياته فأحسن إلى
الجار، ورفع الأذى عن الطريق، وأبرَّ والديه، وعطف على
المساكين، واستحيا أن يراه الله حيث نهاه، أو أن يفقده حيث
أمره، لعاش الفرد في سعادة كبيرة، ولو عاش المجتمع في ظلال
القرآن، فأحل ما أحل الله، وحرم ما حرم الله؛ لعاش في سعادة
أيضًا، ونزلت عليه البركة، وذهبت عنه الهموم، وانفكت عنه
الكروب.
قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات
من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}
[الأعراف: 96].
8- ولاية الله للمؤمنين:
الله -عز وجل- يهدي المؤمنين إليه، ويتولاهم برحمته، ويقربهم
منه، ويوفقهم في أمورهم كلها. يقول تعالى: {الله ولي الذين
آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} [البقرة: 257]، وقال
أيضًا: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين
آمنوا وكانوا يتقون} [يونس: 62-63].
9- نصر الله المؤمنين:
إن الله -عز وجل- يؤيد المؤمنين، وينصرهم، كما حدث في غزوة بدر
للمؤمنين، قال تعالى: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا
الله لعلكم تشكرون}
[آل عمران: 123]، وهذا هو وعد الله لرسله، ومن آمن معهم، {إنا
لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}
[غافر: 51].
10- الأمان يوم الفزع الأكبر:
قال تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون.
لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون. لا يحزنهم
الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون}
[الأنبياء: 101-103].
11- ستر الله للمؤمنين يوم القيامة:
فالله -عز وجل- يعرض على المؤمن عمله يوم القيامة، ويقربه منه،
ويطلعه على سيئاته بحيث لا يطلع عليها أحد غيره، ثم يعفو عنه،
ويأمر به إلى الجنة.
12- الشرب من حوض النبي (:
يشرب المـؤمنون من حوض النبي (، وهو حوض ماؤه أبيض من اللبن،
وأحلى وأعذب من العسل، وريحه أطيب من المسك، من يشرب منه، لا
يظمأ أبدًا بعدها.
13- الفوز بالجنة:
قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات
الفردوس نزلاً} [الكهف: 107].
وقال أيضًا: {وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون
لكل أواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. ادخلوها
بسلام ذلك يوم الخلود. لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} [ق:
31-35]. والله -عز وجل- أعد للمؤمنين الكثير من الخيرات في
الجنة مما لا يخطر على بال، كما قال تعالى في حديثه القدسي:
(أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذُنٌ سمعتْ، ولا
خطر على قلب بشر). [متفق عليه].
14- رؤية الله في الآخرة:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن ناساً قالوا لرسول الله (: هل
نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله (: (هل تمارون في رؤية
القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟) قالوا: لا يا رسول الله.
قال: (فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟) قالوا: لا يا رسول
الله. قال: (فإنكم ترونه كذلك) [متفق عليه].
ويقول ( أيضًا: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول
الله -عز وجل-: تريدون شيئًا أزيدُكم؟ فيقولون: ألم تبيضْ
وجوهنا، ألم تدخلْنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشَف
الحجاب فما أعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم)
[مسلم].
15- النعيم برضوان الله:
قال (: (إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنَّة. فيقولون:
لبيك ربنا وسعديك والخير بين يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون:
وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحدًا من
خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ أحل عليكم رضواني فلا
أسخط عليكم بعده أبدًا) [متفق عليه].
وهكذا المؤمن، سعيد في دنياه، سعيد في أخراه، يبارك الله له في
رزقه، يتنقل من راحة إلى راحة، لا يضل في الدنيا كما أنه لا
يشقى في الآخرة.
الإيمان الكامل:
المسلم يعلم أن العمل الصالح كله من الإيمان، فكل ما يحبه الله
-عز وجل- فهو من الإيمان، والمسلم يعلم أن هناك أشياء كثيرة من
مكملات الإيمان، منها:
1- حب الرسول (:
فالرسول ( يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده
ووالده والناس أجمعين) [مسلم]. وكان عمر -رضي الله عنه- جالسًا
فقال: والله يا رسول الله لأنت أحب إلى من الناس جميعًا إلا
نفسي، فقال الرسول (: (لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك).

فقال عمر -رضي الله عنه-: والله يا رسول الله لأنت أحب إلى من
نفسي. فقال (: الآن يا عمر) (أي الآن كمل الإيمان) [مسلم].
والمسلم يكون محبًا للرسول ( باتباعه، والاقتداء بسنته، وإعلاء
قدره (، ولا تكون المحبة مجرد كلام يقال دون واقع ملموس، فإن
قومًا ادَّعوا محبة الله -عز وجل-، فاختبرهم الله -عز وجل-،
وطلب منهم الدليل على ذلك الحب، وأخبرهم بأن الدليل هو الاتباع
لأوامر الله.
قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل
عمران: 31]. والله جعل الطريق التي توصل إلى الجنة هي اتباع
سنته ( والاقتداء به، قال (: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى
(رفض)) قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟قال: (من أطاعني دخل
الجنة، ومن عصاني فقد أبى)
[البخاري].
وقد أمر الله -عز وجل- المؤمنين بطاعة الرسول ( فقال: {وما
آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] وقال:
{قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين}
[آل عمران: 32].


2- حب الخير للناس:
ومن الإيمان أن يحب المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه، ويكره له ما
يكره لنفسه، فإن وجد في قلبه غير ذلك فهذا نقصان في الإيمان.
قال (: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [البخاري].
3- إطعام الطعام وإفشاء السلام:
المسلم يطعم الفقراء والمساكين لوجه الله -تعالى-، قال تعالى:
{ويطمعون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا. إنما نطعمكم
لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورًا} [الإنسان: 8-9].
والمسلم يلقي السلام على من يعرف ومن لا يعرف، فهذا ينشر الحب
والألفة بين المسلمين، فقد جاء رجل يسأل الرسول (: أي الإسلام
خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتَقْرأ السلام على من عرفت، ومن لم
تعرف) [متفق عليه].
وقال (: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)
[مسلم].
4- توفير الأمان للناس:
المسلم لا يؤذي أخاه بالقول أو بالفعل، لأن ذلك يغضب الله -عز
وجل-، فقد سأل رجل الرسول (: أي المسلمين خير؟ قال: (من سلم
المسلمون من لسانه ويده) [مسلم].



5- الإحسان إلى الجار وإكرام الضيف وقول الخير:
المسلم يحسن إلى جاره؛ لأنه أقرب الناس إليه، ويكرم ضيفه، ولا
يتكلم إلا في الخير، قال (: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو
ليصمت) [الجماعة].
6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
المسلم يحب الخير ويدعو إليه، ويكره الشر وينهي عنه، ويريد أن
يأخذ بيد الناس إلى الجنة، ويتمنى أن يبعدهم عن النار؛ لذا فهو
يفعل المعروف، ويأمر الناس به، وينهي عن المنكر ويأمر الناس
بالانتهاء عنه حسب مقدرته، قال (: (من رأى منكم منكرًا فليغيره
بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف
الإيمان) [مسلم].
وقال (: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته
حواريون -أصحاب-، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من
بعدهم خلُوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن
جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم
بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) [مسلم].

7- الحب في الله والبغض في الله:
المسلم يحب مَنْ يحب الله ورسوله، ويكره مَنْ يكره الله
ورسوله، والحب في الله من أوثق عرى الإيمان،قال (: (الحب في
الله والبغض في الله من الإيمان) [البخاري].
والله -عز وجل- يظل المتحابين في ظـله،يوم لا ظل إلا ظله،
ويقول في حديثه القدسي: (أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في
ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلي) [مسلم]، ومن السبعة الذين يظلهم الله
في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه،
وتفرقا عليه) [متفق عليه].
8- النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم:
المسلم دائم النصح لغيره من المسلمين، وفي الحديث قال (:
(الدين النصيحة) قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه
ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [مسلم].
والمسلم ينصح لله بأن يعبده ولا يشرك به شيئًا، وأن يصفه بكل
صفات الكمال، وينزهه عن كل صفات النقص، وأن يعترف بفضله ونعمه،
وأن يشكره على هذه النعم، وينصح لكتابه، بتعظيمه وتلاوته
بالليل والنهار، ويتبع أوامره، ويتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه،
وينصح لجميع المسلمين ويرشدهم إلى الخير، فالمسلم يحب الناس
جميعًا ويخاف عليهم، ويتمنى لهم الفلاح والتوفيق في الدنيا
والآخرة.
9- التحلي بالحياء:
المسلم يستحي من الله ومن الناس، فمن لا يستحي من الناس لا
يستحي من الله، والحياء كله خير، فقد مر الرسول ( على رجل وهو
يعظ أخاه في الحياء، فقال (Sadدعه، فإن الحياء من الإيمان)
[متفق عليه]، وقال (: (الحياء شعبة من الإيمان) [متفق عليه].
10- إزالة الأذى عن الطريق:
المسلم يحرص على سلامة الناس، ولذلك فهو يزيل من الطريق كل ما
يعوقهم، حسب استطاعته، وهو يعلم أن إماطة الأذى عن الطريق من
الإيمان، قال (: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة،
فأفضلها لا إله إلا الله،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،
والحياء شعبة من الإيمان) [متفق عليه].
فهذه نماذج لبعض أعمال الإيمان التي يجب على المسلم أن يتحلى
بها، فإذا حافظ المسلم عليها كان مؤمنًا صادقًا، أما إن قصر في
هذه الأعمال فإن إيمانه ينقص بقدر تقصيره، فعلى المسلم أن يحرص
عليها، ويتخلق بها، حتى يكون من المؤمنين الفائزين في الدنيا
والآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

ثمرات الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثمرات الإيمان   ثمرات الإيمان Emptyالجمعة سبتمبر 23, 2011 12:46 am

كلنا يتمنى السعادة ويبحث عنها، وهذه السعادة قد يراها
البعض في كثرة المال، أو في الجاه أو في السلطان، ولكن بلالا- رضي الله
عنه- رآها في الإيمان بالله وهو يردد أَحَدٌ..أَحَدٌ، وهو ملقي على رمال
مكة الملتهبة، في الصحراء الحارة وقت الظهيرة، وقد وضع المشركون حجرًا
كبيرًا على صدره، يطارد أنفاسه، ويمنعها من الخروج، وهذه السعادة رآها (ابن
تيمية) -رحمه الله- فقال: ماذا يصنع أعدائي بي؟ جنتي في صدري، لا يستطيعون
أن ينزعوها مني، فإن نفوني فنفيي سياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة، وإن
قتلوني فقتلي شهادة، في صدري كتاب الله وسنة رسوله.
فالإيمان له حلاوة
لا يعرف طعمها إلا من ذاقها، والرسول ( يقول: (ذاق طعم الإيمان من رضي
بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ( رسولا) [مسلم].
ويقول: (ثلاث
مَنْ كُنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكونَ اللهُ ورسوله أحبَّ إليه مما
سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما
يكره أن يقذف في النار) [متفق عليه].
وقال بعض الصالحين عن أعدائه: لو
علموا ما في صدرونا من الإيمان؛ لقاتلونا عليه. فمن أراد السعادة في الدنيا
فعليه بالإيمان، ومن أراد الآخرة فعليه بالإيمان، ومن أراد الأمان فعليه
بالإيمان.
يقول الشاعر:
قُل للّذِي يبْغِي السَّعَادَةَ
هَلْ عَلِمْتَ مَن السَّعِيدْ؟
إِنَّ السَّعَادةَ أن نعيشَ
لفكرةِ الحقِّ التَّلِيدْ
لِعَقيدةٍ شــمَّـاءَ تَهْزَأُ
بالبُروقِ وبالرُّعُودْ
ما الإيمان؟
الإيمان
في اللغة يعني التصديق ويتضح هذا المعنى من قصة يوسف عليه السلام، فعندما
رجع إخوة يوسف إلى أبيهم يعقوب -عليه السلام- بعدما وضعوا يوسف في البئر،
قالوا له: إن الذئب قد أكل يوسف، وجاءوا بقميصه وقد لطخوه بالدماء،ولكنهم
أحسوا أنه لا يصدقهم، فقالوا له: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين}
[يوسف: 17]. أي: وما أنت بمصدق لنا ولو كنا صادقين.
أما الإيمان في الشرع فهو إقرار باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالجوارح، وهذا الإيمان له خصائص يختص بها. وهي:
1- الإيمان شرط لقبول الأعمال:
خرج
الرسول ( قبل غزوة بدر، وفي الطريق لحق بهم رجل قد عرفت عنه الجرأة والقوة
والشجاعة، ففرح أصحاب رسول الله حين رأوه، فاقترب الرجل من الرسول ( وقال
له: جئت لأتبعك وأُصِيب معك. قال له رسول الله (: (تؤمن بالله ورسوله)،
فقال الرجل: لا. قال (: (فارجع فلن أستعين بمشرك). فتركهم الرجل.
وبعد
فترة عاد ولحق بهم، وقال للرسول ( كما قال أول مرة: فقال له النبي ( كما
قال من قبل، فتركهم الرجل ثم عاد فلحق بهم مرة ثالثة، وقال كما قال أول
مرة، فقال له النبي (: (تؤمن بالله ورسوله؟) قال: نعم. فقال له (: (فانطلق)
[مسلم].
يقول تعالى: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نفيرًا } [النساء: 124]. ويقول أيضًا: {ومن
أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورًا }
[الإسراء: 19].
2- الإيمان لا يكون باللسان فقط:
كان
عبد الله بن أُبَي بن سلول -كبير المنافقين- يأتي إلى الرسول ( يشيد به
(يمدحه)، ويعلن أمامه الإيمان بالله ورسوله (، فإذا خرج من عنده عاب الرسول
( وسبه، وكان يأمر المنافقين ألا يطيعوا الله ورسوله، فهؤلاء المنافقون
أظهروا الإسلام ومتابعة الرسول (، وأبطنوا الكفر ومعاداة الله ورسوله، فقال
الله عنهم: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرًا }
[النساء: 145].
وقال أيضًا عنهم: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك
لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}
[المنافقون: 1].
3- الإيمان يدفع إلى العمل الصالح ويزيد منه:
الإيمان
والعمل الصالح كالتوأم، قرن الله بينهما في القرآن الكريم ستين مرة، فكما
أن الإيمان يكمل بالعمل الصالح، فإن العمل الصالح دليل على صدق الإيمان،
قال (: (إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان) [الترمذي].
وهؤلاء
هم أصحاب رسول الله ( يولدون في بيئة جاهلية لا تستغني عن شرب الخمر
وإدمانها، ولكن عندما نزل قول الله -تعالى-: {إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة: 90]. وأمر
الله -عز وجل- بالانتهاء عنها، وقال: {فهل أنتم منتهون} [المائدة:91]. فلما
سمعوا ذلك؛ ألقوا كئوس الخمر من أيديهم حتى إن بعضهم كانت كأسه تكاد تلامس
شفتيه، فلما جاءه الأمر من الله بالانتهاء، ألقى الكأس التي كان يشربها؛
طاعة وإذعانًا لأمر الله -تعالى-، وذهب كل واحد إلى بيته، وأراق ما فيه من
خمر، حتى امتلأت شوارع المدينة برائحة الخمر لفترة طويلة.
لقد فعل
الإيمان ما عجزت الدول الكبرى عن فعله، وأنفقت عليه المليارات، فقد أنفقت
إحدى الدول الكبرى آلاف الملايين من أموالها حتى تقضي على مشكلة إدمان
الخمور، ومع ذلك باءت جهودها بالفشل.
4- الإيمان يمنع من المعصية ويقللها:
والمعصية
لا تُذهب الإيمان ولا تضيعه، وإن كانت تؤثِّر فيه وتضعفه، والإيمان يقلل
من المعصية ويمنعها، فهذا رجل من الأمم السابقة يخرج في سفر مع ثلاثة نفر
من أصحابه، وعندما أظلهم الليل، أرادوا المبيت، فدخلوا إلى غار في جبل
ليقضوا فيه ليلتهم، وفجأة انحدرت صخرة عظيمة فسدَّت عليهم باب الغار،
فقالوا: لن ينجيكم من هذا الموقف العصيب إلا أن تدعوا الله-عز وجل- بصالح
أعمالكم.
فتقدم الأول ودعا الله-عز وجل-بأحسن أعماله، فانفرجت الصخرة
قليلاً غير أنهم لا يستطيعون الخروج، وتقدم الثاني ودعا فزاد انفراج
الصخرة، ولكنهم ما زالوا لا يستطيعون الخروج أيضًا، فتقدم الثالث وقال:
يارب إنك تعلم أنه كان لي ابنة عم، وكنت أحبها حبًّا شديدًا، فكانت أَحَبَّ
الناس إلي، فأردتُ أن أفعل معها مثل ما يفعل الرجل مع زوجته، فراودتُها عن
نفسها، ولكنها امتنعت مني، ومرت السنوات وأحاط بها الفقر من كل جانب،
فجاءت إلى وطلبت مني مالا فأعطيتها المال على أن تجيبني إلى ما طلبت منها
من قبل، بأن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتُ، حتى إذا قدرتُ عليها قالت وهي
ترتجف وترتعد: يا عبد الله اتق الله ولا تَفُضَّ الخاتم إلا بحقه- أي لا
يحل لك أن تستمتع بي إلا بالزواج الحلال-، فقمتُ عنها وهي أحب الناس إلي،
وتركتُ لها المال الذي أعطيتُها.. اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء مرضاتك،
فافرج ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون.
وهكذا منعه الإيمان من
ارتكاب فاحشة الزنى. والمؤمن إذا همَّ بعمل يغضب الله، تذكَّر أنه -سبحانه
وتعالى- مطلع عليه ومراقبه، فيمتنع عما يغضب
الله -عز وجل-.
5- المؤمن يستمد قوته وعونه من الله:
فقد
جاء أهل قريش إلى أبي طالب عم النبي ( يشكون إليه الرسول (، وقالوا له يا
أبا طالب: إن ابن أخيك قد سفَّه أحلامنا وعاب آلهتنا، وفرَّق بيننا وبين
أولادنا، وإن كان ابن أخيك يريد مالا جمعنا له حتى جعلناه أغنانا، وإن كان
يريد مُلكًا سوَّدناه ونصبناه ملكًا علينا، وإن كان يعاني مرضًا جئنا له
بأمهر الأطباء حتى يشفى.
فرد عليهم الرسول ( في يقين المؤمن القوي بالله
الذي لا يخضع للإغراء، ولا يبيع إيمانه مهما كان الثمن الدنيوي عظيمًا:
(والله يا عم.. لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا
الأمر (الإسلام) ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) [ابن هشام].
وقد
حفر الكافرون للمؤمنين أخاديد كبيرة في الأرض (حُفَرًا عظيمة) وأشعلوا
فيها النيران، وألقوا فيها المؤمنين الذين آمنوا بربهم ولم يتنازلوا عن هذا
الإيمان مع أن الثمن هو موتهم.
قال تعالى: {قتل أصحاب الأخدود. النار
ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما
نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} [البروج: 4-8].
ولما
أحضر فرعون السحرة ليهزموا موسى -عليه السلام- فلما رأوا معجزة الله
وقدرته، خروا لله ساجدين: {قالوا آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون}
[الأعراف: 121-122]. فتوعدهم فرعون بأن يقطع أيديهم وأرجلهم، لأنهم آمنوا
بإله موسى وكفروا بفرعون، ولكن الإيمان تمكن من قلوبهم وملأها، وزادهم قوة
ويقينًا، فقالوا: {لا ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون} [الشعراء: 50].
6- الإيمان والابتلاء:
الابتلاء
سنة من سنن الله في خلقه، فالله -سبحانه- يختبر الناس بالخير والشر، حتى
يميز بين المؤمنين الصادقين المنافقين الكاذبين، قال تعالى: {ألم. أحسب
الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} [العنكبوت: 1-3].
وعن مصعب
بن سعد عن أبيه قال: قلتُ: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قال:
(الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه
صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلى على حسب دينه، فما يبرح
البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة) [الترمذي وابن
ماجه].
*وهذا خبيب بن عدي -رضي الله عنه- يأسره المشركون، ويذهبون به
ليصلبوه، فيقول لهم: دعوني حتى أصلى ركعتين. فتركوه، فصلى ركعتين خفيفتين،
ثم أقبل عليهم فقال: والله لولا تظنون أني خائف من الموت لاستكثرت من
الصلاة، ثم رفعوه على خشبة وقيدوه، ثم سأله المشركون: يا خبيب أتحب أن يكون
محمد مكانك وأنت معافى في بيتك؟ فيقول: لا، والله ما أحب أن يفديني بشوكة
يشاكها في قدمه، ثم ينشد قائلاً:
ولستُ أُبالي حينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
على أي جَنبٍ كانَ في اللَّهِ مَصْرَعِي
ولست بِمُبْدٍ للعـدوِّ تخشُّعًـا
ولا جَزَعًا إِنِّي إلى اللَّهِ مَرْجِعِــي
وَذلكَ فِي ذَاتِ الإِلهِ وَإِنْ يَشَـأْ
يُبَارِكْ على أَوْصالِ شِلْوٍ ممـــزَّعِ
وشلوٍ ممزع: (جسم ممزق الأعضاء).
*وهذه
سُمية يعذبها المشركون هي وزوجها وابنها، والرسول ( يمر عليهم ويقول:
(صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) [ابن هشام]، فالمؤمن يصبر على ابتلاء
الله -عز وجل- ويتوكل عليه، وهذا ما طلبه الله من المؤمنين حين قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}
[آل عمران: 200]. والرسول ( يقول: (الصبر نصف الإيمان) [أبو نعيم].
ويقول
أيضًا: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سرَّاءُ (شيء يحبه) شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء (شيء
يكرهه) صبر، فكان خيرًا له) [مسلم].
والإيمان يزيد بالمداومة على العمل
الصالح، وينقص بالمعصية والتقصير في حق الله. قال تعالى: {إنما المؤمنون
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى
ربهم يتوكلون} [الأنفال: 2].
وقال: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173].
*لقى
حنظلةُ بن الربيع أبا بكر الصديق - رضي الله عنه-، فقال حنظلة: نافَقَ
حنظلة. فقال أبوبكر: سبحان الله! ما تقول؟ فقال حنظلة: نكون عند رسول الله
( يذكرنا بالجنة والنار، فكأنَّا رأي العين، فإذا خرجنا من عند رسول الله (
جامعنا الأزواج، ولاعبنا الأولاد، واهتممنا بأمور دنيانا.
فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: فوالله، إن حالنا مثل حالك. ثم ذهب حنظلة
وأبو
بكر -رضي الله عنهما- إلى رسول الله ( فقال حنظلة لرسول الله ( : نافق
حنظلة، يا رسول الله. فسأله الرسول ( عن سبب قوله، فقال حنظلة للرسول (
مثلما قال لأبي بكر. فابتسم الرسول ( وقال: (والذي نفسي بيده، لو تدومون
على ما تكونون عندي، لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا
حنظلة، ساعة وساعة). وكررها رسول الله ( ثلاث مرات. [مسلم].
وكان أبو الدرداء- رضي الله عنه- يقول: من فقه العبد أن يتعهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد هو أم ينقص.
ولزيادة
الإيمان أسباب منها: العلم والعمل والتفكر، وغير ذلك، فالاستزادة من العلم
سبب في زيادة الإيمان، وكان ابن عمر يقول: تعلمنا الإيمان، فلما تعلمنا
القرآن زدنا إيمانًا، فالعلم بأسماء الله -عز وجل- وما يتضمنه كل اسم لا شك
أنه يزيد من إيمان المسلم، وكذلك التعرف على سيرة الرسول ( وأخلاقه
ومعاملته وجهاده وعبادته، كل ذلك يزيد الإيمان ويقويه.
وقد مدح الله -عز وجل- العلماء في كثير من المواضع فقال: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9].
وقد
روي أن الحارث بن مالك الأنصاري مرَّ بالرسول ( فقال له: (كيف أصبحت يا
حارثة؟)قال: أصبحت مؤمنًا حقَّا! قالSadانظر ما تقول، فإن لكل شيء حقيقة،
فما حقيقة إيمانك؟) فقال: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرتُ ليلِي وأظمأتُ
نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون
فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، فقال الرسول: (يا حارثة،
عرفتَ فالزم (ثلاثًا)) [الطبراني].
وإذا كان العلم سببًا في زيادة
الإيمان، فالعمل أيضًا من أسباب زيادة الإيمان ونقصانه، فكما أن العمل
الصالح والطاعة يزيدان الإيمان، فإن الانغماس في المعاصي والشهوات يضعف
الإيمان وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يحرصون على زيادة إيمانهم،
فهذا عمر يقول: هلموا نزدد إيمانًا. فيذكرون الله -عز وجل-. وكان عبد الله
بن رواحة يأخذ بيد الرجل من أصحابه، ويقول: قم بنا نؤمن ساعة، فنجلس في
مجلس ذكر.
وفي الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني،
فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ؛ ذكرته في ملأ خير
منهم)
[متفق عليه].
ومن أسباب زيادة الإيمان التفكر الدائم في
مخلوقات الله -عز وجل-، ألا ترى لو أن أحدًا حدَّثك عن مهارة شخص في صناعة
ما، فإن إحساسك بهذه المهارة يزداد إذا رأيت بعينيك نموذجًا من صناعته؟!
فإذا شاهدت منها أكثر من نموذج، ازداد ذلك الإحساس، فإذا قمت بتفحص هذه
الصناعات والتدقيق فيها ازداد يقينك في مهارته وصدقه!
وقدرة الله واضحة
جلية للجميع في هذا الكون الفسيح، فهذه سماء بلا عمد ظاهر، ونجوم وكواكب،
وهذه الأرض يلقي فيها البذر فيخرج منه الحلو والمالح، وذلك مما يجعل
الإنسان المؤمن صاحب القلب التقي لا يملك نفسه، ويهتف بعظمة الله وبديع
صنعه قائلا: إنه الله القدير.
يقول الشاعر:
انْظُـــرْ لتلكَ الشَّجـــرَةْ
ذَاتِ الغُصونِ النَّضِــرَةْ
كَيْفَ نَمَتْ مَن حبَّــــــةٍ
وَكَيْفَ صارتْ شَجَــرَةْ
انْظُـــرْ وقــلْ من ذا الذِي
أَخْرَجَ مِنْهَا الثَّمَــــرَةْ
ذَاكَ هُــــوَ اللَّـــــهُ
الّذِي أَنْعُمُهُ مُنْهَمِــــرَةْ
والتفكر وكثرة التأمل في مخلوقات الله -عز وجل- من صفات المؤمنين. قال تعالى: {ويتفكرون في خلق السموات والأرض} [آل عمران: 191].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

ثمرات الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثمرات الإيمان   ثمرات الإيمان Emptyالجمعة سبتمبر 23, 2011 12:51 am

إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.


أما بعد:

فإن
الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب جاء بالأعاجيب في العقائد والأعمال
والأخلاق، ورأى الناس منه العجب العجاب في سائر الأحوال، الإيمان الذي من
أوتيه فقد أوتي خيرًا كثيرًا، بل جعل الله دخول الجنة موقوفًا على الإيمان،
وجعل الإيمان موقوفًا على المحبة، والمحبة موقوفة على السلام، والسلام لا
يكون من الإنسان إلا بوازع من الإيمان. الإيمان الذي يعيش به الإنسان
سعيدًا ويموت به حميدًا، فـ:
) من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة (، يقول الله: ﴿ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ [سورة يس آية: 25- 26]، فما ذكر الله الجنة إلا جعل أول أوصاف أهلها الإيمان.

إن
الإيمان معناه أن تعبد الله على نور من الله ترجو ثواب الله وتخاف عقاب
الله، الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة
وينقص بالمعصية نسأل الله العظيم أن يزيدنا إيمانًا ويكمله لنا، ففي
الدعاء: «اللهم أسألك إيمانًا كاملًا ويقينًا صادقًا»، وإذا تبين هذا كله
فإليكم ثمرات الإيمان وآثاره الطيبة وعواقبه الحميدة في الدنيا والآخرة.


من ثمرات الإيمان حبُّ الله لأهل الإيمان: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [سورة المائدة آية: 54].

الإيمان الذي لا يعطيه الله إلا أحبابه وصفوته من خلقه: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [سورة يونس آية: 62- 63].

وفي الحديث: ) إن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب (،
فخير وصية لك أن تحب الله بكل قلبك، وكيف لا تحب الله وما من طرفة عين إلا
وله عليك نعمة وفضل، وكل شيء قد تكون مبالغًا في حبه إلا الله فإنك مهما
أحببته فإنك لا تزال مقصرًا في حبه، والعجيب أنك إذا أحببته أحبك، فإن
تقربت منه شبرًا تقرب منك ذراعًا، وهو مع هذا كله أغنى ما يكون عنك.


بل انظر إلى عظم محبة الله للعبد المؤمن ففي الحديث: ) وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته (، الله أكبر ما أعظم مقام أهل الإيمان عند الله يحبون الله، والله يحبهم ويرضون عن الله والله راضٍ عنهم.

ومن ثمرات الإيمان رضا الله عن أهل الإيمان، يقول الله عنهم: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [سورة البينة آية: 8]

فأعز
شيء في هذه الدنيا وأعظمه رضا الله عن العبد، وإذا رضي الله عن العبد
أسعده وأرضاه وثبت قلبه على الصراط المستقيم، ويسر له الخير حيث كان وأينما
كان وأينما توجه، بل يرضى الله عنه في الدنيا ويرضى عنه عند الممات، ويذكر
أن الحسن لما مات سمع الناس هاتفًا يقول: "لقد قدم الحسن البصري على الله
وهو عنه راض"، وعلى كل بقدر كمال إيمان العبد يكون رضا الله عنه، وفي
الحديث:
) من التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس والعكس (.

ومن ثمرات الإيمان أن لهم الأمن التام، يقول الله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ
[سورة الأنعام آية: 82]، فأخبر - سبحانه - أن من وفِّق للإخلاص رزقه الله
فائدتين الأمن التام والهداية في الدنيا والآخرة، وقد فسر الأمن هنا بأنه
أمن الدنيا، وقيل: أمن الآخرة، وعلى كل إذا كمل توحيد العبد فإنه لا يخاف
شيئًا سوى الله، ففي الصحيح عن جابر قال:
) كنا
إذا سافرنا تركنا أفضل ظل للنبي -صلى الله عليه وسلم- فرأينا دوحة عظيمة
فتركناها له، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزل تحتها وعلق سيفه بها
وجاءه أعرابي فاخترط السيف وقال: يا محمد، من يمنعك مني؟ قال: «الله»، فسقط
سيفه من يده وأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: «من يمنعك مني؟»
قال: كن خير آخذٍ فعفا عنه
(.
وهذا يدل على كمال توحيده – صلى الله عليه وسلم - ولن يخيب عبد تعلق بالله
ولو كادته السماوات والأرض إلا جعل الله له من بين أطباقهن فرجًا، فالمؤمن
الكامل لا يدخل الخوف قلبه أبدًا.


وقيل: المراد بالأمن أمن الآخرة إذا خرج الناس من قبورهم حفاة عراة وبدت من الآخرة أهوالها وأصبح الناس في خوف شديد وفزع عظيم: ﴿ أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إ [سورة فصلت آية: 40].

ومن ثمرات الإيمان ثبات القلوب، فمن أعظم المصائب تقلب القلوب عن طاعة الله: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [سورة إبراهيم آية: 27]، فأهل الإيمان أهل ثبات ويقين لا تضرهم الفتن مهما عظمت، ولا تقلبهم المحن مهما اشتدت لأنهم تمسكوا بحبل الله المتين.

ألزم يديك بحبل الله معتصما







فإنه الركن إن خانتك أركان






ومن ثمرات الإيمان الهداية والرحمة: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [سورة التغابن آية: 11]، وقال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [سورة الأنعام آية: 82]، أي الهداية التامة في كل أحوالهم وفي جميع شئونهم، الهداية التي لا ضلال معها.

ومن ثمرات الإيمان لذة الطاعة وحلاوة المناجاة، ففي الحديث: ) ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا (،
فأخبر أن للإيمان طعمًا، فثمرة الرضا ذوق طعم الإيمان قال ابن القيم في
المدارج: «هذا الحديث عليه مدار مقامات الدين وتضمن الرضا بالربوبية
والألوهية لله سبحانه، والرضا بالرسول والانقياد له، والرضا بدينه والتسليم
له، ومن اجتمعت له هذه الطرق الأربعة فهو الصديق حقًّا نسأل الله العظيم
أن يذيقنا حلاوة المناجاة والإيمان والطاعة، وقد قيل ليحيى بن معاذ: متى
يبلغ العبد مقام الرضا؟ قال: «بأربع: يقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني
رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت».


ومن ثمرات الإيمان أن الله يدفع عن أهله كل مكروه، يقول الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [سورة الحج آية: 38]،
يقول السعدي -رحمه الله-: «وهذا إخبار ووعد وبشارة للمؤمنين أن الله يدافع
عنهم - وذلك بسبب إيمانهم - كل شر من شرور الكفار وشرور الوسوسة وشرور
النفس والسيئات، ويخفف عنهم المكاره غاية التخفيف، وهذه المدافعة بحسب
الإيمان فمستقل ومستكثر».


ومن
ثمرات الإيمان أنه إذا كان على طاعة دعته أخرى إليها، وذلك بأن يشرح الله
صدره وييسر أمره ويكون سببًا للتوفيق لعمل آخر فيزداد بها عمل المؤمن
:
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [سورة الليل آية: 5- 7]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا [سورة الشورى آية: 23]، أي فلا يزال ميسرًا للخير والطاعات.

ومن ثمرات الإيمان أن الله يحيي به قلب العبد فتصبح أشجانه وأحزانه كلها لله وللآخرة ففي الحديث: ) كيف
أصبحت يا حارثة؟ قال: مؤمنًا حقًّا، قال: إن لكل قول حقيقة قال: يا رسول
الله، عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش
ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل
النار يتضاغون فيها
(،
فمن يؤمن بالله يكن للآخرة ذاكرًا وكثير التعلق بها، وكلما جاءته طاعة نظر
إلى عواقبها الحميدة يوم القيامة، فإذا صلى ركعتين وأحس بفتور تذكر أنه
سوف يفرح بها في قبره ويوم القيامة فدعاه ذلك التذكر إلى حسن العبادة
والإكثار منها.


ومن ثمرات الإيمان استغفار الملائكة للمؤمن: ﴿ الَّذِينَ
يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
[سورة غافر آية: 7]، وهذا من أعظم فوائد الإيمان.

ومن ثمرات الإيمان عدم تسلط الشياطين على المؤمن: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [سورة النحل آية: 99]،
فأخبر - سبحانه - في كتابه أن أعظم سبب في دفع شر الشيطان الاستعاذة بالله
منه، وبين أيضًا أن هناك سببًا أقوى في دفعه وهو التحلي بالإيمان والتوكل.


خاتمة

يا
أيها الناس إذا عرفنا ثمرات الإيمان وفضائله فاعلموا أننا في زمن فاسد يجب
علينا أن نحافظ على عقيدتنا وعلى إيماننا وعلى ديننا، وينبغي علينا أن
نحفظ أنفسنا لئلا نخرج عن جادة الدين من حيث لا نشعر، وقد تفننت شياطين
الإنس والجن بمداخل وأساليب خفية لا نكاد نشعر بها، وقد ورد أنه في آخر
الزمان أن الرجل يصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا والعكس، وقد تداخلت حدود الإيمان
والكفر، وخفيت على كثير من الناس.


يقول
شيخنا محمد المختار حفظه الله: «إنه لما أمن الناس من الشرك وقعوا فيه،
تأتي الرجل فتقول له: إن الشرك باب عظيم وخطير لأنه لا يقبل الله لك عملًا
بدون صحة التوحيد فيقول لك: يا أخي، الناس موحدون، الناس يقولون: لا إله
إلا الله، نسأل الله العافية».


وعلى
كل فمن كمل إيمانه وخلص من الشرك فله الأمن التام والهداية التامة في
الدنيا والآخرة، وحصل على جميع فضائل الإيمان. والواجب على كل مسلم أن يفكر
كل لحظة كيف يزداد من الإيمان والعمل الصالح.


تنبيه
هام: يقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: «محركات القلوب إلى الله ثلاثة:
المحبة والخوف والرجاء، وأقواها المحبة وهي مقصودة لذاتها لأنها معه في
الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فهو مقصود لغيره، فإنه يكون معه في الدنيا دون
الآخرة، فعلى قدر المحبة يكون سير العبد إلى محبوبه، والخوف يمنعه من
الخروج عن طريق المحبوب، أما الرجاء فهو حادٍ يحدو ويقود».


ويقول -رحمه الله-: «وهذا أصل عظيم يجب التنبه إليه فإنه لا يحصل للعبد العبودية بدونه، أما المحبة فأعظم شيء يحركها في القلب أمران:

الأول: كثرة الذكر للمحبوب لأن كثرة الذكر تعلق القلب به، ولهذا أمرنا الله بالإكثار من ذكره ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [سورة الأحزاب آية:41- 42].

الثاني: مطالعة آلائه ونعمائه: ﴿ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة الأعراف آية: 69]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [سورة النحل آية: 53]،
فلا إله إلا الله لو خرست الألسنة وصمت الآذان وعميت العيون؛ كيف يكون
حالنا؟! ولكن الله أعطانا السمع والبصر والفؤاد كله رحمة منه».


هذا، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، وعلى أتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
رحمة
مشرف
رحمة


عدد المساهمات : 703
نقاط : 832
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 07/05/2011

ثمرات الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثمرات الإيمان   ثمرات الإيمان Emptyالجمعة سبتمبر 23, 2011 11:43 am

ثمرات الإيمان Waf


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله
مثل أجر فاعله"

[ رواه مسلم ]

ثمرات الإيمان 00g6054wlXD


قال النووي (رحمه الله): "دل بالقول، واللسان، والإشارة،

والكتابة"

((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ
))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثمرات الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثمرات التقوي
» من ثمرات الثورات
»  من ثمرات الثورات
» ثمرات المراقبة لله
» ثمرات الطهارة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: